اختير الفيلم السينمائي "عصابات" للمخرج كمال الأزرق، للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العشرين، وحتى ينافس على جوائز المهرجان. في هذا الحوار يتحدث الأزرق عن فيلمه الروائي الأول، الحائز على جائزة لجنة التحكيم ضمن فئة "نظرة ما" في مهرجان "كان" السينمائي 2023، والجائزة الكبرى للدورة الثامنة من المهرجان الدولي للفيلم ببروكسيل. ويكشف أسباب اختياره ممثلين غير محترفين لتجسيد الأدوار الرئيسية في فيلم من السينما السوداء، قبل الانتقال للحديث عن مواضيع أخرى. في ما يلي التفاصيل: لماذا اخترت السينما السوداء في أول أعمالك الروائية الطويلة؟ > جاء فيلم "عصابات" بعدما أشرفت على إخراج فيلم قصير بعنوان "مول الكلب"، صور أيضا بالبيضاء، وفي الأحياء ذاتها التي صورت فيها مشاهد "عصابات"، وكان أيضا من أفلام السينما السوداء. أعتبر "عصابات" استمرارية لفيلم "مول الكلب"، إذ حرصت على أن أظل في "الستايل" ذاته. هذا يعني أنك اكتسبت تجربة من خلال الاشتغال على "مول الكلب" لإنجاز "عصابات"؟ صحيح، كان "مول الكلب" تجربة مصغرة في ما يتعلق بالسينما السوداء، سيما أن الأفلام القصيرة، اعتبرتها مختبرات لتجربة بعض الأفكار، ومن خلال الفيلم اكتشفت الطريقة الصحيحة والمناسبة للاشتغال على فيلم طويل يعتمد على ممثلين غير محترفين، والتصوير ليلا. كانت تجربة "مول الكلب" مهمة، ونجحت من خلالها في اكتساب مجموعة من التقنيات التي ساعدتني على إنجاز "عصابات" بالشكل الذي كنت أتطلع إليه. هل اخترت الاعتماد على ممثلين غير محترفين، أم أن السيناريو فرض عليك ذلك؟ أجريت "كاستينغ" لاختيار أبطال الفيلم، عرف مشاركة ممثلين محترفين، لكن رأيت أنه من الأفضل أن يجسد الشخصيات الرئيسية، أشخاص ينتمون إلى الطبقة ذاتها أو قريبة منها، لأنهم سيكونون على دراية كافية بالتفاصيل وقد لا يحتاجون إلى تعليمات، ودون أن يضطر الممثل المحترف إلى الهبوط إلى مستوى هذه الفئة ومحاولة تقمص الدور، وهو ما سيتعب المحترف. كما أنني اعتمدت، خلال التصوير، على طريقة قريبة نسبيا من التصوير "الوثائقي"، إذ أن الممثل قد يتحكم في الحوار، في حين أتكلف بتأطيره احتراما للسيناريو وقصة العمل. هل تخوفت من هذه التجربة؟ بطبيعة الحال، كان هناك تخوف، سيما أنني كنت أشتغل على فيلم طويل تطلب إنجازه ستة أسابيع، وقد تحدث مفاجآت كثيرة خلال التصوير، من أجل ذلك كنت حريصا على بناء علاقة جيدة مع الممثلين، لتجنب أي مفاجأة، كما أنني شعرت بموهبتهم ورغبتهم في الاستمرار وخوض التجربة، سيما أن السيناريو، وبعدما اطلعوا عليه، شدهم كثيرا، ووضعوا ثقتهم في بعدما وضعت ثقتي فيهم. يحيل "عصابات" على فيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش، فهل كان ذلك مخططا؟ يعتبر "علي زوا" من أشهر الأفلام في السينما المغربية. قد تكون هناك نقط تشابه بين العملين، منها الاعتماد على ممثلين غير محترفين، لكن هناك اختلافات، منها أن مشاهد "عصابات" صورت ليلا، واعتمدنا على الحوار الارتجالي، في الكثير من المشاهد عوض الالتزام بالنص. لقد حاولت إنجاز أحسن فيلم، وفق الإمكانيات المتوفرة، واستطاع الفيلم المشاركة في العديد من المهرجانات الدولية، ونال بعض الجوائز، وننتظر رد فعل الجمهور عند عرضه. هل ستعتمد مرة أخرى على "السينما السوداء" في مشاريعك المقبلة؟ سأحتفظ بالتصور ذاته، وسأشتغل مع الفئة عينها. سيكون، مرة أخرى، بطل الفيلم ممثلا غير محترف، سيحكي قصته الحقيقية، بتصور إخراجي مختلف، علما أنه من المتوقع أن تجرى أحداثه في أماكن غير البيضاء. أجرت الحوار: إ. ر