بائع جائل طعن شقيقه بعد فشل وساطات العائلة والجيران حول استغلالها كان يوما هادئا بأحد أحياء عين الشق بالبيضاء، قبل أن يكسر هذا الهدوء صراخ، صادر من منزل، إذ كان بداخله شخص مضرج في دمائه يحتضر، بعد أن تلقى طعنة قاتلة وبجانبه القاتل، الذي ليس سوى شقيقه يترقب وصول الشرطة، بعد أن بلغ عن جريمته. رغم أن وصول أفراد الشرطة كان سريعا، لكن ذلك لم يكن كافيا لإنقاذ حياة الضحية بنقله إلى المستعجلات، إذ ظل يحتضر أمام أفراد أسرته إلى أن فارق الحياة، ليتم نقل جثته إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريحها، بتعليمات من النيابة العامة. دون مقاومة، سلم القاتل نفسه للشرطة، إذ بدت عليه حسرة كبيرة، أذرف خلالها الدمع بعد أن أدرك متأخرا، أنه تورط في فعل طائش كلفه حياة شقيقه، وسنوات طويلة سيقضيها في السجن. قصة الخلاف بين الشقيقين تعود لسنوات طويلة، إذ بسبب الظروف المادية الصعبة، سيما للمتهم الذي يعمل بائعا جائلا، لم تنفع وساطات العائلة والجيران في تذويب خلاف حاد بينه وبين شقيقه، حول أحقية استغلال غرفة بمنزل الأسرة بأحد أحياء عين الشق، إذ ظل كل طرف متمسكا بأحقيته في استغلال الغرفة، وكل طرف يتحجج بأنه عاجز عن استئجار شقة أو غرفة بمنزل آخر، حتى يتنازل عن موقفه. واستفحل الخلاف بين الطرفين منذ فترة طويلة، إلى أن تطور إلى جريمة قتل، بدأت بتلاسن بين المتهم وشقيقه من جديد، ومطالبة كل طرف الآخر بمغادرة المنزل والبحث عن مكان ثان للعيش فيه، فتطور التلاسن إلى عراك، عجز أفراد الأسرة عن فضه، وفي غفلة منهم، استل البائع الجائل سكينا ووجه لشقيقه طعنات قاتلة، أمام أنظار الجميع، الذين اكتفوا بمعاينة الشقيق يسقط على الأرض والدماء تنزف بقوة، بسبب خطورة الطعنات. حاول المتهم وأفراد الأسرة تقديم الإسعافات الأولية للضحية دون جدوى، إذ كان الموت أسرع، وفارق الحياة بين أيديهم، ليصاب المتهم بصدمة كبيرة بعد معاينة شقيقه جثة، فأخرج هاتفه المحمول واتصل بالشرطة يشعرها بقتل أخيه، قبل أن يلج غرفة، حيث مكث فيها إلى حين حضور عناصر الأمن، التي اعتقلته دون مقاومة، في حين تم نقل جثة شقيقه إلى مصلحة الطب الشرعي. مصطفى لطفي