تنمر بلغت مستويات التنمر في مواقع التواصل الاجتماعي، حدودا غير مسبوقة، إذ تحول هذا السلوك المذموم إلى محتوى في بعض القنوات والصفحات، بل إن المستهلكين لتلك المحتويات بدورهم، يقومون بالأمر نفسه في خانة التعليقات، على اعتبار أنه نوع من الموضة، التي ابتليت بها مواقع التواصل الاجتماعي. وتحولت المسألة من السخرية اللاذعة إلى التنمر والخوض في الأعراض أحيانا، والسخرية من أشكال الأشخاص، وكلما كان التعليق أكثر سمية وتنقيصا من صورة شخص أو فكرته، كلما زاد تفاعل المستخدمين معه، ما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتنافسون على "لقب أكبر متنمر"، من أجل جلب اهتمام الناس، والتصفيق لصاحب التعليق، ويكال له المديح بأنه ذكي أو لديه ملاحظة قوية أو غيرها. ويمكن أن يكون هذا التنمر سببا في انتحار الأشخاص أو إلحاق الأذى بأنفسهم، كما يمكن أن يصل بهم الأمر إلى تقديم شكايات ضد هذه الفئة التي تتفاخر بأنها بارعة في التنمر، وهو ما حدث في حالات كثيرة في الفترة الأخيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر باتهامات أو انتهاك لخصوصية الأشخاص، ما يفرض على مستخدمي تلك المواقع الإقلاع عن هذه التصرفات لأنها مؤذية للغير ولصاحبها أيضا. ع. ن مباريات الليل يبادر عدد من الشباب والقاصرين إلى تنظيم مباريات ضمن دوريات رمضان الليلية، لتزجية الوقت وتشجيع المواهب والطاقات التي تزخر بها الأحياء الشعبية، وهي فكرة تحظى بالتشجيع، إلا أن البعض الآخر من الفئة العمرية نفسها يحرص على خوض "ماتشات" وسط الإقامات السكنية وفي وقت متأخر من الليل، ما يتسبب في إزعاج السكان الراغبين في أخذ قسط وافر من النوم استعدادا للاستيقاظ لتناول وجبة السحور. وتحولت مبادرة الدوريات الرمضانية التي عادة ما تنظم قبل الإفطار إلى وسيلة لنشر الفوضى والإضرار بمصالح الجيران، بعدما أضحت تلعب ليلا وتمتد إلى دقائق قبل السحور، ما نتج عنها إقلاق راحة الأسر، خاصة بصراخ اللاعبين وتحمسهم الزائد الذي يدخلهم في مشاحنات والتلفظ بكلمات نابية، إضافة إلى إزعاج المرضى. وفي الوقت الذي يعتقد فيه المشاركون في مباريات منتصف الليل أن الأمر يدخل ضمن الحرية الشخصية، فإن سلوكهم غير السوي يتحول إلى مشاكل مع ضحايا سوء الجوار، وما ينتج عن ذلك من ملاسنات تتطور إلى عراك يمس بالأمن والنظام العامين وتتدخل الشرطة لفض الخلاف. م .ب