الاغتصاب يفضح جريمة قتل

أب اعتدى جنسيا على ابنته مرات عديدة قبل أن يقتلها ويتخلص من جثتها كشفت حادثة وفاة طفلة دون سن 14 عن تعرضها للاغتصاب بشكل دائم، ليبحث فريق المحققين عن هوية هذا السادي الذي استباح جسد هذه الطفلة، وأي علاقة مفترضة بين الاغتصاب وتعريض الضحية لاعتداء جسدي تسبّب في وفاتها؟ تخلص أب من آدميته، وتحول إلى وحش بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أب مارس ساديته على ابنته ذات 13 ربيعا، إذ ظل يستغل غياب والدتها عن المنزل، ليقوم باغتصابها وممارسة الجنس عليها بطرق شاذة، غير آبه بتوسلاتها وصراخها الذي كان يملأ فضاء المنزل. كرر الأب الأمر عدة مرات، وكان كلما مارس ساديته على ابنته، إلا أشهر ورقة التهديد في وجهها، إن هي باحت لوالدتها بما يتعرض له جسدها النحيل. أصبحت الطفلة تنفر من الأب، وتفضل عدم الولوج إلى المنزل أثناء عودتها من المدرسة، إلى حين رجوع والدتها، دون أن تكشف أسباب ذلك. ولم تكن الأم تدرك سبب امتناع البنت عن القدوم إلى المنزل في غيابها، وعرضت الابنة في عدة مرات للعقاب، نتيجة هذا السلوك، في حين كانت الابنة تلزم الصمت خوفا من تهديد ووعيد الأب.. تتألم في صمت وتناجي الله طلبا للخلاص من مأساة تتكرر دوما. طفلة في قارعة الطريق في يوم صيفي حار قبل سنتين، عثر مواطنون على الطفلة فاقدة الوعي وملقاة على قارعة الطريق، وتحمل آثار اعتداء. تعرف بعض المارة على هوية الطفلة التي عثر عليها غير بعيد عن منزل الأسرة، إذ هرعوا إلى إخبار والديها اللذين قاما بنقلها إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة، وإخبار عناصر الدرك الملكي، التي تولت البحث في هذه النازلة لتحديد ظروف وملابسات الواقعة. ولم تتمكن عناصر الدرك الملكي من الاستماع إلى الطفلة الضحية، نظرا لحالتها الصحية الحرجة، إذ تم وضعها رهن العناية الطبية المركزة، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة. شعر فريق المحققين أن الخيط الرفيع المتمثل في تصريحات الضحية، قد ضاع منهم، لكنهم كانوا مصممين على كشف ملابسات هذه الجريمة والإحاطة بكل تفاصيلها، فشرعوا في الاستماع إلى مجموعة من الشهود ممن عثروا على الضحية، لكن شهادتهم لم تغير من واقع الأمر شيئا. اغتصاب يقلب المواجع كشف تقرير طبي، كانت عناصر الدرك الملكي قد طالبت به، بناء على تعليمات النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بآسفي، أن الضحية كانت تتعرض للاغتصاب بشكل دائم ما أدى إلى تمزقات بمهبلها، بالإضافة إلى أنها تعرضت للضرب في الرأس، ما أحدث لها نزيفا داخليا، كان سببا في وفاتها. نزل هذا التقرير الطبي، قطعة ثلج على عناصر الدرك الملكي، التي انتقلت إلى منزل الضحية، حيث بمجرد ما تم إخبار والدها بنتائج التقرير الطبي، حتى دخل في حالة بكاء هستيري وكذا حزن شديد، وشرع يصيح باسم ابنته، في حين يحاول فريق المحققين تهدئة روعه. غادر فريق المحققين منزل الأسرة، دون الاستماع إلى أم وأب الضحية، نتيجة الحالة المزرية التي كانا عليها. بعد مرور حوالي خمسة أيام تم الاستماع إلى الأم، التي أكدت أنها تجهل هوية الفاعل أو الفاعلين، موضحة أن ابنتها لم يسبق أن أخبرتها بالاعتداء الجنسي الذي تعرضت له. الهروب من أسئلة المحققين ظل الأب يرفض المثول أمام الدرك الملكي للاستماع إلى إفادته، بخصوص هذه القضية، إذ يختلق أسبابا واهية لعدم الحضور إلى مركز الدرك الملكي، فتارة يدعي أنه يعاني نزلة برد وتارة أخرى يتحجج بظروف العمل. لاحظ فريق المحققين أن الأب يتهرب من رجال الدرك الملكي، كلما توجهوا نحو منزل الأسرة، ما جعل الشكوك تحوم حوله، وهو ما أثار لدى المحققين شكوكا بنسبة كبيرة في علاقة الأب باغتصاب الضحية، ليتم استقدامه إلى مركز سرية الدرك الملكي، ومواجهته بمجموعة من المعطيات منها اغتصاب الضحية، إذ صرح الأب أنه لا يشك في أي كان، وظل يؤكد أن الاغتصاب أهون من قتل ابنته. الاعتراف الأخير زادت شكوك المحققين، الذين حاصروا الأب بالعشرات من الأسئلة في جلسات استماع استمرّت لعدة ساعات، وكان كلما زادت أسئلة المحققين، كلما بدأ الارتباك والتناقض على تصريحات الأب، الذي انهار في آخر المطاف واعترف باغتصاب ابنته. وأكد الأب أن جريمة اغتصاب ابنته، ابتدأت بممارسة الجنس بشكل سطحي على الضحية، قبل افتضاض بكارتها، واغتصابها لمرات عديدة بالمنزل. ونفى الأب قتل ابنته الضحية، غير أن محاصرته مجددا بالعديد من الأسئلة، ومواجهته بمحاولة التخلص من أي آثار لجريمة الاغتصاب، هو الدافع لقتلها، جعلته الأب يعترف أنه عرض ابنته للاعتداء وتخلص منها بقارعة الطريق، خوفا من افتضاح أمره والزج به في السجن. وتم الاستماع إلى والدة الضحية، التي صدمت بتصريحات زوجها، مؤكدة أنها عرضت ابنتها للضرب عدة مرات نتيجة تأخرها في الولوج إلى المنزل، تحت ذريعة انتظار قدوم والدتها، مؤكدة أنه لم يراودها أي شك في سلوكات الزوج، الذي استغل غيابها للعمل خادمة في البيوت للفتك بجسد ابنته دون شفقة ولا رحمة. وبعد انتهاء البحث أحيل الأب على القضاء ليقول كلمته في شأن المنسوب إليه. محمد العوال (آسفي)

الاغتصاب يفضح جريمة قتل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سيدي حجاج... قانون "السوق"

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات