ضربـات الشمـس… خطـر المـوت

تحدث عندما يعجز الجسم عن تبريد نفسه والسيطرة على درجة الحرارة من أكثر المشاكل التي يمكن أن تهدد حياة بعض الأشخاص خلال الفترات التي ترتفع فيها درجة الحرارة، الإصابة بضربات الشمس. وقد تختلف مضاعفات ضربة الشمس باختلاف شدتها، سيما إذا لم تتم السيطرة عليها سريعا، فيكون المريض أمام مشكل تلف أعضاء الجسم، وفي حالات أخرى الوفاة. في هذه الورقة نقدم مجموعة من التفاصيل حول ضربات الشمس والأعراض، التي تظهر على المريض والمضاعفات، بالإضافة إلى سبل الوقاية ومحاور أخرى. في ما يلي التفاصيل: تؤدي إلى اضطراب الدماغ أضرار كثيرة تؤثر على الأعضاء الحيوية مثل الكلي إن ضربة الشمس التي يكون الأشخاص عرضة لها خلال الطقس الحار، قد تتسبب أحیانا في عدم قدرة الجسم على ضبط درجة الحرارة فيه، إذ عندما تتجاوز حرارة الجسم 40 درجة مائویة، یحدث اضطراب للدماغ. وفي الوقت الذي يلعب فيه الدماغ دورا كبيرا في التحكم بدرجة حرارة الجسم، فإن التعرض إلى حرارة مرتفعة جدا، یؤثر سلبا على نظام الدورة الدمویة والأنظمة الدماغیة. وينتج عن ضربة الشمس حدوث صدمة تكون سببا في فقدان تدفق الدم في الجسم، وتشمل أعراضها انخفاض ضغط الدم بشكل حاد، وازرقاق الشفاه والأظافر، وبرودة الجلد وتعرقه. ويؤكد الأطباء أن لضربات الشمس أضرارا كثيرة، كما تؤثر سلبا إذا لم يتم التعامل معها بسرعة، مشيرين إلى أن الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والكلي تبدأ في الانتفاخ، وقد يؤدي هذا إلى حدوث ضرر دائم في الجسم. إن ضربات الشمس تتسبب عادة في مخاطر إذا لم تتم معالجتها بسرعة، ومنها الإغماء، إذ يفقد المصاب الوعي ويدخل في غيبوبة ولا يستيقظ منها حتى تتم معالجته. وتؤدي ضربات الشمس كذلك إلى الإصابة بالسكتة الدماغية الحرارية، وهي حالة تهدد حياة المصاب، ويمكن أن تحدث عندما لا يستطيع الجسم التحكم في درجة الحرارة. وينتج أيضا عن ضربات الشمس تلف الأعضاء الحيوية، فهي تتسبب في وذمة دماغية، وهي من أخطر المشاكل المحتملة لهذه الحالة، كما أنه في حالات أخرى يكون المصاب عرضة للوفاة، سيما إذا لم يخضع للعلاج على وجه السرعة. ويعد العمر من عوامل الخطر، فالجهاز العصبي المركزي هو المسؤول عن مراقبة والحفاظ على درجة الحرارة الداخلية الصحيحة، ففي جسم الأطفال لم يتشكل كاملا، كما أنه بمجرد تجاوز خمس وستين سنة، يبدأ في التدهور، وبالتالي فإن الأطفال والمتقدمين في السن، هم الأكثر عرضة لضربة الشمس. وترفع بعض الأدوية احتمال الإصابة بضربة الشمس، لأنها تتدخل في طريقة استجابة الجسم للحرارة، أو لأنها تحد من رطوبة الجسم، مثل مضيقات الأوعية الدموية، وأدوية إدرار البول، والأدوية التي تخلص الجسم من الصوديوم والماء، كما أن مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، يمكن أن تسهل الإصابة بها. أمينة كندي لمعلوماتك < تحدث ضربة الشمس أو ضربة الحرارة عندما ترتفع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مائوية أو أكثر، ويعجز الجسم عن تبريد نفسه والسيطرة على درجة الحرارة. وعادة ما تنتج ضربة الشمس عند التعرض لدرجات حرارة عالية فترات طويلة، سواء أثناء العمل، أو ممارسة الأنشطة البدنية، أو حتى عند الجلوس في أماكن ذات حرارة عالية. < تعد ضربة الشمس حالة طارئة تستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية وإجراء الإسعافات الأولية، وإذا لم تعالج بصورة سريعة فقد تحدث مضاعفات صحية عديدة قد تسبب تلفا للأعضاء الحيوية في الجسم، وربما تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. < يبرد الجسم في درجات الحرارة العالية، عن طريق التعرق الذي يتبخر فتقل درجة حرارة الجسم. وعندما تكون الحرارة عالية، يحدث خلل في آلية التبريد ولا تعمل بشكل جيد، ويخسر الجسم مكوناته من السوائل والأملاح، وإذا ترافق ذلك مع تعويض غير كاف من السوائل، قد يحدث اضطراب في الدورة الدموية. 5 عوامل من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بضربات الشمس، العمر، إذ يعد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس، إذ أن استجابتهم للحرارة تكون أبطأ من باقي الفئات العمرية، فتظهر عليهم أعراض ضربة الشمس بسهولة. وتعتبر بعض المشاكل الصحية، من عوامل الخطر أيضا، إذ يزداد خطر الإصابة بضربة الشمس لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب، والرئتين، وأمراض الكلى، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والشيء ذاته بالنسبة إلى المصابين بحروق الشمس. ومن عوامل الخطر، ممارسة الأنشطة البدنية في الأجواء الحارة، أو العمل تحت أشعة الشمس المباشرة. كما أن البقاء في السيارة، يزيد خطر الإصابة بضربة شمس عند الأطفال، والرضع، وكبار السن، سيما الذين يبقون في السيارات المغلقة، في الطقس الحار. وتضم لائحة عوامل الخطر، استهلاك بعض أنواع الأدوية، منها مضادات الهيستامين، ومدرات البول، والمهدئات، والمنشطات، والأدوية المضادة للنوبات العصبية، وكذلك أدوية القلب وضغط الدم، مثل حاصرات بيتا، وقابضات الأوعية الدموية، بالإضافة إلى الأدوية النفسية، مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان. إ.ر خطوات الوقاية يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية للتقليل من فرص الإصابة بضربة الشمس، منها ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون أثناء التعرض للشمس، إذ أن الداكنة تمتص أشعة الشمس، بينما تعكسها الملابس الفاتحة، بالإضافة إلى أهمية ارتداء قبعة، أو استخدام مظلة للوقاية من حرارة الشمس. وينصح بشرب كمية كافية من السوائل خلال اليوم للوقاية، والتخفيف من أعراض ضربة الشمس المبكرة، إذ يتسبب الجفاف ونقص الأملاح في الإصابة بالعديد من مضاعفات ضربة الشمس، ويلجأ الرياضيون عادة لشرب المشروبات الرياضية، لتعويض نقص الأملاح أثناء التعرق. ومن المهم أيضا تجنب التعرض لأشعة الشمس فترة طويلة قدر المستطاع، وجدولة أوقات الخروج من المنزل لتكون قبل العاشرة صباحا وبعد السادسة مساء، وإذا كان لابد من الخروج في أوقات الظهيرة، فينصح بأخذ أكثر من استراحة أثناء المشي أو ممارسة أي نشاط بدني. وينصح بتجنب ممارسة الأنشطة البدنية في الأجواء شديدة الحرارة، مثل المشي مسافات طويلة، كما ينبغي على الأشخاص غير المعتادين على درجات الحرارة العالية أن يكونوا بمنأى عن أشعة الشمس المحرقة، ونيل فترات متقطعة من الراحة في مكان بارد، واستهلاك كميات وافرة من السوائل للوقاية والتغلب على أعراض ضربة الشمس المبكرة حال ظهورها. إ.ر تؤثر على القلب والكبد الدكتورة مبتسم قالت إنه يجب التعامل بجدية مع ضربة الشمس وعدم إهمال أعراضها قالت الدكتورة حسناء مبتسم، طبيبة عامة، إن ضربة الشمس حالة طبية خطيرة، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، من قبيل الاجتفاف وفقدان السوائل في الجسم، كما يمكن أن تؤثر أيضا على أعضاء الجسم، من قبيل القلب والكبد والكلي. ودعت مبتسم إلى عدم التماطل في تقديم العلاج للمصاب، وإيلاء الأعراض اهتماما كبيرا، لأن المضاعفات يمكن أن تكون خطيرة على حياة المصاب. في ما يلي نص الحوار: كيف يمكن تعريف ضربة الشمس؟ > يمكن القول إن ضربة الشمس، هي حالة طبية خطيرة، تحدث عندما ترتفع حرارة الجسم إلى مستويات عالية بشكل مفرط، بسبب التعرض الطويل لأشعة الشمس أو الحرارة العالية، إذ يمكن أن تكون هذه الحالة مهددة لحياة الشخص، كما أنها تتطلب علاجا فوريا، وعدم تجاهل أعراضها. ما هي أعراض هذه الحالة الطبية؟ > يمكن أن تشمل أعراض وتأثيرات ضربة الشمس، العديد من المضاعفات، من قبيل ارتفاع درجة الجسم إلى مستوى تتعدى فيه 40 درجة مائوية، ناهيك عن أعراض عصبية تظهر على شكل هذيان وارتباك، إضافة إلى تشنجات قد تصل إلى التهيج الذي يشبه نوبات الصرع، إضافة إلى فقدان الوعي. وهناك أعراض أخرى تظهر على جسم المصاب، من قبيل سخونة الجلد، وجفاف الجسم، ويمكن أن تؤدي ضربة الشمس أيضا إلى تسارع نبضات القلب، وتنفس سريع، مع صداع شديد مرفوق بغثيان أو قيء. ما هي مضاعفاتها؟ > يمكن أن تسبب ضربة الشمس فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح من الجسم، وبالتالي الإصابة بالاجتفاف، كما يمكن أن تسبب ضررا بأعضاء الجسم، مثل القلب والكبد والكلي، وإجهادا عاما في سائر الجسد، بسبب العرق الغزير الذي يتم إنتاجه، مما يؤدي إلى عطش مفرط. كيف يمكن الوقاية من ضربة الشمس؟ > هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن اتباعها قصد الوقاية من أعراض ومضاعفات هذه الحالة الطبية الخطيرة، أبرزها تجنب التعرض المباشر للشمس، خلال ساعات الذروة، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة. ومن الضروري أيضا شرب كميات كافية من الماء، خاصة في المناطق الحارة، واستخدام واقي الشمس، وأخذ قسط من الراحة في الأماكن المضللة أو المكيفة. كيف يمكن علاج أعراضها؟ > من الواجب نقل المصاب إلى مكان بارد أو مضلل، وتبريد جسمه بطرق مختلفة، من قبيل رش الماء البارد، أو استخدام كمادات باردة، ومنح المصاب سوائل إذا كان في وعيه، والبحث عن مساعدة طبية فورية. وتتطلب ضربات الشمس التعامل معها بشكل جدي، وعدم ترك أعراضها تتفاقم، إذ يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة. أجرى الحوار: عصام الناصري في سطور: - خريجة كلية الطب بالبيضاء - حاصلة على دبلوم طب الشغل بالبيضاء - طبيبة مستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد السقاط بالبيضاء - عضو جمعية شباب المدينة للثقافة والتنمية

ضربـات الشمـس… خطـر المـوت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الغادي" على "الأولى"

الغيابات تؤرق آسفي أمام"الماص"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات