عادة متجددة تستغل الحاجة

3 أسئلة إلى * علي الشعباني ماهي الأسباب التي استدعت المرابين للاشتغال مجددا وسط الفئات الاجتماعية المختلفة؟ > يلجأ المواطنون إلى المرابين، حينما يحتاجون إليهم، ويتعذر عليهم التعامل مع المؤسسات مثل البنوك. وتدفع الحاجة أو الاحتياج المدين إلى طلب اقتراض قد يكون مؤسساتيا أو فرديا. الأول يتم مع البنوك، والثاني في إطار نوع من التفاهم بين شخصين، قائم على التفاوض، وكتمان السر، لأن المحتاج يعرف جيدا أن البنوك تفرض شروطا ووثائق لا يمكنه أن يحققها، مثل التوفر على حساب بنكي مفتوح، وتقديم ضمان إرجاع الأموال، وأداء فوائد متفق عليها على الأموال المقترضة. ويحاول المدين تجنب تبعات أداء الشيكات بدون مؤونة، لأن ذلك قد يؤدي إلى فتح متابعة قضائية في حقه، وحجز ممتلكاته، والدخول إلى السجن. والتعامل الربوي في الاقتراض الخاص، كان عادة يهودية انتشرت في المغرب منذ قديم الزمن، وتعامل بها المغاربة المسلمون مع المغاربة اليهود بشكل عاد، والتي تسمح بتقليص الإجراءات القانونية التي تفرضها البنوك، وتسهيل عملية الاقتراض الفردي بطريقة "شبه سرية". ما هي الأسباب التي أرجعت هذا التعامل الربوي عوض الاقتراض العادي بين الأشخاص بدون فوائد ؟ > اضطر بعض المغاربة إلى التعامل مع المرابين، بعدما وقعت مشاكل تهم رفض إرجاع الدين لأصحابه، بمبرر غياب الحجة والشهود على ذلك. فإذا كان المغاربة قد تعاملوا في السابق في إطار نوع من التضامن الآلي بين الفئات والأسر والأفراد باسم " اعطيتك لكلمة" لدعم بعضهم البعض في وقت الشدة، فإن البعض استغل هذا الأمر ورفض إرجاع الدين، بل منهم من ينكر على من أقرضه أن يكون منحه أصلا المال بعد مرور المهلة المتفق عليها لإرجاعه، ما جعل الناس يلجؤون إلى الكتابة عوض إعطاء " لكلمة"، بعضهم يلتمس فقط كتابة التزام ممهور بالتوقيع ودمغة الطابع، وبنسخة مصححة الإمضاء في مقر المقاطعة، وبدون فوائد ربوية، والبعض الآخر يطلب توقيع شيك بالمبلغ المقترض، وآخرون يستغلون الفرصة لفرض أداء الفوائد ضمن المبلغ المقترض دون إشهارها، فإذا حصل الشخص على 5 آلاف درهم، فإن المبلغ المسجل في عقد الطرفين لإرجاعه سيكون 8 آلاف درهم، أي إخفاء الفائدة عن السلطات لأنها تمنع قانونيا هذا التعامل، واعتبار المبلغ بأكمله مجرد سلف وهذا تعامل يقع بين الطرفين ولا يفضح إلا في المحاكم حينما يقع ابتزاز، كما حصل في بعض الأقاليم. والتعامل الربوي كان سائدا عموما في المغرب قبل الإسلام وبعده وفي مناطق كثيرة بين اليهود والمسلمين، بعيدا عن أعين السلطات وتبناه بعض المغاربة المسلمين بعد مغادرة بعض اليهود تلك المناطق واستمر لحد الآن لحل مشاكل، وقد يكون سببا في فتح متابعات قضائية. هل غياب الادخار والحكامة المالية في التدبير لدى أرباب الأسر هو الذي يشجع المرابين على ممارسة الهيمنة وخرق القانون؟ > طبعا ثقافة الادخار وتدبير الحكامة المالية منعدمة في الأسر المغربية، لذلك يسقط رب الأسرة في مشكلة تغطية الحاجيات الضرورية لأسرته، فيستغل آخرون هذا الوضع الاجتماعي المتأزم، ليقدموا خدماتهم بشكل مباشر أو بوساطة، في اقتراض المحتاجين للأموال، وعوض أن يشعروا بالارتياح، يتعرضون للخنق عمليا لأداءفوائد ربوية مرتفعة، فيضعوهم في مواقف حرجة جدا . وهذا النوع من المعاملات مستمر وسيبقى ما دام الأمر يتعلق بحاجة الناس إلى الأموال، وغياب عقلية الادخار في المغرب وتبويب ميزانية الأسر بوضع تقديرات مصاريف الشهر من أداء أقساط المنزل، أو كراء والسيارة، والماء والكهرباء، والتغذية والملبس، والاستشفاء، والسياحة والطوارئ، يعقد الأمور أكثر فتجد الناس في حاجة لتغطية الضروريات فقط، أما الادخار فمرتبط بتوفير المال. * أستاذ علم الاجتماع أجرى الحوار: أحمد الأرقام

عادة متجددة تستغل الحاجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لا علاقة للمدونة بالحريات الفردية

تواركة يسرح سبعة لاعبين وينتدب ستة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات