القاطنون يبحثون عن متعلقاتهم الشخصية وسط الركام والوالي يتابع عن كثب عاد سكان عمارة بوركون المنهارة، صباح أمس (الأحد)، للبحث عن ملابسهم وما تبقى من أثاث ووثائق وبطائق هويات وجوازات سفر، ومتعلقات شخصية في جبال الردم التي نقلت من حي لوبيلا، موقع الانهيار، إلى ساحة قرب الفضاء الدولي للمعارض. وشوهد عدد من القاطنين، الذين حرموا من شققهم في رمشة عين، يبحثون في هذا المكان أمام أنظار القوات المساعدة ورجال وأعوان السلطة، الذي قدموا لهم جميع المساعدات من أجل تمكينهم من ذلك، بعد عمليات التأكد من الهويات. وقضى القاطنون، وهم سكان عشر شقق على الأقل، 6 منهم ملاك و4 مكترون، ليلتهم الثالثة، أول أمس (السبت)، في شقق وفرتها لهم عمالة مقاطعات أنفا، أو غرف في فنادق، إلى حين تسوية المشاكل الإدارية والتقنية وإعادة بناء العمارة من جديد، وتمكين الأسر من العودة. ويتابع محمد مهيدية، والي جهة البيضاء-سطات، جميع العمليات عن كثب، إذ نظم عدة زيارات إلى موقع الانهيار، آخرها أول أمس (السبت)، وأعطى تعليماته بالاهتمام بالأسر المتضررة وتلبية حاجياتها، ومساعدة التلاميذ على متابعة دراستهم في أحسن الظروف، والاعتناء بالمرضى والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة. وسجل الوالي، باعتباره مهندسا، ملاحظات حول طريقة دعم وإسناد العمارات المجاورة، وطالب العمال والخبراء والتقنيين، بمزيد من الجهد، لتفادي وقوع أجزاء، أو حدوث تشققات كبيرة. بالموازاة، تواصل فرق البحث والتحقيق التابعة للشرطة القضائية لولاية أمن البيضاء، الاستماع إلى جميع الأطراف، ضمنهم رجال وأعوان سلطة، ومنتخبون، وعمال في أشغال بناء، ومستخدمون بشركة "ليدك"، وأصحاب المحل التجاري، ومكترون حاليون، أو مقبلون على الاستغلال. ولم يعلن، رسميا، إلى حدود كتابة هذه السطور، عن أي حالة توقيف أو اعتقال، في وقت تجد الشرطة القضائية صعوبة في تحديد دقيق لسبب الانهيار، نظرا إلى كثرة المعطيات والمتدخلين. ويستعين المحققون بصور سابقة عن زمن الانهيار، وأشغال جارية، كما طلبوا عددا من التصاميم والرخص وشهادات المطابقة للعمارة المعنية، بعد أن راجت أخبار أن التصميم الأولي كان يضم طابقا سفليا وثلاثة طوابق، بينما كانت تضم قبل سقوطها أكثر من أربعة طوابق. وتبين من خلال الأبحاث الأولية أن هناك صنفين من الأشغال كانت جارية، أشغال خارجية تقوم بها مصالح "ليدك" لدعم بنية وقنوات التطهير السائل، أو خيوط الكهرباء، وأخرى داخلية، كان يقوم بها بناؤون، جلبهم صاحب المحل، علما أن رئيسة المقاطعة أكدت أنها لم تسلم أي أحد رخصة إصلاح. يوسف الساكت