سيارة تفضح جريمة قتل تاجر

عثور الدرك عليها مخبأة بمنزل مهجور فضح محاولة الجاني التمويه قبل ضبط الجثة مدفونة بخندق فتح اختفاء تاجر مخدرات عن الأنظار، الباب على عدة احتمالات وجعل زوجته تتصل بمجموعة من أصدقائه وأقاربه بحثا عنه. واتصلت بمصالح الدرك الملكي، وصرحت أمامها، أنه اعتاد على الغياب من حين لآخر، لكنه كان يخبرها بمكان وجوده. وأضافت أنه هذه المرة، لم يكشف لها عن وجهته، بل إن هواتفه كانت مغلقة ولم يتصل بها منذ يوم اختفائه، مما زاد من خوفها عليه وشكوكها في إمكانية تعرضه للخطر. بعد أن توصلت مصالح الدرك الملكي بخبر من قبل زوجة تاجر المخدرات وبعض أفراد عائلته، يفيد اختفاءه عن الأنظار منذ يومين، كلفت فرقة دركية بالذهاب إلى مكان سكنه والاستماع لعدد من الأشخاص والبحث في محيط سكنه وعلاقاته مع بعض الزبناء المدمنين على استهلاك المخدرات. وصرحت زوجة المختفي أنها سألت عنه في العديد من الأماكن التي اعتاد التردد عليها وأن هواتفه الثلاثة غير مشغلة. واستمعت الضابطة القضائية لشقيقه، الذي أفاد أن زوجة الهالك اتصلت به وأخبرته باختفائه، فاتصل بالمتهم المعروف بالتردد عليه وطلب منه بعض المعلومات عنه، فصرح له أنه كان معه على متن سيارته، ولمحا سيارة أخرى تتبعهما، فنزل منها وتركه يكمل طريقه. توسيع دائرة البحث عادت الفرقة الدركية إلى المركز الترابي، ووضعت نتيجة البحث والتحري الأولى أمام قائدها، الذي أمر بتوسيع دائرة البحث والاستماع إلى الزوجة، التي حامت حولها بعض الشكوك. وتم تعميق البحث معها، لكن تبين أنها صادقة في تصريحاتها، واستمعت الضابطة نفسها لصاحب دراجة نارية، اعتاد التعامل مع المختفي، فصرح أنه كان يتعامل مع الضحية، وطلب منه يوم اختفائه، التوجه عند المشتبه فيه، من أجل إرشاده إلى بيت مهجور، وعمل رفقته على نقل كمية من المخدرات المخبأة هناك إلى مكان آخر، وأثناء عودته، ترك (المتهم) هناك، وفي اليوم الموالي، استدعي من قبل رجال الدرك الملكي للتحقيق معه حول علاقته بالهالك. جمعت الضابطة نفسها معلومات حول المتهم، الذي تحوم حوله شكوك ترتبط بحقيقة عمله وضلوعه في الاتجار في المخدرات. والتحقت به واستمعت إليه، فأكد ما صرح به لشقيق الهالك، وأضاف أنه فعلا كان معه على متن سيارته، لكنه تركها لما علم بوجود سيارة أخرى تقتفي آثارهما ولم يره منذ تلك الساعة. شك قائد المركز الترابي في صحة أقوال المشتبه فيه، وأمر مساعديه بتكثيف المراقبة عليه، لعلهم يصلون إلى حقيقة ما حدث. ولم يصدر عنه ما يثير الشكوك خلال يومين، مما وضع المحققين في موقف حرج، إذ كلما مر الوقت كلما تعقدت الأمور. سيارة الضحية... مفتاح اللغز غيرت الضابطة القضائية من طريقة عملها، وانتقلت من المراقبة إلى مداهمة المنزل المهجور، وبعد تفتيشه، تم العثور على سيارة الهالك، مخبأة بإحكام في مكان غير بعيد عن المنزل ذاته. وألقت القبض على المتهم. وعملت على نقله إلى مقر الدرك الملكي، ووضعته تحت تدابير الحراسة النظرية لتعميق البحث معه. وأخضعته لبحث وتحقيق معمقين. واستمعت إليه في محضر قانوني، فصرح أنه تعرف على الهالك، الذي كان معروفا باتجاره في مخدر الكيف، وطلب منه العمل معه، بتخزين الكيف بالبيت المهجور. وأضاف المتهم أنه منذ يومين تقريبا، كانا متجهين نحو البيت نفسه، فلمحا سيارة تتعقبهما، ولما وصلا إليه، نزل الضحية من سيارته ودخل إليه، فيما ترجل هو الآخر وغادر المكان من جهة أخرى. ولما عاد، لمح سيارة تغادر المكان بسرعة مفرطة، ولم يجد صاحبه، مما جعله يعود إلى بيته حيث قضى الليلة هناك وفي اليوم الموالي، تناهي إلى علمه اختفاءه عن الأنظار. وكثفت الضابطة القضائية أبحاثها وتحرياتها، وعملت على تمشيط محيط البيت المهجور وهو في ملكية تاجر المخدرات نفسه، وبعد تعميق البحث والتفتيش، تم العثور على الجثة مغطاة بالبلاستيك. التشبث بالإنكار تنفس قائد المركز الترابي الصعداء بعد العثور على جثة الهالك، وأعادت الضابطة الاستماع إلى المتهم الموضوع رهن الحراسة النظرية، فتمسك بتصريحاته التمهيدية، وأكد أنه نزل من سيارة الضحية ومغادرته للمنزل المهجور خوفا على نفسه، ولما عاد بعد مرور حوالي نصف ساعة، توجه نحو سيارة تاجر المخدرات، فوجده غارقا في دمه، يحمل جرحا عميقا في رأسه. واحتار في أمره، ثم فتش جيوبه واستولى على مبلغ مالي يقدر بحوالي 3 آلاف درهم واستولى على هواتفه المحمولة وغطى الجثة وحول السيارة من مكانها وأخفاها عن الأنظار وتوجه إلى البيضاء، نافيا أن يكون تسبب في قتله. وسايرته الضابطة نفسها في تصريحاته، لكنها عادت وواجهته ببعض القرائن التي توجه له اتهامات صريحة وتورطه في جريمة القتل التي تعرض لها صديقه. ولم يجد أجوبة مقنعة حول أسئلة الضابطة ذاتها، المتعلقة بعدم تقديم المساعدة للضحية ولا عن سبب سرقته لماله وهواتفه المحمولة وتحويل السيارة من مكانها وإخفائها وعدم التبليغ عن وقوع الجريمة ولا عن سبب إخفاء الجثة. ولم يجد مبررا كافيا لإقناع الشرطة القضائية بسبب تكليف أحد العمال الذين يشتغلون معه بحفر خندق من أجل استعماله خما للدجاج. اعتراف وإدانة وجد المتهم نفسه في موقف لا يحسد عليه، ورغم ذلك تشبث بإنكاره للتهم الموجهة إليه حول قتل الضحية وسرقته. وبعد محاصرته بأسئلة أخرى، انهار وشرع في البكاء، واعترف بأنه فعلا قتل صاحبه طمعا في الاستيلاء على ماله وهواتفه والكمية المخزنة من المخدرات، إضافة إلى سيارته، مضيفا أنه فكر في حفر خندق لدفن الجثة فيه للتخلص منها وإبعاد التهمة عنه. وبعد عدة جلسات مثل فيها المتهم في حالة اعتقال أمام غرفة الجنايات الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، وبعد الاستماع والتحقيق معه بحضور دفاعه، جدد اعترافه، مما جعلها تقرر مؤاخذته من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار المتبوعة بجناية السرقة وحيازة المخدرات والاتجار فيها وإدانته بالحكم عليه بالمؤبد. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

سيارة تفضح جريمة قتل تاجر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق في 54 ملفا لغسل الأموال

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات