غالي يبلغ انفصاليي الداخل الإحباط الجزائري

"بوليساريو" تعيش حالة غير مسبوقة من الوهن بسبب تراجع شعبيتها واقتتال العشائر بقلم: الفاضل الرقيبي يستمر زعيم "بوليساريو" في توزيع أوراش الفشل على أجنحة حركته المتهالكة. فبعد سنوات من القطيعة مع انفصاليي الداخل، الذين وصفهم في 2019 بالعاجزين وغير القادرين على إزعاج المغرب، والاستهتار بدعواته السريالية لنقل الحرب إلى مدن الصحراء، عاد هذه الأيام إلى استدعائهم إلى وكره في الرابوني. وحسب مصادر من داخل القصر الأصفر، قام غالي بتوبيخ العديد منهم، متهما إياهم بالخضوع للأمر الواقع، والتطبيع مع حالة التفوق المغربي على الأرض، التي نتج عنها انطفاء تام للوهج الذي ظلت "بوليساريو" تسميه انتفاضة سلمية تستعرض من خلالها عضلاتها الحقوقية وأطروحتها المتهاوية حول وجود أشخاص يؤيدونها، ويؤمنون بأنها تمثلهم، قبل أن يكتشفوا هشاشة طرح الرابوني وزيف المشروع الجزائري، ما يفسر تراجع أغلبهم وانخراطهم في دينامية التنمية المحلية التي على أساسها تبنى المشاريع وتقوم الدول. إبراهيم غالي، وأثناء لقائه ببقايا شراذم الانفصال بالصحراء، نقل لهم حالة الإحباط التي يمر بها الجزائريون نتيجة الجمود الذي أصاب أذرع الجبهة في الداخل، وقال غالي إن عدم وجود أشخاص مؤهلين وقادرين على الوقوف في وجه المغرب، واختلاق الأزمات الحقوقية، سيصعب مهمة الجبهة خارجيا، متسائلا في الوقت نفسه: "ماذا ينقص هذه الخلايا؟"، خصوصا أن "بوليساريو"، ومن خلال مكتبها بجزر الكناري، تضخ أموالا طائلة لهؤلاء، وتعمل، إلى جانب الأجهزة الأمنية الخارجية الجزائرية، لأجل اختلاق أزمات داخلية للمغرب من خلال تصوير تعامله مع الانفصاليين على أنه انتهاك لحرية التعبير والتنقل، وغيرها من الأكاذيب، التي عملت دعاية "بوليساريو" على ترسيخها في حقبة ما قبل أن تفشل تماما، نتيجة الخطوات الجبارة التي خطاها المغرب في ملف حقوق الإنسان، إذ فتح الصحراء أمام الآليات الأممية والسفارات الأجنبية والجمعيات والبرلمانات العالمية، التي كانت نتائجها مدمرة لـ "بوليساريو" وصانعيها، ورسخت الأمر الواقع ألا وهو أن أغلب الصحراويين موجودون بالإقليم، وأنهم يسيرون جميع أمورهم بأنفسهم من خلال مجالس منتخبة ديمقراطيا تسهر على اختيار برامج التنمية وتنجزها وتسيرها بنفسها. وبعد أن أرغى وأزبد، اعتبر إبراهيم غالي الحالة المظلمة التي توجد عليها أذرع "بوليساريو" في المناطق الداخلية غير مبررة وقد تسيء للأطروحة برمتها، إذ ليس من المعقول أن تكون هناك حركة بكل هذه الإمكانيات، ومع ذلك لا يمكنها إخراج مظاهرة واحدة في أكبر مدينة صحراوية، وهذا في حد ذاته قمة "الضعف"، حسب زعيم الرابوني، الذي حذر بعض مقربيه من أن "انطفاء شعلة المقاومة" قد يجعل الجزائر تفكر في بدائل أخرى، كالدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب لحل ملف الصحراء. الجزائريون، حسب إبراهيم غالي، ينتظرون الكثير من مناصري الانفصال الداخلي، إذ من المفترض أن يكونوا في مقدمة المواجهة مع المغرب لأن "بوليساريو" خارجيا قد دفنت، ولم يعد لها وجود، وعسكريا، المغرب طوى مزاعم الأرض المحررة، وحولها إلى سياج محرم على أي كائن بشري، مهما كانت صفته، أما في المخيمات، فـ "بوليساريو" تواجه حالة غير مسبوقة من تراجع شعبيتها واقتتال العشائر، وبالتالي لم يعد لديها ما يمكن أن تراهن عليه سوى الجبهة الداخلية لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه في هذا المشروع. غير أن ما غاب عن ذهن العجوز غالي ومجموعة المرادية (التي يطلق عليها صحراويو المخيمات "مجموعة المعادية") أن ما يطلقون عليه جبهة داخلية في الصحراء، قد ذابت تماما في المشاريع التنموية، التي أطلقها المغرب في جل المدن الصحراوية، وأغلب من كانت "بوليساريو" تتجول حاملة صورهم حول العالم، وصلوا إلى قناعة راسخة معززة بالواقع مفادها أن "بوليساريو" أصبحت من الماضي، ولم يعد لها أي تأثير داخل المشهد، وأن أحلام الانفصال سقطت في عطش لحمادة وتحولت إلى كابوس مرعب لكل الواهمين والسابحين عكس التيار. فالمئات من الصحراويين الذين تسللت "بوليساريو" بالأمس إلى أذهانهم، هم اليوم "كوادر" ومديرون ومواطنون يحمدون الله صباح مساء على أنهم نجوا من دوامة التيه الأبدي التي كانت "بوليساريو" تجرهم إليها. ولعل ما استنتجه غالي وأزلامه من هذه الزيارة، التي صرفت عليها الملايين، أنه في الأخير لا يصح إلا الصحيح، وأن الواقع يعلو ولا يعلى عليه، وأن ترهاتهم لم يكن لها أي صدى لدى وفد انفصاليي الداخل، الذي حل بالمخيمات ليأخذ نصيبه من الأموال الجزائرية، ويعود إلى المغرب ليستفيد من نتائج السياسة التنموية بالصحراء، بينما يتفرج على "بوليساريو" وهي تلفظ أنفاسها بعيدا في حمادة تندوف، حيث لا صوت يعلو على صوت الألم تحت الخيام.

غالي يبلغ انفصاليي الداخل الإحباط الجزائري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الكوديم" يسترجع بوناكا في قمة الكوكب

لعنة "الكابرانات" على المعابر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات