بهائيون مغاربة يواجهون الرفض بالصمت

يجدون صعوبة في الخروج إلى العلن والكشف عن ديانتهم. يفكرون أكثر من مرة، قبل أن يقولوا إنهم مغاربة بهائيون، سيما أن بعض أتباع تلك الديانة عاشوا الويلات، وشنت ضدهم الدولة في ستينات القرن الماضي، حملة شرسة أسفرت عن اعتقال 13 شابا، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم. أتباع الحسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله، مؤسس الديانة البهائية في القرن التاسع عشر ، يواجهون، رفض المجتمع المغربي بصمت، ويمارسون طقوسهم في الخفاء، وينشرون ما يؤمنون به سرا، فحسب آخر تقرير صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، وصل عدد البهائيين المغاربة ما بين 350 و400 فرد، وأن تلك الفئة تشغل مناصب عمومية، أطر وكفاءات، ويتوزعون في الناظور وتطوان والرباط ومكناس إلى جانب مدن أخرى، في الوقت الذي يعتبر المغرب، حسب التقرير ذاته، أنهم مرتدون عن دين الإسلام، مما يجعلهم يخفون اعتقادهم، دون أن تكون هناك أي تهديدات لسلامتهم الشخصية.يعتقد أن انتشار هذه الديانة بالمغرب، والتي من مبادئها التأكيد على الوحدة الروحية بين البشر، كان نتيجة عزم البهائيين المصريين والإيرانيين...على نشر ديانتهم في أكثر من بلد، والتوسع على قدر الإمكان، فوصل مجموعة منهم إلى المغرب سنة 1953، إذ خلال هذه الفترة وضع المجلس البهائي العالمي إستراتيجية للتوسع، أطلق عليها اسم "العشرية التبشيرية" من أجل نشر الأفكار البهائية على أوسع نطاق.وصول أتباع الديانة البهائية إلى المغرب والاستقرار فيه لم يكونا صعبين، إذ اندمجوا بسرعة وكونوا عائلات، ونشروا أفكارهم في أوساط المقربين منهم. لكن السهولة التي وصلت بها هذه الديانة، لم يلمسوها عند ممارستهم لشعائرهم أو طقوسهم، إذ أنهم يزاولونها خفية، محرمون من أمكان خاصة للعبادة، وأشياء أخرى، رغم أنهم يشددون على أنهم لا يهدفون إلى تحويل المغاربة عن الإسلام.الطريقة التي وصلت بها الديانة البهائية إلى المغرب، لم يكن لها، حينها، أي صدى واضح، سيما أن الترويج لأفكار أتباعها تم بشكل مباشر عن طريق العلاقات والاحتكاك المباشر بين الأصدقاء، أو عن طريق الانتشار والترويج الافتراضي عن طريق الأنترنيت، كما أن الإعلام لم يتطرق إلى الموضوع، حتى تم الإعلان عن اعتقال 14 شابا يتبعون ديانة لا يعترف بها المغرب، وبعد أن وصل إلى الصحافة المغربية خبر يفيد بأن القوات المسلحة الملكية المغربية طردت سنة 2009 ضابطا في مكناس اشتبه في انه اعتنق البهائية، حينها بدأت خيوط هذه الديانة تتسرب.إلى ذلك، فالتربية الدينية للبهائية التي تعد من إحدى الديانات التوحيدية، تتم عن طريق دراسة النصوص البهائية وقراءة الأدعية والمناجاة كل صباح ومساء وكذلك الصلاة والتعبد، أما الرهبنة والتكهن والدروشة والاعتصام في الصوامع والاعتزال عن الناس فممنوع عند البهائيين.إيمان رضيف

بهائيون مغاربة يواجهون الرفض بالصمت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اليهود نموذج للانصهار في المجتمع

حريـة الاعتقـاد..."قنبلـة" فـي منتـدى حقـوق الإنسـان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات