قصور في أنظمة المراقبة

عرفت الجديدة مجموعة من السرقات استهدفت مجموعة من وكالات تحويل أموال، نفذها ذوو سوابق في السرقات الموصوفة، راكموا تجارب في مجال اقتحام مثل هذه المؤسسات المالية، وساعدهم في ذلك أن جلها يقع في مناطق بهوامش المدينة أو في بعض زواياها المظلمة التي توفر المناخ المناسب، لاقتحامها في غفلة من حراس ليليين اعتادوا على الركون إلى صناديق خشبية يحتمون بها، دون حاجة إلى القيام بجولات على المجال الذي يتولون حراسته، فضلا عن أن العديد من وكالات تحويل الأموال لا تطبق بالحرف بنود دفتر التحملات الأمني، الضروري لتحصينها أولا من السرقات وثانيا توفير الظروف الأمنية المطلوبة للمرتفقين الذين يترددون عليها. وعادة ما تكون هذه الوكالات موضوع ترصد من قبل فاعلين، يمكنهم من استجماع كل المعطيات التي تساعدهم في اقتحامها وخاصة بالاستعانة بظرف الليل، الذي يقوي من حظوظ نجاح مخطط السرقات الذي يجري إعداده بدقة متناهية. وكان البعض من تلك السرقات استهدف وكالات تقع بجوار أراض خلاء، وأن الولوج إليها لم يتم أبدا من أبوابها، بل عن طريق حفرة من جدران خلفية، لتفويت الفرصة على كاميرات الباب الرئيسي التي لا يمتد مجال التقاطها إلى ما خلف الوكالة، وهذه وسيلة دفعت ببعض الوكالات إلى تعزيز نظام مراقبتها بكاميرات خلفية اتقاء لهذه الاختراقات . واستدعت سرقات متعددة لتلك الوكالات، جهودا أمنية استثنائية خاصة وأن الشكوك في محيط العاملين بتلك الوكالات والبحث في ذلك جاء بنتائج سلبية، ما جعل الأمن ذاته يسجل في أكثر من تدخل قصورا كبيرا في أجهزة المراقبة المفروض توفرها بتلك الوكالات، وأيضا سلبيات متعددة في نظام تخزين الأموال، الذي جعل الأموال المودعة في الخزنات الحديدية، غير محصنة بما هو متعارف عليه . ومن السرقات التي نتخذها مثالا على ذلك، وكالة لتحويل الأموال تقع بزاوية بحي السلام، وهي زاوية محجوبة عن الأنظار ولا توفر التحصين اللازم، تفقدها عاملون بها في الصباح عندما عثروا على الخزنة الحديدية مفتوحة، حيث عمد فاعل إلى اقتحامها ليلا بعد إزالة زجاج في بوابتها الرئيسية والاستيلاء على 6 ملايين سنتيم، بعد أن بعثر جميع محتويات الوكالة بحثا عن مزيد من الأموال. والظاهر أن الفاعل عطل كاميرات مراقبة، واتضح أن الوكالة لا تتوفر على جهاز إنذار بالطوارئ، لكن تركيز الفاعل وتخطيطه لم يسلما، من تمرد بصمة تركها على زجاج الوكالة، قادت إلى تحديد هويته ويتعلق الأمر بشاب متزوج يتحدر من فاس وأب لطفلة، فاجأه أمنيون في عز نومه وألقوا عليه القبض، وحجزوا منه ما تبقى من المبلغ المالي المسروق، بعد أن صرف منه جزءا على ضائقته المالية، و استمع إليه في محضر رسمي وعوقب بخمس سنوات سجنا نافذا إلى ذلك فتح تعرض وكالات تحويل الأموال بالجديدة، الحديث على مصراعيه بخصوص ملاحظات تخص ضرورة توفر نظام مراقبة متطور من كاميرات تلتقط كل الزوايا، ومن ذلك أيضا توفر باب داخلي مجهز بجهاز رصد مع ضرورة تثبيت جهاز إنذار يصدر صوت تنبيه بكيفية أوتوماتيكية متى كان الاقتحام بالكسر وعنوة، وذلك لإثارة انتباه الجوار وخاصة الحراس الليليين، مع تجنب ترك مبالغ مهمة في صندوق الوكالة. عبدالله غيتومي (الجديدة)

قصور في أنظمة المراقبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خبرات قضائية خارج المعايير

توضيح من مديرية الأمن الوطني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات