تفاصيل نهاية الحلم

ودع المنتخب الوطني كأس العالم داخل القاعة برأس مرفوع، بعد هزيمته أمام نظيره البرازيلي بثلاثة أهداف لواحد، في المباراة التي جمعتهما، أول أمس (الأحد) بالقاعة المغطاة في بخارى، لحساب ربع نهائي مونديال أوزبكستان 2024. وقدم أسود "فوتسال" أداء لامعا في المباراة، وكان بإمكانهم التأهل إلى نصف النهائي، كما جاء على لسان مدرب منتخب البرازيل كزافيي ماركينوس، الذي أشاد بمستوى لاعبي المنتخب الوطني في نهاية المباراة. وحظيت هذه المباراة باهتمام بالغ، بالنظر إلى قيمة المنتخبين المغربي والبرازيلي في النسخة العاشرة، وتصنيفهما العالمي المتقدم، إذ يحتل الأول المركز السادس عالميا، فيما يتربع الثاني على عرش الصدارة في هذه اللعبة، علما أنه المنتخب الوحيد، الذي توج بكأس العالم خمس مرات. ورغم الصعوبات التي وجدها المنتخب الوطني في النسخة العاشرة لكأس العالم بتعرض أبرز لاعبيه للإصابة، إلا أنه واجه نظيره البرازيلي بحماس وندية، بغض النظر عن الفوارق الموجودة بينهما. 9 لاعبين في الإحماء دخل لاعبو المنتخب الوطني أرضية القاعة المغطاة في بخارى بتسعة لاعبين فقط، وثلاثة حراس مرمى، لخوض تمارين الإحماء، فيما بدأها منتخب البرازيل بعناصره الكاملة، المكونة من 11 لاعبا، وثلاثة حراس، بمن فيهم النجم الأول جون بيير كوستا، الذي حامت الشكوك حول مشاركته أمام أسود الأطلس، بعد إصابة عضلية تعرض لها أمام منتخب كوستاريكا. واستغرقت حصة الإحماء 40 دقيقة، ليغادر المنتخب الوطني القاعة نحو مستودع الملابس، وكله إصرار على تحدي خبرة منتخب البرازيل، المدجج بأسمائه البارزة وتشكيلته المتكاملة. أمزال يتحدى الإصابة فاجأ إسماعيل أمزال، الدولي المغربي، الطاقم الطبي للمنتخب الوطني داخل القاعة باستجابته للعلاج في وقت سريع، ما مكنه من خوض مباراة البرازيل، متحديا الإصابة القوية، التي تعرض لها في مباراة البرتغال في الجولة الأخيرة من منافسات دور المجموعات. ولعب الجهاز الطبي بكامله، بقيادة الطبيب المهدي الأمراني مجهودات كبيرة، حتى يكون أمزال في قمة جاهزيته، لينقذ بذلك المدرب هشام الدكيك، الذي كان يستعد لمواجهة البرازيل بثمانية لاعبين، إضافة إلى ثلاثة حراس مرمى. وتقلصت لائحة الغيابات في مباراة البرازيل إلى اسمين فقط وهما عثمان الإدريسي وخالد بوزيد، اللذان لم تنفع معهما العلاجات المكثفة، شأنهما شأن زميليهما يوسف جواد وبلال البقالي. انطلاقة جيدة ولكن... دخل المنتخب الوطني بتشكيلة متكونة من الحارس عبد الكريم أنبيا وسفيان بوريط وأنس العيان وإدريس الرايس الفني وسفيان المسرار، وكان الأفضل مع انطلاق المباراة، بعد أن أرغم منتخب البرازيل على ارتكاب خطأين، كما وجد صعوبة في تجاوز الخط الدفاعي المتماسك للمنتخب الوطني. وتحكم أشبال المدرب هشام الدكيك في 10 دقائق الأولى، من خلال استحواذهم على الكرة، الشيء الذي بعثر أوراق مدرب البرازيل كزافيي ماركينوس، الذي طلب دقيقة وقت مستقطع، لتنبيه لاعبيه إلى خطورة المنتخب الوطني، إلا أن ذلك لم يكف لتجنب البرازيليين ارتكاب المزيد من الأخطاء بلغت أربعة في الشوط الأول، قبل أن يسجل هدفه الأول ضد مجرى اللعب، بفضل لاعبه مارسيل ماركوس. واستمر منتخب البرازيل في ضغطه المتواصل، مقابل تراجع خفيف للمنتخب الوطني، الذي ارتكب خمسة أخطاء متتالية، ليفلت بأعجوبة من خطأ سادس كان سيمنح البرازيليين ضربة حرة 10 أمتار دون حائط. واتسمت المباراة بالتكافؤ مع قرب نهاية الشوط الأول، إذ كان المنتخب الوطني قريبا من تعديل النتيجة، لولا التسرع ويقظة الدفاع البرازيلي. وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع أن أسود القاعة يقتربون من تسجيل الهدف الأول، نجح البرازيليون في إحراز هدفهم الثاني بواسطة اللاعب ياندرو لينو. وتستمر الأخطاء الفردية واصل المنتخب الوطني ارتكاب الأخطاء الفردية في بداية الشوط الثاني، الذي ظهر فيه منتخب البرازيل أكثر هدوء وتهديدا للحارس يوسف بنسلام، قبل أن يتمكن اللاعب دييغو سوفو من إضافة الهدف الثالث بعد خطأ واضح في التغطية. ورغم تعليمات المدرب الدكيك وحثه على تفادي الهفوات بالقرب من الحارس، وتجنب المراوغات، إلا أنها كانت دون جدوى، الشيء الذي جعل البرازيليين يتحكمون في أطوار الشوط الثاني، رغم بعض المحاولات الخطيرة التي أضاعها المنتخب الوطني، بفعل التدخلات الناجحة للحارس البرازيلي ويليام فيليب. واضطر المدرب هشام الدكيك إلى تغيير النهج التكتيكي بالاعتماد على المهاجم الطائر والضغط على حامل الكرة، الشيء الذي مكن المنتخب الوطني من تسجيل الهدف الأول عن طريق عثمان بومزو. الحارس فيليب ينقذ البرازيل وجد المنتخب الوطني أمامه دفاعا متماسكا للمنتخب البرازيلي بقيادة حارسه ويليام فيليب، الذي وقف سدا منيعا أمام زملاء العميد سفيان المسرار، رغم المحاولات الكثيرة التي أتيحت لهم في الشوط الثاني. وهدد أسود القاعة مرمى البرازيليين لمدة 10 دقائق متواصلة، بعد اعتماد المدرب هشام الدكيك على الجناح الطائر، والضغط على حامل الكرة، إذ كان بإمكان سفيان الشعراوي وسفيان المسرار التسجيل، لولا التدخلات الناجحة للحارس فيليب، الذي أنقذ زملاءه من أهداف محققة. ولعب الجمهور المغربي دورا بارزا في تحفيز اللاعبين وتشجيعهم على العودة في النتيجة، إلا أن تجربة البرازيليين وحنكة حارس مرماهم أجهضتا كل محاولات لاعبي المنتخب الوطني لتحقيق حلمهم الكبير بالتأهل إلى نصف النهائي. حسرة ودموع خيم الحزن على لاعبي المنتخب الوطني بعد إقصائهم من ربع النهائي، وغادر بعضهم القاعة المغطاة بالدموع، على غرار أنس العيان، الذي انهمرت عيناه بالدموع، لحظة إجابته عن أسئلة الصحافيين، أسوة بالعميد المسرار، الذي سقط على الأرض مباشرة بعد نهاية المباراة، قبل أن يغادر اللاعبون القاعة تحت تصفيقات الجمهور. أما المدرب هشام الدكيك، فحاول إخفاء خيبة أمل بلوغ نصف نهائي المونديال، إذ ظل هادئا ومصرا على المسيرة الناجحة للمنتخب الوطني في هذه اللعبة، بعد أن أصبح ضمن الثمانية الأوائل عالميا في وقت قصير. ورغم الإقصاء من المونديال، إلا أن الجمهور استمر في الهتاف وترديد شعارات مؤيدة للمنتخب الوطني، سيما المدرب هشام الدكيك، الذي نال القسط الأكبر من الثناء والإشادة. إشادة برازيلية بأداء المنتخب أشاد لاعبو المنتخب البرازيلي بأداء المنتخب الوطني خلال تصريحاتهم لممثلي الصحافة المغربية، إذ اعترفوا بالندية التي أظهرها أسود القاعة في شوطي المباراة. وأكد عدد من لاعبي البرزيل صعوبة الفوز على المنتخب الوطني والمتاعب التي وجدوها في تكسير جداره الدفاعي المتماسك، مشيرين إلى أن اللاعبين المغاربة عقدوا مهمتهم في بلوغ نصف النهائي بسهولة. وفي السياق نفسه، سار مدرب منتخب «السيليساو»، كزافيي ماركينوس، حين أكد في تصريحات صحافية، أن المنتخب الوطني كان بمقدوره التأهل على حساب البرازيل، بالنظر إلى الطريقة الجيدة، التي لعب بها، كما تلقى أسود القاعة الإشادة من عدد من متتبعي مونديال أوزبكستان. إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير: (أحمد جرفي وعبد الحق خليفة) (موفدو "الصباح" إلى أوزبكستان)

تفاصيل نهاية الحلم

دموع وحسرة بعد الإقصاء وإشادة برازيلية بأداء المنتخب والجمهور يتغنى بالدكيك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عجمان ينفصل عن الحسوني

أزمة زيت الزيتون... فتح الباب للاستيراد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات