جمهور النسخة العشرين من المهرجان الدولي للفيلم على موعد مع برمجة مختلفة تواصلت فعاليات الدورة العشرين للمرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعرض عدد من الأفلام السينمائية ضمن فقرات المهرجان المختلفة. وعرض أمام أعضاء لجنة التحكيم، والجمهور أيضا، بالنسبة إلى المسابقة الرسمية للمهرجان، فيلمان، ويتعلق الأمر بفيلم "عصابات" للمخرج المغربي كمال الأزرق، وفيلم "الحصيلة" للمخرجة كارولينا ماركوفيتش، وفيلم "بانيل وأداما" و"الابن الآخر". كما شهدت قاعة الوزراء، خلال فعاليات اليوم الثالث من المهرجان، عرض فيلم "أنا القبطان" للمخرج الإيطالي ماتيو كاروني. إنجاز: إيمان رضيف / تصوير (عبد المجيد بزيوات) "أنا القبطان"... رحلة المخاطر عرض في حفل خاص لكشف معاناة أفارقة أهوال الهجرة السرية عاد ضيوف ونجوم وجمهور النسخة العشرين من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء الأحد الماضي، إلى قصر المؤتمرات، للاحتفال بمخرج وفريق عمل الفيلم السينمائي "أنا القبطان" الحائز على العديد من الجوائز. ففي قاعة "الوزراء"، عرض الفيلم لأول مرة في إفريقيا، وهو العمل الذي يعالج موضوع الأفارقة الفارين من جحيم الفقر، والباحثين عن حياة أخرى في دول أوربية، من خلال خوض مغامرة الهجرة السرية. وتحدث المخرج قبل عرض فيلمه السينمائي، الحائز على جائزة أفضل ممثل واعد في الدورة الثمانين لمهرجان البندقية السينمائي والتي نالها السنغالي الشاب سيدو سار، بطل الفيلم، إلى جانب جائزة الأسد الفضي لأفضل إخراج، عن تجربته، مشيرا إلى أنها كانت مميزة ومكنته من التقرب أكثر من ثقافة غير ثقافته. وأوضح المخرج أنه يشعر بالفخر لعرض فيلمه ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، موضحا أن بعض مشاهد الفيلم صورت بالمغرب، وهو ما دفعه إلى توجيه شكره لكل المغاربة الذين اشتغلوا إلى جانبه وقدموا المساعدة لإنجاز فيلمه. ويتناول غاروني في هذا الفيلم، قصة مؤثرة لشابين سنغاليين تجمعهما قرابة عائلية، يقرران مغادرة بلدهما والانتقال إلى أوربا لتحسين حياتهما، فيخوضان رحلة محفوفة بالمخاطر، يمشيان خلالها مسافات طويلة مرهقة في الصحراء، ويعانيان التعذيب في السجون الليبية، ويواجهان لامبالاة أوربا، لذلك يمثل "أنا القبطان" ملحمة معاصرة من خلال مخاطر اجتياز الصحراء القاحلة والرعب في مراكز الاحتجاز والموت المحدق في عرض البحر السجادة الحمراء دون "مؤثرين" مر على السجادة الحمراء للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والمنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، منذ انطلاق فعالياته الجمعة الماضي، ضيوف المهرجان والفنانون المغاربة والأجانب. وكانت سجادة هذه الدورة استثنائية، بعدما تقرر تغيير مكانها، في إطار منع المظاهر الاحتفالية، وعرفت حضور بعض الأسماء المغربية، ويتعلق الأمر بالممثل ياسين أحجام وفوزي بنسعيدي ومنى فتو وأسماء الخمليشي وسحر الصديقي وبشرى اهريش وفاطمة الزهراء الجوهري، وهو حضور ضعيف مقارنة مع الدورات السابقة من المهرجان. لكن، ما يثير الانتباه والإعجاب أيضا، غياب المؤثرين عن السجادة الحمراء، والذين كانوا يجدون مكانا لهم فيها، طيلة السنوات الماضية، إذ لم تتح لهم، خلال الدورة العشرين، الفرصة، ومر بعضهم، حسب ما عاينته "الصباح" من المدخل السابق لقصر المؤتمرات بعيدا عن الأضواء وعدسات المصورين والصحافيين. وفشل بعض المؤثرين رغم أنهم نجحوا في الفوز بدعوات حضور المهرجان، في التقاط الصور على السجادة الحمراء للمهرجان، وهو ما كانوا يحرصون عليه في إطار البحث عن "اللايكات" ونسب المشاهدة. شاستين: العالم في حاجة إلى الفن رئيسة لجنة تحكيم الدورة العشرين دعت إلى ضرورة تسخير السينما لرفع مستوى الوعي عبرت الممثلة الأمريكية