أسـر مثقلـة بالديـون

اللجوء إلى الاقتراض لمواجهة تمويل الاستهلاك وتغطية نفقات على الكماليات كلما حلت مناسبات دينية (رمضان أو عيد الفطر أو عيد الأضحى)، أو حياتية (الدخول المدرسي أو العطل)، أو اجتماعية (مرض أو زواج)، تلجأ أسر مغربية إلى الوكالات البنكية للانخراط في مسلسل الاقتراض لمواجهة وتلبية وتغطية مصاريفها، حيث تجد نفسها رهينة لديها. لكن المواطنين لا ينتبهون للتأثير السلبي لهذه القروض إلا بعد أن تتراكم عليهم ويصبحون عقب ذلك، مضطرين للدخول في مسلسل جديد من القروض لتأدية وتصفية القروض السابقة. واعتبر عدد من المهتمين بالشأن الاجتماعي، القروض الاستهلاكية عبئا عليهم، سيما أن أغلب المدينين يلجؤون إليها بسبب التباهي والتظاهر والتفاخر بينهم وبين جيرانهم أو داخل محيطهم الاجتماعي. وأكد (محمد.س)، أستاذ متقاعد، في تصريح لـ»الصباح» أن اللجوء إلى القروض الاستهلاكية على الخصوص، المتعلقة بتلبية حاجات غير ضرورية، مثل اقتناء سيارة أو المشاركة في سفرية أو اقتناء تجهيزات منزلية، لا تستعمل أصلا، أو من أجل الذهاب إلى الحج أو العمرة أو حتى اقتناء أضحية العيد، علما أن ذلك يدخل في باب السنة المؤكدة، بمعنى أنها غير واجبة دينا وشرعا، وبذلك لا تستدعي الاقتراض لتحقيقها، (تشكل) هذه القروض عبئا كبيرا على كاهل المواطنين. ويضيف أستاذ التربية الإسلامية سابقا، أن لجوء المغاربة إلى الاقتراض من وكالات القروض، يعتبر سلوكا غير طبيعي، مشيرا إلى تبعاتها وتداعياتها الاجتماعية، إذ تؤثر سلبا على استقرار الوضعية الاجتماعية للزوج والزوجة، وتساهم في بروز مشاكل، هما في غنى عنها، لو لجآ إلى سياسة حسن التدبير والتسيير والاكتفاء بما هو ضروري. لكن مقابل ذلك، هناك من يلجأ إلى الاقتراض وهو مضطر ومكره لمواجهة غلاء المعيشة وارتفاع متطلبات الحياة اليومية، التي تفرض عليه اللجوء إليها تحت ضغط متطلبات الأبناء وحاجيات بيت الزوجية. وتعتبر (نعيمة.م) زوجة وأم لثلاثة أبناء، القروض الاستهلاكية شرا لا بد منه، سيما في مناسبات الدخول المدرسي وعيد الأضحى، وتؤكد أن زوجها لا يكاد يخرج من قرض إلا ويجد نفسه مضطرا للدخول في مسلسل الاقتراض من جديد، مضيفة أن راتبه الشهري موظفا بسيطا، لا يتيح تغطية تكاليف لوازم وواجبات الدخول المدرسي، ولا تمكنه من اقتناء أضحية العيد الكبير. من جهته، أكد (عبد الله.س) مستخدم بإحدى الإدارات العمومية، أن ارتفاع أسعار جل المواد وركود الأجور، يزيدان من معاناة المواطنين عامة، والمستخدمين والموظفين البسطاء خاصة. وتابع قائلا: «إنه يضطر من حين لآخر إلى الاقتراض لتلبية حاجيات بيته، لأن دخله محدود ومطالب عائلته تزداد سيما مع توالي السنوات وكبر الأطفال، مع ما يفرضه ذلك من ازدياد حاجياتهم المرتبطة بالكسوة والتمدرس. ظروف لجوء المواطنين إلى الاقتراض فرضته ظروف الحياة الصعبة، رغم أنها لا تحل المشكل، بل ترهن مصير الأسر والعائلات لدى الوكالات البنكية، ويدخلها في مسلسل لا ينتهي أبدا، وهو ما يفرض التعامل مع هذه الحالات بكثير من الحكمة والتقشف والتدبير الحسن والتسيير المعقلن، والتخلي عن المصاريف الزائدة وغير الضرورية، والعودة إلى الطرق القديمة، بالاعتماد على الإنتاج المحلي، والتخلي عن اقتناء كل الحاجيات من الأسواق، ويفرض على النساء المساهمة كما كن من قبل في تدبير وتسيير بيوتهن، بالمساهمة في توفير حاجياته، من أكل وشرب ولباس وغيرها. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

أسـر مثقلـة بالديـون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جماعة‭ ‬البيضاء‭ "‬تمول‭" ‬27‭ ‬جامعة‭ ‬رياضية‭!‬

قالوا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات