كاميرات تسقط عصابة “المويلحة”

مكنت تحريات دقيقة من قبل محققين تابعين للفرقة الجنائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، من فك لغز جريمة نفذت بطريقة هوليودية، استهدف منها جناة منزل أحد التجار بحي المنار، وتمكنوا من سرقة 30 مليون سنتيم ومجوهرات وسيارة خاصة من نوع "مرسيدس"، ولاذوا بالفرار قبل وضع اليد على أحدهم من واد زم دل على شركائه الثلاثة، الذين عوقبوا من قبل الراحل نورالدين فايزي بثمانين سنة سجنا نافذا مقاسمة بينهم . نفذت مجموعة من الأشخاص في السابع عشر من 2018، سرقة مثيرة وبأياد مسلحة خططوا لها بإحكام شديد، بعد أن استجمعوا كافة المعطيات التي تسهل عليهم إدراك مبتغاهم، مع تحاشي ترك أي دليل جنائي يمكن أن يتخذ سبيلا للوصول إليهم من قبل أمن المدينة. وفي التفاصيل تلقت مصلحة المداومة نداء من زوجة مالك المنزل الذي استهدفه الجناة، تفيد أنها تحت التهديد بالسلاح الأبيض من قبل مجهولين، أرغموها مباشرة بعد الترجل من سيارتها على الصعود معهم إلى الشقة مسرح الجريمة، وبعد أن أزالوا ذاكرة كاميرا المراقبة، مكثوا مدة 40 دقيقة كانت كافية لتفتيش كل أرجاء الشقة والاستيلاء على كل ما خف حمله وغلا ثمنه، وأنهم بعد ذلك استولوا على مفاتيح سيارتها من نوع "مرسيديس220" وانصرفوا إلى حال سبيلهم. وزادت المصرحة أنهم هددوها بسيوف وكانوا يضعون على أصابعهم لصاق "السكوتش" احترازا منهم لعدم ترك بصماتهم وأنهم لم يكونوا مقنعين، ما مكنها من التقاط بعض أوصافهم التي ستسخر هي الأخرى لتسهيل جمع معطيات كافية عنهم. بحث في محيط الأقارب والأصدقاء لما أخذ معهم الجناة جهاز تخزين معلومات كاميرا المراقبة، بدا البحث عسيرا أول الأمر وفرض على المحققين التعامل بحذر مع الجميع، بمن فيهم أقارب الضحية وزوجها وأيضا أصدقاؤه الذين كانوا يتعاملون معه تجاريا ويترددون على محله لبيع الهواتف، وحجزوا هاتفي قريبين وهاتف الزوج، وأخضعوها طيلة 48 ساعة للبحث بتنسيق مع مديرية الشرطة القضائية لدى المديرية العامة للأمن الوطني، لاستجماع مزيد من المعطيات التي استثمروها لفك لغز هذه الجريمة التي هزت الجديدة. تنصت وكاميرات وراء الإيقاف اعتمدت خطة الجناة حيطة وحذرا شديدين، فبعد أن مشطوا محيط مسرح جريمتهم جيدا، نزل ثلاثة أشخاص من سيارة رباعية الدفع بركن بعيد، وظل بها شخصان يراقبان تطورات الوضع للتدخل متى كان ذلك ضروريا، بينما ترجل ثلاثة آخرون، ولما توقفت الضحية بسيارتها داهموها وانتزعوا منها مفتاح سيارتها وأرغموها أن تصعد معهم إلى الشقة تحت تهديد بالسيوف، وارتكبوا جريمتهم. ولم يكن هناك بد أمام المحققين سوى استنطاق كاميرات منازل مجاورة، وفرت لهم معلومات كافية عن لحظة وصول الجناة والتحرك الذي سبق فعلتهم، والوجهة التي اتخذوها ملاذا لهروبهم، كما أن المحققين استنطقوا آخر المكالمات لزوج الضحية، وقرروا التنصت على مكالمات قريب لزوجها كان يتردد على محله وعلى علم بما لديه من أموال وأشياء ثمينة، وكان هو من نقل المعلومات لشركائه الذين نفذوا السرقة، فضلا عن أن عدم ارتدائهم لأقنعة جعل الزوجة تلتقط بعضا من أوصافهم، والتي استغلت في إعداد صور "روبوتيك"، دلت عليهم فعلا مع تتبع مسار هاتف مسروق منها. الاعتقال والاعتراف مكنت كل هذه المسالك التي سار فيها البحث من إيقاف العقل المدبر للسرقة المثيرة، ويتحدر من واد زم والذي كان يتردد على الجديدة ويقيم أحيانا بها لمدد طويلة، وبعد استنطاقه باح بكل تفاصيل السرقة ودل على شركائه الثلاثة، بعد استدراجهم بكمائن دقيقة حيث ألقي القبض على واحد منهم بالدروة وآخرين ببرشيد والبيضاء، كما تم استرجاع سيارة "مرسيدس" المسروقة بعد انتزاع العديد من مكوناتها، وهو ما أفادوا بصدده أنهم كانوا ينوون بيعها أجزاء مفككة كما عادتهم مع العديد من السيارات التي تحصلوا عليها من عدة سرقات، وهو ما ولد قناعة لدى المحققين أنهم أمام فاعلين بسجل حافل من السرقات الموصوفة وتحت التهديد بالأسلحة البيضاء . محاكمة وعقوبات مشددة في جلسة احتضنتها قاعة الجلسات رقم 1 بمحكمة الاستئناف بالجديدة، يوم 16أبريل 2019، مثل الجناة في حالة اعتقال بصك اتهام ثقيل ضمنه قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها في قرار الإحالة الذي سطره في حقهم، ومنه تكوين عصابة إجرامية والسرقة مع التهديد بالسلاح واستعمال ناقلة ذات محرك، وبعد ذلك طالب دفاعهم بمراعاة ظروفهم الاجتماعية والتخفيف عنهم، قبل أن يصدر في حقهم الراحل نورالدين فايزي حكما بثمانين سنة سجنا نافذا مقاسمة بينهم وغرامة مالية. عبدالله غيتومي (الجديدة)

كاميرات تسقط عصابة “المويلحة”

الجناة نفذوا سرقة بطريقة هوليودية واستولوا على أموال وحلي وسيارة "مرسيدس"

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متابعة شرطي تسبب في حادثة بآسفي

الحكومة تحيي قانون "كل ما من شأنه"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات