فيلم يجوب شوارع العاصمة الاقتصادية ليلا للتخلص من جثة رجل كان جمهور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، على موعد مع أحداث الفيلم المغربي "عصابات" للمخرج كمال الأزرق، المشارك في المسابقة الرسمية للتظاهرة الفنية في دورتها العشرين. وقدم المخرج الشاب، فيلمه أمام لجنة التحكيم، والجمهور الذي تابع عرضه الأول في المغرب، علما أنه شارك في العديد من المهرجانات الأجنبية، ونال جوائز مهمة منها جائزة لجنة التحكيم ضمن فئة "نظرة ما" في مهرجان "كان" السينمائي 2023، والجائزة الكبرى للدورة الثامنة من المهرجان الدولي للفيلم ببروكسيل. واختار المخرج الاعتماد على السينما السوداء، ما أظهر الوجه المظلم للعاصمة الاقتصادية، وأحيائها الشعبية. مشاهد نقلت المشاهد إلى ذلك العالم، فاختار المخرج أن يظهر من خلاله، قصة رجل وابنه الشاب، وجدا نفسيهما في ورطة، ومضطرين إلى التخلص من جثة رجل من أعضاء إحدى العصابات، بعدما كانا ينويان اختطافه فقط وحمله لرئيسهما، للانتقام من العصابة التي ينتمي إليها، والتي كانت السبب وراء وفاة كلب. يحكي الفيلم الذي حظي بدعم برنامج "ورشات الأطلس" لتطوير المواهب للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قصة عصام وابنه حسن، يخرجان في إحدى الليالي، في مهمة تنفيذا لتعليمات رئيسهما، ليجدا نفسيهما أمام جثة يجب التخلص منها، ومن هنا تبدأ مغامرتهما الليلية الطويلة في أسوأ أحياء المدينة. هي قصة مليئة بالأحداث المتسلسلة، اختار المخرج أن تدور في ليلة واحدة، إذ بدأت القصة مباشرة بعد غروب الشمس، وانتهت بالنسبة إلى البطلين، بعد طلوعها في اليوم الموالي، لكن طيلة تلك المدة، عاشا أحداثا كثيرة، كانت كفيلة بقلب حياتهما رأسا على عقب، بعدما كانا يفكران فقط في قضاء "بريكول" والعودة إلى منزلهما، حيث توجد امرأة مسنة ترعاهما. واختار لزرق، ممثلين غير محترفين لتجسيد الأدوار الرئيسية للفيلم، ويتعلق الأمر بعبد اللطيف المستوري وأيوب العبد، مشيرا إلى أن هذا الاختيار جاء بناء على قناعة أنهما سيتقنان تجسيد الشخصيتين، لأنهما ينتميان لطبقة اجتماعية قريبة من شخصيات الفيلم، وسيؤديان دوريهما بتلقائية وسيعبران عما يشعران به فعلا، وهو الأمر الذي يمكن أن يصعب على ممثل محترف، سيجد نفسه مضطرا إلى النزول إلى مستوى تلك الشخصيات للتعرف عليها أكثر. إيمان رضيف (موفدة الصباح إلى مراكش)