جيسيكا شاستين، رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن امتنانها العميق للعودة مرة أخرى للمغرب، الذي يعتبر واحدا من أكثر الأماكن سحرا في العالم، من أجل الاحتفال بصناع الفن السابع والسينما الجديدة ، والعودة أيضا إلى مهرجان يحتفي بالسينمائيين وأفلامهم الأولى. وتوجهت في كلمة لها، بالشكر للملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد، ومليسا توسكان دو بلانتييه، مستشارة رئيس مؤسسة المهرجان ولكل من سهر على تنظيم هذه الدورة من المهرجان . ودعت جيسيكا إلى ضرورة تسخير السينما لرفع مستوى الوعي في العالم والمساهمة في حث السياسيين على التغيير، قبل أن تضيف أن السينما قادرة على إسقاط الحواجز وتغيير سلوك الإنسان من خلال تسليط الضوء على مواضيع مهمة من قبيل العدالة والعنصرية، وعدم المساواة بين الجنسين "العالم في حاجة إلى الفن بمختلف أشكاله وألوانه"، قبل أن تضيف أن ضم لجنة التحكيم ست نساء وثلاثة رجال، شيء تاريخي. نجمــة ذهبيــة لميكلســـن الممثل الدنماركي قال إنه حقق أحد أحلامه في المهرجان والممثل يتحمل مسؤولية تجاه المشاهد يعتبر ميكلسن أن الممثل يتحمل مسؤولية، ويرى بأن لكل مهنة جادة مسؤولية ملقاة على عاتقها، ويقول "في رأي الشخصي، فإن الهدف من التمثيل ليس الإبهار فقط، بل دفع الناس للتفكير وطرح الأسئلة". وعاد الممثل الدنماركي، مادس ميكلسن، صاحب المسار الفني العالمي، إلى بداياته الفنية، وتحدث عن علاقته بالفن والسينما، مؤكدا أنه كان يتابع في مرحلة شبابه أفلام بريسلي وشارلي، لكن دون أن تكون لديه رغبة في خوض تجربة التمثيل ذات مرة. وقال ميكلسن خلال لقاء "حوار مع..." إنه جسد في أول أفلامه السينمائية، دور متشرد، مشيرا إلى أنه خلال التصوير ارتجل الكثير من المشاهد، قبل أن يضيف أن الفيلم أدخل السينما إلى مرحلة جديدة، ويتعلق الأمر بـ"السينما السوداء". وانتقل الممثل الدنماركي للحديث عن فيلم "الصيد" بعدما عرض مقتطفات منه، مؤكدا انه عالج أحد المواضيع المهمة، موضحا أنه في الوقت الذي قرأ فيه السيناريو، شعر بخيبة أمل كبيرة، فكان عليه إيصال هذا الشعور للمشاهد "كان الفيلم صعبا وقاسيا... حسب قوله. وعن النقط التي يأخذها بعين الاعتبار، عند اختيار أعماله السينمائية، قال الممثل إن الأهم نقطة السيناريو، إذ من المهم، بالنسبة إليه، أن يعالج موضوعا مهما ويطرح بعض القضايا "على السيناريو أن يكون عبقريا، أن يسحرني أو أن يشدني، ثم بعدها دور المخرج والذي قد لا أكون على توافق معه، لكن من المهم أن يكون هناك تواصل". وتابع حديثه بالقول إن الممثل يتحمل مسؤولية تجاه المشاهد، مشيرا إلى أن الهدف من التمثيل ليس الإبهار فقط، بل دفع الناس إلى التفكير وطرح الأسئلة. وفي سياق متصل، شهد حفل افتتاح المهرجان، تكريم مادس ميكلسن صاحب المسار الفني العالمي، إذ نال النجمة الذهبية للمهرجان في دورته العشرين من يد النجم السينمائي وكاتب السيناريو الأمريكي ويليام دي فوي. وقال ميكلسن إنه زار مراكش قبل سنوات خلال التكريم الذي خصه المهرجان للسينما الإسكندنافية، وحينها حقق حلمه وقابل حينها بطلا من أبطاله في عالم السينما صنع روائع لا حصر لها غيرت رؤيته للعالم، ويتعلق الأمر بالمخرج مارتن سكورسيزي. وأوضح المكرم أن المهرجان ذاته، أتاح له فرصة لقاء بطل آخر من أبطاله، ويتعلق الأمر هذه المرة، بروبرت دي نيرو، قبل أن يضيف "اليوم وفي هذه الليلة، أتلقى درع التكريم من ممثل بهرني بأدواره، ويليم دا فو"، معتبرا أن تكريمه في المهرجان "لحظة افتخار كبير، وأنه سيحتفظ بالنجمة الذهبية للمهرجان بكل اعتزاز". وكشف أنه يهدي هذا التكريم لكل شخص اشتغل معه طيلة هذه السنوات، مشيرا "فخور جدا لأن اسمي خطر ببالكم عندما كنتم تتداولون حول الشخص الذي يستحق أن يتم تكريمه".