جثة متفحمة بمخيم “ولاد زيان”

عثر عليها بعد إخماد نيران أضرمت خلال عملية نفذتها السلطات لترحيل المهاجرين السريين عثرت السلطات الأمنية بالبيضاء، خلال عملية تفكيك مخيم المهاجرين السريين من إفريقيا جنوب الصحراء، المقابل لمحطة أولاد زيان بالبيضاء، صباح أمس (الأحد)، على جثة متفحمة، يرجح أن صاحبها فارق الحياة بعد تعمد مهاجرين افتعال حريق وإضرام النيران، ما تسبب في انفجار عدد كبير من قنينات الغاز من الحجم الصغير. وبتعليمات من النيابة العامة، تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات، قصد إخضاعها لإجراءات التشريح الطبي، فيما تم فتح بحث قضائي من قبل المصالح الأمنية، لتحديد هوية الهالك والكشف عن ظروف وحيثيات الحادث وترتيب المسؤوليات. ونفذت سلطات البيضاء، في حدود الثالثة، من صباح أمس (الأحد)، عملية وصفت بالنوعية لتفكيك مخيم المهاجرين السريين من إفريقيا جنوب الصحراء بالمحطة الطرقية أولاد زيان، وترحيل جميع نزلائه صوب مدن بالجنوب والجنوب الشرقي، بعد الاستعانة بخدمات أزيد من 30 حافلة للنقل العمومي، رغم جيوب المقاومة التي أضرمت النار في المخيم، متسببة في انفجار العديد من قنينات الغاز، ما خلف مصرع مهاجر عثر على جثته متفحمة. وحسب مصادر «الصباح»، فإن فضاء المحطة الطرقية شهد إنزالا أمنيا كبيرا، إذ عاينت «الصباح» رجال السلطة المحلية وأعوانهم وفرق للشرطة القضائية والأمن العمومي وقوات التدخل السريع، وآليات مكافحة الشغب، كما انتشرت سيارات القوات المساعدة بمناطق مجاورة للمحطة، تحسبا لأي تدخل، دون إغفال الحضور الوازن لرجال وآليات الوقاية المدنية والإطفاء. وكان قرار وتوقيت اقتحام المخيم وتفكيكه مفاجئا لنزلائه، الذين ينتمون إلى بلدان عديدة من دول جنوب الصحراء، إذ استيقظوا على وقع رجال الأمن وقوات التدخل، يطالبونهم بإخلاء المخيم ومرافقتهم صوب حافلات كانت مركونة بمحيطه، على أساس أنهم سيغادرون البيضاء دون رجعة، وهو ما استجابت له شريحة عريضة من المهاجرين وبشكل سلمي، باستثناء فئة لم يرقها الأمر، فعمدت إلى إضرام النار في مسكنها العشوائي، قبل أن تطول جميع أركان المخيم نوعا من الاحتجاج قبل المغادرة دون مقاومة. ووصفت مصادر لحظة اندلاع النيران بالمخيم، والتي أتت على جميع «براريكه» العشوائية ومحتوياتها، باللحظة العصيبة في العملية الأمنية، إذ تسبب في هلع كبير لدى سكان الأحياء المجاورة والعاملين بالمحطة الطرقية والمسافرين، سيما بعد أن تلت الحريق سلسلة من الانفجارات القوية، تبين أنها تعود لقنينات غاز صغيرة، قبل أن يتدخل رجال الإطفاء، لإخماد النيران في ظرف قياسي، والتعامل بشكل احترافي مع قنينات أخرى، لتفادي انفجارها. ولم تحدد مصادر المدن التي رحل إليها المهاجرون السريون على متن الحافلات، مبرزة أن أخبارا تشير إلى رحلات ستكون صوب مدن الجنوب الشرقي والجنوب، وأن تعليمات صارمة صدرت لإبعادهم عن البيضاء لمسافات طويلة جدا، لتفادي عودتهم، كما الأمر في إحدى العمليات السابقة، حيث تم الاكتفاء بترحيل بعض المهاجرين إلى مدن قريبة من البيضاء، فنجحوا في العودة إليها. وتأتي هذه العملية بقرار من سلطات البيضاء، لتقليص عدد المهاجرين السريين من دول جنوب الصحراء بالمدينة، بعد أن صاروا يحتلون العديد من المناطق الحساسة بها، وحولوها إلى مخيمات خاصة بهم، كما الأمر لملعب القرب المقابل للمحطة الطرقية أولاد زيان، إضافة إلى تقاطر شكايات مواطنين، سيما السكان المجاورين للمحطة الطرقية، والذين تحدثوا عن سلوكات خطيرة تورط فيها بعضهم، منها اعتراض سبيل المارة والدعارة وترويج الممنوعات والخمور، وهو ما وقفت عليه مصالح الأمن، خلال تفكيك المخيم، حيث فوجئت بوجود حانة عشوائية، وبقايا ممنوعات من مختلف الأنواع، إضافة إلى الخلافات بين نزلاء المخيم، والتي تصل إلى حد مواجهات دامية. مصطفى لطفي

جثة متفحمة بمخيم “ولاد زيان”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سقوط مروجي مخدرات بمكناس

مسرار أكثر شخصية محبوبة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات