الرياضة بالحسيمة تلفظ أنفاسها الأخيرة

تطور كبير في البنيات التحتية دون استغلاله لتحقيق إقلاع رياضي تأخرت الحسيمة في تحقيق إقلاع رياضي، رغم أنها تتوفر على مؤهلات وبنيات تحتية رياضية مهمة، لجعل شبابها يتألقون في مختلف الأنواع الرياضية، كما في السابق. ولم تستثمر الحسيمة مؤهلاتها الطبيعية ومواردها البشرية، من أجل النهوض بالقطاع الرياضي، الذي يخيم عليه الجمود، بعدما أنجب لاعبين وأبطالا في مختلف الرياضات، خاصة في كرة القدم والسباحة وألعاب القوى وكرة السلة والجمباز، والألعاب المدرسية، في فترة السبعينات والثمانينات. ورغم أن الحسيمة تعد إحدى بوابات المغرب نحو أوربا، وقطبا سياحيا بامتياز، فإنها لم تستثمر مؤهلاتها وقريتها الرياضية التي أنشئت بمنطقة أيت قمرة، لتطوير قطاع الرياضة، إذ رغم توفرها على ملاعب رياضية وقاعات، ومسابح، أحدها نصف أولمبي، ومضمار لألعاب القوى بأيت قمرة، فإن الأندية الرياضية بالمدينة تواجه تحديات كبيرة، في ظل غياب الألقاب والنتائج الإيجابية التي بإمكانها أن ترضي سكان المنطقة، إذ أنها تفتقر إلى نتائج على المستوى الوطني في جميع الرياضات، باستثناء كرة السلة وكرة القدم داخل القاعة. ويطالب العديد من المهتمين بالشأن الرياضي بالحسيمة المنتخبين والمسؤولين الإقليميين بضرورة الاهتمام بالجانب الرياضي، بالعمل على إحياء الرياضات المنقرضة، وتشجيع وجلب شباب المدينة للانخراط فيها. كرة القدم تتقهقر تواجه أندية كرة القدم بالحسيمة تحديات كبيرة، في ظل غياب الألقاب والنتائج الإيجابية، التي بإمكانها أن ترضي سكان المدينة المتعطشين إلى رؤية شباب الريف الحسيمي مرة أخرى ضمن البطولة الاحترافية. ويفتقر النادي، ومعه أندية الأقسام التابعة لعصبة جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى نتائج ملموسة إن على المستوى الوطني بالنسبة إلى الأمل الرياضي لكرة السلة الممارس ضمن القسم الأول الممتاز، والمغرب الحسيمي لكرة القدم داخل القاعة، الذي يلعب في القسم الوطني الثاني، أو على مستوى الشمال الشرقي بالنسبة إلى شباب الحسيمة لكرة القدم. ويضطر الفريق الحسيمي إلى جلب لاعبين من خارج المدينة، ما يستنزف ميزانيته، وهو الذي أنجب لاعبين متميزين مثل المرحوم عابد عمار وحسنتو اللذين لعبا للمغرب التطواني في بداية السبعينات، وفؤاد المعكشاوي وحروش، اللذين لعبا لهلال الناظور ومنتخب الأمل وغيرهم. واعتبر أحد الفاعلين الرياضيين بالحسيمة (م. د) أن كرة القدم بالمنطقة، تستدعي أكثر من وقفة لتشخيص مكامن الداء ووقف النزيف، لرد الاعتبار لمجال حيوي أضحى أساسا لتنمية مستدامة وجهوية متقدمة ما فتئ الملك محمد السادس يوليها أهمية قصوى. ملاعب القرب أشارت بعض المصادر إلى أن شبابا ورياضيين بالمنطقة يستنكرون الوضع الكارثي لملاعب القرب بالمدينة، نظير ملعب الشبيبة وإبراهيم أفلاي، وشابا بحي ظهر مسعود، إذ بات ترميم أرضية هذه الملاعب أمرا مستعجلا. وأحدثت هذه الملاعب في إطار برنامج تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالمنطقة، يستند إلى تفعيل الممارسة الرياضية الجماعية بالأحياء. وإذا كان إنشاء ملاعب القرب يعد استجابة لمطالب وحاجيات السكان وحقهم في الاستفادة من مختلف المنشآت الرياضية، فإن الوضع الذي توجد عليه هذه الملاعب، نتيجة الإهمال والتخريب الذي تعرضت له، يسائل الجهات الوصية، حول الدور المنوط بها على صعيد صيانة وإصلاح وتتبع واقع هذه الفضاءات بعد ترديها، حيث بات البعض منها عرضة للإهمال والعبث بمرافقها ولم تعد صالحة للممارسة. القرية الرياضية... مفخرة يرى العديد من شباب المنطقة في القرية الرياضية بأيت قمرة فرصة للاستثمار والتسويق السياحي، خصوصا أن الحسيمة تتوفر على مؤهلات طبيعية. وترى بعض فعاليات المجتمع المدني، أن القرية الرياضية تشكل طفرة نوعية بالإقليم، وسيستفيد منها الأبطال والممارسون المحليون، وعموم المغاربة، خصوصا أنها تتوفر على منشآت رياضية في مختلف التخصصات. واعتبر مصدر مسؤول أن هذه المعلمة الرياضية تعد الأولى من نوعها في المغرب، وتابع "يمكن احتضان بطولات في مختلف التخصصات، لوجود ملعب كبير وقاعة مغطاة ومسبح أولمبي تستجيب للمعايير الدولية، إضافة إلى مركز التكوين والإيواء، المؤهل لاستقبال الوفود المشاركة". واعتبر المتحدث نفسه أن القرية الرياضية بأيت قمرة يمكن أن تنعش الحسيمة اقتصاديا وسياحيا، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة المرجوة. وتساءل المهتمون بالشأن الرياضي بالمنطقة عن أسباب عدم افتتاح الملعب الكبير التابع للقرية الرياضية، لفتح المجال أمام أندية البطولة الاحترافية المنتمية لجهة طنجة تطوان الحسيمة، لخوض مبارياتها بالملعب ذاته، نظير اتحاد طنجة والمغرب التطواني، لاستقطاب جماهير الفريقين. مركب مع وقف التنفيذ فرضت النهضة الرياضية التي شهدتها الحسيمة في الفترة بين 2007 و2017، والزيارات المتتالية للملك محمد السادس للمنطقة، على مسؤوليها تعزيز البنيات التحتية الرياضية بمركب سوسيورياضي بمنطقة ميراضور. ويضم المركب ملعبا معشوشبا ومسبحا وقاعة للندوات وأخرى لممارسة بعض الرياضات ومقصفا. ورغم هذه المرافق التي يتوفر عليها الملعب، فإنها لا تستغل في تطوير الرياضة بالمنطقة، عبر تكوين لاعبين وشباب في بعض الرياضات خاصة السباحة وكرة القدم والجمباز. ومن أهم الإكراهات التي تحول دون قيام المركب بالدور المنوط به، انعدام الرؤية لدى مجلس بلدية الحسيمة، الذي مازال متعنتا بخصوص تفويت هذا المركب للقطاع الخاص لتسييره، أو البحث عن صيغ إدارية وقانونية ملائمة لتشغيل المسبح والقاعة متعددة التخصصات واستفادة أندية وجمعيات منها. ويتخوف العديد من المهتمين بقطاع الرياضة بالحسيمة، من تفويت المركب لإحدى الجمعيات المقربة لتدبير شؤونه، والاستفادة من مداخيله. غياب التنقيب فرطت أندية كرة القدم بالحسيمة وباقي الرياضات في التكوين الذي كان إحدى نقاط قوتها، خاصة فريق شباب الحسيمة لكرة القدم، من خلال تهميش أطر وأساتذة التربية البدنية، وانتقال لاعبين سابقين للاشتغال في فرق أخرى كاتحاد إمزورن واتحاد الخميسات واتحاد ابن الطيب ونجم ميضار. وتراجع مستوى التنقيب الذي كان يقوم به بعض المدربين السابقين المحليين. كما ابتعد الفريق الأول بالمدينة أيضا عن لاعبي الحسيمة، وانتدب في كل موسم عشرات اللاعبين من أندية أخرى، كما تراجع مستوى التسيير بشكل لافت للانتباه في السنوات الأخيرة، الأمر الذي انعكس على نتائج الفريق. ولن يتخلص شباب الريف الحسيمي من مشاكله التي ورثها من الماضي، فضلا عن تسيير فاشل أثار مشاكل عدة للفريق، حالت دون بناء فريق قوي يصارع من أجل العودة إلى قسم النخبة، إلا باعتماد التكوين والاعتناء بالفئات الصغرى، وتعيين مدربين أكفاء ينقبون عن المواهب الصاعدة، ويتعهدم بالرعاية الشاملة، وبرمجة تظاهرات رياضية على الصعيد الإقليمي لاكتشاف اللاعبين الموهوبين، إضافة إلى اختيار مسيرين يملكون رؤى ثاقبة ويضعون برامج عمل محددة الأهداف وفق ميزانية تراعي خصوصيات الفريق، مع البحث عن بناء مشاريع للفريق تضمن موارد مالية قارة، باستغلال البقعتين الأرضيتين، اللتين منحهما الملك محمد السادس للنادي بعد صعوده للقسم الأول سنة 2010. رياضات توارت انقرضت العديد من الرياضات بالمنطقة، مثل السباحة وكرة اليد والدراجات والجمباز وكرة الطاولة، رغم أن بعض الغيورين يحاولون مكرهين إحياء هذه الأصناف من الرياضات. بالمقابل هناك رياضات أخرى، يقاوم المنتسبون إليها ويحاولون الحفاظ على حضورها، رغم المشاكل والمعيقات المالية، في غياب الدعم اللازم، خاصة ألعاب القوى والرياضات المائية والكرة الطائرة. ويتجلى تدهور مختلف الرياضات في الحسيمة، في توقف الجمعيات الرياضية عن التأطير لانعدام الإمكانيات المادية، والتشجيع وعدم المواظبة على تنظيم تظاهرات ومسابقات وعزوف الشباب عن الممارسة لعدم تمكينه من شروط الممارسة، رغم وجود قاعتين وملعبين، وحلبة مطاطية بمنطقة أيت قمرة تستجيب لتطلعات ممارسي ألعاب القوى. ونفى مصدر مطلع أن يكون هناك انقراض للطاقات الموهوبة في مختلف الرياضات، خاصة ألعاب القوى والشطرنج والسباحة والجمباز في الحسيمة التي كانت من المدن المتميزة في هذه الرياضات، موضحا أن المواهب موجودة، لكن تنقصها الإمكانيات المادية، كما أن الأطر التي كانت تنقب عن المواهب انقرضت. وباستثناء فريق المغرب الحسيمي لكرة القدم المصغرة، فإن نتائج باقي الأندية المحلية ضعيفة، خاصة شباب الريف الحسيمي لكرة القدم الذي يمارس في القسم الثاني هواة، وباتت حظوظه ضئيلة في الصعود، وشباب الحسيمة لكرة السلة الذي عاد للقسم الشرفي والأمل الرياضي للعبة ذاتها، الذي يعمل جاهدا للحفاظ على وجه الرياضة بالمنطقة. مدارس كروية دون أهداف أحدثت في الحسيمة أزيد من خمس مدارس كروية، خاصة بكرة القدم، يشرف عليها لاعبون قدامى وأساتذة التربية البدنية. ورغم انخراط أزيد من 300 طفل في هذه الجمعيات من مختلف الفئات العمرية، التي يتلقى بعضها دعما سنويا من المجلس الجماعي لبلدية الحسية، فإن هذه المدارس التي تسيرها جمعيات، لا تهدف إلى تكوين قاعدة كروية بالمدينة، كفيلة بسد الخصاص الذي تعانيه الفرق الرياضية بالمدينة، والتي تضطر للاستعانة بخدمات لاعبين من خارج المنطقة، إضافة إلى تكوين عناصر متمرسة، وخلق قاعدة مهمة من الممارسين لتزويد الأندية التي تلعب في مختلف البطولات الوطنية والجهوية. وتعرف هذه المدارس الكروية إقبالا كبيرا من قبل الأطفال، الذين يرغبون في ممارسة كرة القدم. وتعاني هذه الجمعيات المشرفة على هذه المدارس قلة الملاعب، وغياب المتابعة اليومية للمدارس وتنظيم دوريات جهوية ووطنية بمشاركة مدارس كروية أخرى، من أجل الاحتكاك وتبادل الخبرات والتجارب. إنجاز: جمال الفكيكي (الحسيمة)

الرياضة بالحسيمة تلفظ أنفاسها الأخيرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

2030... "فيفا" يحدد ملعب النهائي

تزنيت يحتج على التحكيم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات