عمارة بوركون… تفاصيل استنفار جنب مأساة

حضور الوقاية المدنية والشرطة لإجلاء السكان وحماية الممتلكات وعامل التوقيت أنقذا أرواحا عاش مسؤولو العاصمة الاقتصادية لحظات عصيبة زوال أول أمس (الخميس)، بعدما اهتز درب لوبيلا بحي بوركون بتراب مقاطعة سيدي بليوط، على وقع انهيار عمارة تتكون من أربعة طوابق، وهو ما أثار هلع سكان البناية وجيرانهم والمارة. إنجاز : محمد بها / تصوير : (أحمد جرفي) الساعة الثالثة من عصر أول أمس (الخميس)، لا صوت يعلو على صوت منبهات سيارات الأمن والجرافات والشاحنات التي كانت تقلب بين ثنايا ركام العمارة المنهارة لجمع النفايات الهامدة وأغراض الضحايا، وحملها على متن شاحنات تمت تعبئتها لغرض نقل مخلفات الدمار إلى فضاء بالمعرض الدولي حماية لممتلكات الأسر المكلومة. وفي تصريحات لعدد من السكان المتضررين لـ»الصباح»، فإن حادث سقوط عمارة بوركون الذي وقع على الساعة الثانية و35 دقيقة، جاء بعد انهيار أجزاء من إحدى دعامات العمارة التي تتكون من أربعة طوابق، وهو ما كان يهدد حياة قاطني البناية بأكملها، نظرا لتساقط الدعامات المشكلة لها. ولم يسفر الحادث عن سقوط أرواح، بعدما فطن السكان للواقعة، وهرعوا إلى الشارع للنفاذ بجلدهم، إثر عملية إجلاء تمت بشكل احترافي في وقت قياسي، دقائق قبل وقوع الكارثة التي ظهرت مؤشراتها بعد بروز تشققات وتصدعات بدعامة البناية السكنية. ونتيجة للسقوط المدوي للعمارة السكنية موضوع الحادث، طال التهديد العمارات المجاورة لها بدرب لوبيلا ببوركون، وهو ما استدعى إخلاءها من السكان، بعد أن أحدث تساقط البناية شقوقا وانهيارات بالعمارة الثانية، التي مازالت ثابتة لكنها تشكل خطرا على حياة قاطنيها والمارة بجانبها، الأمر الذي استدعى إغلاق كافة المنافذ المؤدية لها وسط مسرح الحادث. رخص الإصلاح...تساؤلات حارقة وجه سكان العمارة أصابع الاتهام إلى المشرفين على عملية إصلاح محل تجاري أسفل البناية السكنية، مشددين على أن السبب الذي يستدعي فتح تحقيق في القضية يشتبه في أن يكون له علاقة باستهداف دعامة المبنى، إثر أشغال حفر ظلت تُسمع لكن لم يُعتقد أنها ستشكل قنبلة موقوتة، بعد أن اعتبرها القاطنون مجرد إصلاحات. وتساءل المتحدثون أنفسهم في تصريح لـ»الصباح»، عن موقف السلطات المحلية إزاء عدم تفعيل مراقبة أشغال البناء والإصلاح الذي كان يباشره صاحب المحل، وكيف لم يتم تفعيل مراقبة صارمة لإلزام عمال البناء باحترام دفتر التحملات تجنبا للكارثة، والتي كادت تزهق أرواح العشرات من الأسر لو وقع الحادث ليلا. يقظة مواطن وفطنة عامل نجاة سكان عمارة بوركون والجيران والمارة من موت محقق، لم يكن ليتحقق، لولا يقظة أحد المواطنين الذي انتبه إلى ظهور تصدعات بدعامة العمارة، قبل أن يسارع إلى إشعار السلطات، التي استنفرت بدورها مختلف عناصرها إلى العنوان المبلغ عنه. وتوالت بعدها تدخلات كبار المسؤولين إثر انتقال عامل عمالة مقاطعات أنفا الذي قرر، بعد استشعاره خطورة التهديد، إصدار تعليمات صارمة بإخلاء المبنى من سكانه واستقدام عناصر الوقاية المدنية والمصالح الأمنية للتكلف بعمليات الإجلاء ومنع التجول بمسرح الحادث الذي تحول إلى قنبلة موقوتة. ولم يخلف الحادث المرعب ضحايا سواء كانوا جرحى أو قتلى، مقابل تسجيل خسائر مادية جسيمة، باعتبار أن العمارة التي انهارت تتكون من أربعة طوابق وتضم 10 شقق، إضافة إلى العمارة المجاورة التي أصبحت مهددة بالسقوط، إضافة إلى الخسائر المادية المتمثلة في ضياع الذهب والمجوهرات والوثائق. الوقاية المدنية...احترافية إجلاء السكان ساهمت رباطة جأش عناصر الوقاية المدنية والمصالح الأمنية في إنقاذ أرواح السكان بعد تنفيذ خطط الإجلاء في وقت قياسي، قبل وقوع الانهيار بدقائق، إضافة إلى منع القاطنين الذين أصيبوا بهستيريا دفعتهم إلى محاولة التسابق لجمع أغراضهم رغم خطورة الوضع، إذ مكنت احترافية عناصر الإطفاء من مواصلة التدخل المضني لمواجهة تداعيات انهيار عمارة تحولت بناياتها وتجهيزاتها إلى رماد. واضطر المسؤولون عن الوقاية المدنية إلى استنفار شاحنات إطفاء وسيارات إسعاف تحسبا لأي طارئ، وهو الاستنفار الذي ظل متواصلا إلى غاية وقت متأخر من الليل، لضمان السيطرة على الوضع وتفادي وقوع كارثة إنسانية، موازاة مع إغلاق عدد من الطرق المؤدية إلى مسرح الحادث. حضور الأمن..."البق ما يزهق" استنفر انهيار عمارة بوركون الذي تحول إلى حدث تفاعل معه الرأي العام الوطني بتداول شريط فيديو يظهر لحظات قبل وأثناء وبعد الانهيار المرعب، (استنفر) مختلف المصالح الأمنية التي حلت بمكان الواقعة. وتم القيام بإجراءات أمنية مشددة بمداخل الحي السكني وخارجه، من أجل استتباب الأمن ومنع الفضوليين الذين تقاطروا للتجمهر حول مسرح الحادث، تفاديا للتعرض لمكروه. وركزت عناصر الشرطة على تنفيذ خطط ضبط المتجمهرين الذين حجوا من مختلف أحياء بوركون وشارع أنفا وشارع مولاي يوسف، ومنع «المنحرفين» واللصوص من التسلل إلى داخل مسرح الحادث، والذين يحاولون استغلال جسامة الواقعة للقيام بعمليات السرقة، قبل أن تنجح الشرطة في تأمين عملية نقل شحنات الدمار وأغراض السكان تفاديا لوقوع فوضى، في ظل الحالة النفسية التي كانت عليها الأسر. امهيدية... تعليمات صارمة استنفر حادث انهيار عمارة بوركون، كبار المسؤولين بالعاصمة الاقتصادية، إذ حل بمسرح الحادث محمد امهيدية والي جهة البيضاء سطات، الذي قام بزيارة ميدانية ووقف على كافة التفاصيل المرتبطة بالحادث، قبل أن يصدر تعليمات صارمة لإنجاح عمليات إجلاء سكان العمارة المنهارة وإخلاء المبنى المجاور الذي أصبح مهددا بدوره والحفاظ على الأمن والنظام العامين، وتقديم كل أشكال الدعم للسكان الذين صاروا عرضة للتشرد بعد فقدانهم مسكنهم الرئيسي. وإضافة إلى الحضور القبلي لعامل عمالة مقاطعات أنفا الذي واكب عمليات الإجلاء قبل انهيار العمارة وظل مرابطا بالمكان قبل وأثناء وبعد وقوع الحادث لضبط الأمور، حل والي أمن البيضاء ونائبه ومختلف المصالح الأمنية وعناصر الوقاية المدنية، كما تم القيام بإجراءات أمنية مشددة بمحيط مسرح الحادث في كافة المنافذ المؤدية إلى العمارة المنهارة والأخرى المهددة بالسقوط، من أجل استتباب الأمن ومنع الفضوليين الذين تقاطروا للتجمهر حول الأنقاض ومعاينة مشهد الدمار المفزع، تفاديا لتعرضهم لمكروه، وهي التحركات التي مكنت من السيطرة الوضع.

عمارة بوركون… تفاصيل استنفار جنب مأساة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السريع يفتقد هدافه سوديو أمام الكوكب

مباريات نارية في القسم الوطني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات