كفاءات ينقصها الإدماج في التنمية

بلعسال استعجل فتح باب استفادة الطاقات الاقتصادية والسياسية والفكرية من المكتسبات
سجل شاوي بلعسال، رئيس الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، التزام الحكومة بتنزيل ورش الإصلاحات الملكية الكبرى، وفي مقدمتها إرساء أسس الدولة الاجتماعية ومواصلة الأوراش والأولويات الإصلاحية المؤسساتية والمالية والقطاعية وتنزيل البرنامج الحكومي الطموح.
وأبرز بلعسال، في مداخلته خلال جلسة مناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة بمجلس النواب الأربعاء الماضي، أن عرض رئيس الحكومة “جاء شاملا لكل ما تحقق وأنجز خلال 30 شهرا من العمل والدينامية المتصلة، قطاعيا وأفقيا وشاملا لجميع المجالات الموكولة للسلطة التنفيذية أو المسؤولة عن تنفيذها وتنزيلها كالأوراش الملكية الكبرى والإصلاحات الإستراتيجية التي يشرف عليها ويقودها جلالة الملك”.
ومن المجالات التي يراها بلعسال حظيت باهتمام خاص المجال الدبلوماسي، الذي قال إنه “حقق مكاسب وإشعاعا قاريا ودوليا بفضل الجدية والالتقائية وتكامل بجهود جميع الفاعلين الدبلوماسيين الرسميين والموازيين جهود تعزز مواقعنا والثقة والمصداقية التي يتحلى بها نموذجنا الدبلوماسي الذي رسم خارطة طريقه جلالة الملك خدمة للقضية الوطنية ولمصالحنا العليا وإشعاع بلادنا”.
وأعرب بلعسال عن تطلعه إلى “إدماج وتعبئة كل الطاقات والفئات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية وإشراكها في المسيرة التنموية، والاستفادة من خيرات ومؤهلات بلدنا وفي ظل مناخ يسوده الأمن والحرية والاستقرار العادل والتعايش المشترك والتفرغ للتنمية والنمو والحفاظ على المكتسبات والثوابت الوطنية في ظل الملكية الدستورية والاجتماعية والديمقراطية”.
كما دعا إلى “تأسيس منظومة إعلامية مواطنة ومعبرة بصدق وموضوعية عن نموذجنا الاجتماعي والتنموي تساهم في ترسيخ الإيجابيات وتسويقها بكل مهنية ومسؤولية، وتنتقد ما يستحق النقد البناء بلغة راقية، تحترم الآخر”.
وتطرق رئيس الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي إلى “الإكراهات والصعوبات المرحلية التي تواجه بلدنا سواء كانت وطنية أم دولية، والتي تفرض أعباء وتكاليف مادية ومعنوية وكلفة مالية وتدبيرية يومية لمواجهة آثارها وتداعياتها؛ دون التفريط في الالتزامات المتعاقد عليها والمعلنة والانتظارات المجتمعية”.
واستعرض ضمن تدخله أربعة تحديات كبرى أولها “تحدي المناخ المتَّسم بشح التساقطات المطرية والثلجية واستمرار حالة الجفاف لسنوات متتالية وتراجع للرصيد المائي وإجهاده على جميع المستويات”، وثانيها تحدي “امتصاص تداعيات الأزمة الصحية العالمية والتعافي الاقتصادي والصحي والنفسي منها وتجاوز مخلفاتها الإجتماعية التي أصابت الفئات الهشة وقطاعات حيوية”.
أما التحدي الثالث فيتمثل في “الانعكاسات الإقتصادية والمالية القاسية بسبب التوترات الجيوستراتيجية واختلال أنظمة النقل والتوريد وتضخم الأسعار وغلاء المواد الأولية والطاقية”، بينما يتجلى التحدي الرابع في “احتواء آثار زلزال الحوز ومخلفاته باهظة التكاليف”، مما يجعل هذه الحصيلة الانجازية الغنية “محفوفة بهذه التحديات الأربعة غير المسبوقة وأن مخاطرها لا تزال قائمة، رغم التعاطي معها بكل جدية وسرعة ومسؤولية”.
ومن جهة أخرى، أشاد بلعسال بمأسسة الحوار الاجتماعي مع الشركاء الاجتماعيين، والذي قال إنه تم ” بأسلوب ومنهجية ومخرجات غير مسبوقة، ووفق تعاقد اجتماعي جديد كآلية لصناعة الحلول عبر الحوار البناء بين الحكومة المتفهمة والمسؤولة وشركائها الاجتماعيين ووفق معادلة التشغيل والاستثمار عبر جولات متصلة من الحوار المنطلق منذ بداية العمل الحكومي وصولا إلى الاتفاق الاجتماعي الموقع في أبريل 2022 والمتوج بالاتفاق الأخير في 30 أبريل 2024، بمخرجات وأفق إصلاحي مؤسساتي ومالي مادي ونوعي بشكل غير مسبوق، “تحملتم فيه مسؤوليتكم السياسية والتاريخية بكل شجاعة وقناعة وإقناع وفي توقيت مناسب وبعيد عن الأجواء السياسوية والمكاسب الإنتخابوية والشعبوية”.
وتابع مخاطبا رئيس الحكومة ” أنجزتم حوارا حضاريا هادئا بمخرجات اجتماعية واقتصادية ومالية مهمة جدا من حيث تحسين أجور الملايين من المغاربة وتحسين الأوضاع المالية للنشطاء والمتقاعدين الذين يعلقون آمالا كبيرة وواعدة للتنفيس عن الأوضاع المزرية التي يعيشون فيها.”
ودعا المتحدث ذاته إلى الحرص على “حسن تدبير مخرجاته وتوفير شروط التنفيذ السليم لمختلف السياسات والمخرجات الإصلاحية وانخراط المستويات التدبيرية المباشرة لكل ما هو اجتماعي عبر تصريف السياسات الاجتماعية الداعمة بيسر، وحكامة ورقمنة، مع تبسيط كل الإجراءات والمساطر المعتمدة يوميا في التعامل مع المستفيدين”.
مزيد من العناية بالعالم القروي
سجل بلعسال بإيجابية إصدار النظام الأساسي الجديد لهيأة الأساتذة الباحثين كإطار محفز للانخراط في الأدوار الجديدة للتعليم العالي ويعزز جاذبية مهنة الأستاذية في التعليم العالي ماديا ومعنويا، مشيرا إلى أهم المستجدات الإصلاحية لقطاع التعليم العالي وتتعلق بالعمل على تطوير مجمَّعات الابتكار بالشراكة مع الجامعات الحاضنة لمراكز البحث والابتكار.
ومن جانب آخر، جدد بلعسال مساندة الفريق للحكومة وأغلبيتها داخل البرلمان، مشيرا إلى “مواصلة المساندة التامة لكل ما يتحقق في بلدنا من إصلاحات تنموية وبنيوية ومعالجة للاختلالات المتوارثة، وما يتحقق من توطين ترابي من قيم مضافة وتجسيد للعدالة الاجتماعية والمجالية والاقتصادية والبيئية على مختلف جهات المملكة على أمل استكمال معالجة بعض الاختلالات المتعلقة بالتشغيل وتقليص البطالة والمزيد من العناية بالعالم القروي الذي تراكمت عليه آثار الجفاف وقلة فرص الشغل، وذلك لما تبقى من هذه الولاية”.
ياسين قُطيب