افتتاح ملعب “الحفرة”… “مزيانة للطاس”

قصص تاريخية لأقدم ملعب احتضن مباريات ولقاءات رجال المقاومة «مزيانة للطاس»، مقولة تردد لتبرير الخسارة في كل شيء، ففريق «الطاس» أو الاتحاد البيضاوي، ظل في فترات وهجه يصول في ملاعب كرة القدم، ونادرا ما يتلقى الخسارة في ملعبه الشهير باسم «الحفرة». أخيرا، أعلن عن افتتاح ملعب «الحفرة» بالحي المحمدي بالبيضاء، بعد ثلاث سنوات من التعثر والأشغال، حينها أطلق «أبناء» الحي المحمدي مقولتهم «مزيانة للطاس»، ربما يستعيد ماضيه الزاهر، بدل السنوات العجاف، في السنوات الأخيرة، التي جعلته يهوي إلى الأقسام السفلى من البطولة، حتى كاد يختفي من الوجود. إنجاز: خالد العطاوي تزين «الحفرة»، وصرفت عليه الجامعة الملكية لكرة القدم مبلغا ماليا وصل إلى 800 مليون سنتيم، لإعادة تهيئة الملعب، على أساس أن تستفيد الفرق، المنضوية تحت عصبة «البيضاء الكبرى» من حصص التدريب والمباريات، ف»الحفرة» يعتبره الكثيرون ملكا لجميع الأندية بالحي المحمدي، وليس حكرا على فريق بعينه. في مقهى قريبة من الملعب، لم يخف عدد من قدماء اللاعبين وجماهير «الطاس» أن يشكل افتتاح الملعب فألا حسنا على فريق «الطاس»، ف»الحفرة» شهد أزهى فترات فريق «المقاومة»، إذ انتبه الوطنيون مبكرا إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة عموما، وكرة القدم خصوصا في استقطاب الشباب للعمل السياسي والنضالي ضد الحماية الفرنسية، فتأسست العصبة الحرة في 1946 على يد بعض الشخصيات الوطنية، يتقدمها عبد الرحمان اليوسفي وعبد السلام بناني وأحمد اليزيدي. وكان تأسيس هذه العصبة يهدف بالأساس إلى مناهضة عنصرية العصبة الفرنسية لكرة القدم، وعمل القائمون على هذه العصبة على تنظيم مباريات في كرة القدم من أجل الحصول على كأس العرش، وهو ما أزعج سلطات الحماية التي كانت ترى في هذه الأنشطة عملا سياسيا بغطاء رياضي. لم يكن «الحفرة» ملعبا لكرة القدم فقط، بل أصبح رمزا سياسيا للمقاومة، وشهد أنشطة مكثفة منذ تأسيس فريق الاتحاد البيضاوي الرياضي في «كريان سنطرال» على يد جماعة من الوطنيين والعمال المتيمين بكرة القدم، حيث تكونت نواة من الوطنيين، مثل امحمد العبدي وعبد الكبير عارف الخياطي وعبد السلام بناني والعربي الركراكي، وقامت باستقطاب بعض الشباب من أبناء «الكاريانات» وتنظيمهم لتكوين فريق حر لكرة القدم بالحي المحمدي، كان الهدف من ورائه وضع غطاء لتحركات أفراد المقاومة، والتستر على أنشطتهم، واجتماعاتهم، مما يسهل عليهم حرية التنقل عبر تراب المملكة، تحت الغطاء الرياضي. «الحفرة» أيضا ارتبط بشخصية «أسطورية» بالحي المحمدي، وهي العربي الزاولي، الذي كان لاعبا ومكلفا بتدريب اللاعبين، وهو الذي سبق له لعب كرة القدم في فريق «الكوك»، كما شارك «الطاس» في المسابقات التي تضم فرقا مغربية فقط، وقد كان الفريق خلال أشهره الأولى مكونا من لاعبين هواة، معظمهم يتحدرون من الوسط العمالي، منهم سكارين والحسين الدليمي والعربي الكوشي ومحمد العوينة وبن المجدوب وآخرون. واختار الزاولي السكن في منزل يطل على ملعب «الحفرة»، حتى لا يضيع أي حصة تدريبية لفريقه، إذ يقول أحد المقربين منه :»لم أر في حياتي كلها شخصا مثله، كان يتابع منذ الساعة السابعة صباحا وحتى السابعة مساء تداريب جميع الفئات، من البراعم إلى الكبار، وكان لا يكاد يطفئ سيجارة حتى يشعل أخرى، وكان ينفجر صراخا حينما يضيع لاعب تمريرة». مساهمة اليوسفي تؤكد شهادات عدد من مشجعي «الطاس» مساهمة عبد الرحمان اليوسفي في تأسيس النادي، إذ يروي امحمد العبدي، أول رئيس للنادي والذي كان حينها عاملا في شركة الإسمنت، في تصريح سابق، إنه «في 1946، طلب مني عبد الرحمان اليوسفي هل أنا على استعداد للذهاب بفريقي الرياضي إلى طنجة للمشاركة في مباراة حبية واستعراضية، فوافقت على ذلك. وفعلا، ذهبنا بالفرقتين الأولى والاحتياطية اللتين كانتا تضمان 30 شخصا، واتصلنا بمصطفى الخمال، المسؤول عن الكشفية هناك، وشاركنا في المباراة ضد فريق طنجة، ثم كذلك في الاستعراض الذي قامت به الكشفية». وفي بداية الخمسينات، اضطر الفريق، الذي لم يكن يستفيد من أي دعم من البيضاء بحكم انتمائه إلى العصبة الحرة، إلى الانتساب إلى عصبة المغرب التابعة للجامعة الفرنسية لكرة القدم، وحصل ذلك بعد منع أنشطة حزب الاستقلال وتجميد عدد من هيآته، وعلى رأسها العصبة الحرة، وكذا اعتقال رئيس النادي امحمد العبدي. كان ملعب «الحفرة»، في بداياته، محاطا بسعف النخيل، واحتضن أول مدرسة لكرة القدم، ومنه انطلقت مواهب عديدة، منهم من فاز بالكأس الإفريقية الوحيدة للمغرب «المهدي ملوك»، ومنهم من كان صاحب تمريرة أول هدف للمغرب في المونديال وصاحب ثاني هدف في كأس العالم «موهوب الغزواني»، و منهم من حقق بطولات عربية بقميص المنتخب وفاز بهداف البطولة العربية وهداف البطولة المغربية «محمد الصفوي»، دون الحديث عن عشرات الأسماء والقصص التي مازالت تتردد بين «أبناء» الحي المحمدي.

افتتاح ملعب “الحفرة”… “مزيانة للطاس”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خريبكة يتعاقد مع 10 لاعبات

مفرقعات نارية تطيح بأربعة أشخاص

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات