القصة الكاملة لقتل سمسار خليلته بسطات

أمر قاضي التحقيق بالغرفة الأولى الذي استنطق المتهم ابتدائيا، بايداعه السجن الفلاحي عين علي مومن بسطات، وحدد بداية دجنبر المقبل موعدا للتحقيق التفصيلي، وكانت عناصر الشرطة القضائية بسطات قد أحالت المتهم على أنظار النيابة العامة صبيحة الأربعاء الماضي بعدما أجرت أبحاثا في شأن القضية التي هزت الرأي العام. صباح برائحة الدم الأجواء مغلفة بالسكون، فاليوم عطلة أسبوعية، والناس نيام إلا من حركة خفيفة في الشارع، أمام مركز الأمن بالمدينة كان الوضع يبدو عاديا، والضباط المكلفون بالحراسة منهكون في وضع اللمسات الأخيرة على تقارير ليلة البارحة، وفي حدود الثامنة وبضع دقائق، يلج شخص في عقده الخامس إلى المركز الأمني، وبعينين شاخصتين وصوت مبحوح بالكاد يسمعه عناصر الأمن يخبرهم بأنه قتل خليلته، من الوهلة الأولى لا يبدو على عناصر الأمن بأنهم تفاجؤوا لما سمعوه، فربما اعتقدوا بأنه شخص مختل أو في درجة متقدمة من السكر، لكن استرساله في الحديث جعل الجميع ينصت بتحفز واهتمام، «لقد قتلت صديقتي بعد خلاف وقع بيننا يوم أمس ، بطريق المناصرة خارج المدار الحضري، وتركت جثتها داخل سيارتي المركونة بشارع القاضي عياض» كلمات موجزة جعلت مركز الأمن يتحول في ثانية إلى خلية نحل، بحيث ربط عناصر الأمن اتصالات مع رؤسائهم لبداية ترتيب أوراق القضية . مسرح الجريمة تم الانتقال إلى شارع القاضي عياض بمحاذاة إحدى المدارس الابتدائية، بحضور رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، ورئيس المصلحة الولائية للتشخيص القضائي وعدة فعاليات، وأعداد غفيرة من المواطنين استبقت عناصر الأمن إلى المكان. وحفاظا على معالم الحادث تم نصب عازل أمني على مكان وجود سيارة الظنين ، ومن خلال المشاهدات الأولية تبين أنها من نوع «هوندا» ذات زجاج حاجب للرؤية، وبداخلها تمت معاينة جثة فتاة ممددة بالمقعد الأمامي الأيمن مغطاة بمعطف رجالي جلدي وسجادة أرضية خاصة بالسيارات، تحمل جرحا داميا على مستوى عنقها من الجهة اليسرى وجرحين على مستوى الخد الأيمن كما تمت معاينة حبل بلاستيكي رقيق ملفوف حول عنقها.بمكان الحادث، قامت عناصر الأمن بحجز عدة أشياء عثر عليها بمسرح الحادثة، قبل أن يتم إيداع الجثة مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني. ولاستكمال جمع عناصر القضية تم الانتقال إلى طريق المناصرة على بعد 10 كيلومترات من المدينة بناء على اعترافات أولية للظنين مفادها أنه قام بوضع حد لحياة خليلته بواسطة مدية تخلص منها بالطريق السالفة الذكر، وبإرشاد منه اهتدى عناصر الأمن إلى مكان تكسوه أشجار قصيرة كثيفة فتم العثور على مدية متوسطة الحجم بها آثار دم على مستوى النصل. غرام وشك.. ثم انتقام استنادا إلى مصادر قريبة من التحقيق، فإن تصريحات الجاني جاءت مسترسلة، حيث أفاد بأنه و الهالكة تربطهما علاقة غرامية لمدة تنيف عن 10 أشهر تخللتها ممارسات جنسية سطحية، لأنها كانت تشعره بأنها لا تزال بكرا، وقد تطورت العلاقة لتصبح مشروع زواج، خاصة أنه كان متيما بها و ينفق عليها بسخاء. وعن الحادث أفاد بأنه وجه إلى خليلته عدة طعنات بواسطة مدية ثم قام بشنقها بواسطة حبل بلاستيكي نتيجة شجار وقع بينهما ، إثر دخول علاقتهما مستنقع الشك و الغيرة من الطرفين معا، وحالة الهستيريا التي انتابته جراء إفصاحها له عن رغبتها في وضع حد لهذه العلاقة، المثير أنه اعترف بأنه كان يفكر في وضع حد لحياته غير أنه استقر على تقديم نفسه للعدالة. حياة غامضة لم تكن الهالكة تحمل معها أي وثيقة تعريفية لحظة العثور على جثتها، وبإرشاد من الظنين تمكنت عناصر الأمن من الحصول على عنوانها، والذي لم يكن غير غرفة مكتراة بحي غير بعيد عن مسكن الظنين، ولذى ولوج عناصر الأمن إلى الغرفة وجدوا بطاقة تعريف وطنية وبطاقة طالب، لكن المفاجأة أن الاسم الذي تتضمنه البطاقتان ليس نفسه الاسم المتعارف عليه سواء لدى الظنين أو لدى المرأة التي تكتري لها الغرفة، ليتضح بأن الهالكة كانت تستعمل اسما مستعارا عوض اسمها الحقيقي المضمن داخل وثائقها الثبوتية. الغموض لم يتوقف عند هذا الحد بل إن والدي الهالكة أكدا بأن ابنتهما توجد بسطات من أجل الدراسة، والحال أنها كانت تشتغل بمحل حلاقة.هشام الأزهري (سطات)

القصة الكاملة لقتل سمسار خليلته بسطات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المرشد القانوني : لا يشترط في كفيل الطفل المهمل أن يكون عالما بأصول الدين

5 ساعات من المواجهات الدامية بين طلبة والأمن بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات