حفـرة اولاد افـرج… اللغـز المحيـر

رعب وسط السكان وردود أفعال متباينة ومتناقضة حول أسباب انهيار التربة شدت الجماعة القروية للقواسم التابعة لمنطقة أولاد افرج (50 كيلومترا شرق الجديدة)، خلال الأسبوع الماضي، انتباه العديد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، تزامنا مع ظهور حفرة بأرض فلاحية. وسلط الضوء على دوار العبابسة الكواملة الذراع، الذي يبعد عن مقر الجماعة نفسها بحوالي 3 كيلومترات. وعرفت الطريق الرابطة بين أولاد افرج وزاوية سيدي إسماعيل نشاطا مروريا لم تشهده من قبل، وإن كانت جماعة القواسم، معروفة بتربيتها للصقور المستعملة في الصيد، واعتادت على استقبال زوار وضيوف من حين لآخر. وأكد سعيد بلكزار، رئيس الجماعة نفسها، أن المنطقة استفاقت، يوم عيد المولد النبوي الماضي على وقع بروز حفرة بالدوار ذاته، مما دفع بالعديد من السكان إلى التجمع حولها، بسبب الفضول والرغبة في اكتشاف سر ما حدث ومعرفة أسبابه ومسبباته. وأضاف بلكزار، أنه، بعد إخباره بالحادث، اتصل بقائد المنطقة ورجال الدرك الملكي والتحق بالمكان. وتم إبعاد المواطنين عن الحفرة بغية حمايتهم من الخطر، ووضع سياج وكلف «مقدم» الدوار باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعهم من الاقتراب منها. وانتقلت «الصباح» إلى مكان حدوث الحفرة التي يتراوح قطرها ما بين 10 أمتار و15 ، فيما قدر عمقها بين 20 مترا و30. واستمعت إلى تصريحات عدد من السكان، تبين أنها متضاربة ومتناقضة في الوقت ذاته. وأكد (الرداد.ف) صاحب الأرض التي برزت فيها الحفرة، أنه لم يكن حاضرا، بل أخبر من قبل شقيقه الذي كان يرعى الأغنام. وأضاف أنه فوجئ بوجود حفرة في أرضه، التي اعتاد حرثها بالجرار وزرعها وحصادها بآلة الحصاد. وعبر عن تخوفه من حدوث انهيارات أخرى، سيما أنها قريبة من مكان سكنه، إذ لا تبعد عن منزله إلا بأقل من 300 متر. وطالب السلطة المحلية بتعويضه عن الضرر، سيما وأنه لن يعود بإمكانه استغلالها مستقبلا خوفا من انهيارات أخرى، إذ لا يملك غيرها. وفي تصريح مماثل، أكد (محمد.ن) أحد جيران صاحب الأرض، أن الحفرة حدثت بسبب الزلزال الذي ضرب المغرب في الثامن من شتنبر الماضي، مضيفا أنه يعيش بهذه المنطقة منذ أكثر من خمسين سنة ولم يشهد لها مثيلا. ودعا المتحدث ذاته السلطات المحلية والإقليمية إلى اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية لحماية أطفالهم وماشيتهم من الخطر المحيط بهذه الحفرة، متسائلا في الوقت نفسه، من يدري قد تحدث حفر أخرى؟ وللمزيد من التوضيحات حول ما حدث بدوار العبابسة الكواملة، اتصلت «الصباح» برئيس المقاطعة الفلاحية بأولاد افرج، الذي أكد أن الأمر يدخل في إطار الظواهر الطبيعية التي تقع من حين لآخر، والتي تتمثل في انهيار تحت أرضي بسبب نضوب الجيوب المائية، عقب تراجع الفرشة المائية جراء تراجع التساقطات المطرية. واستبعد أن يكون للزلزال الذي ضرب منطقة الحوز أي علاقة بما حدث بجماعة القواسم. وفي السياق ذاته، اتصلت «الصباح» بعبد الرحيم الأشهب، أستاذ جامعي وباحث في الهيدرولوجيا بشعبة الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، الذي أوضح أن المنطقة تعرف تصدعات غير مرئية بسبب مياه السقي التي تؤدي إلى توسيع الشقوق تدريجيا، مما يدفع في اتجاه وقوع انهيارات تحت أرضية من حين لآخر. وأضاف أن التربة الجوفية تتكون من طبقات من الجبس، تتأثر تدريجيا بفعل التسربات المائية، مما يساهم في تذويب هذه المادة، التي ينتج عنها إحداث فجوات غير مرئية، مؤكدا أنها ظاهرة طبيعية تحدث في فترات متباعدة، كما وقع في منطقة سايس والزمامرة و»مول البرغي» وفي 2016 بني هلال بإقليم سيدي بنور. ولم يستبعد أن تكون للارتدادات التي وصلت إلى منطقة دكالة تزامنا مع زلزال الحوز، علاقة ساهمت في زحزحة تلك الشقوق وأدت إلى انهيار تحت أرضي. وأشار الأستاذ الأشهب إلى أن عملية السقي، التي انطلقت بالمنطقة منذ سنة 1969، قد تكون ساهمت في إحداث فرش مائية معلقة (Des nappes perchées) على عمق يقع بين 20 مترا و40 ، بسبب تسرب المياه، لكنها قد تكون نضبت بسبب موجة الجفاف التي ضربت دكالة منذ ثلاث سنوات متتالية، مما يكون وراء حدوث الانهيار المشار إليه. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

حفـرة اولاد افـرج… اللغـز المحيـر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هكذا قاد الملك المغرب نحو المونديال

اعتقال "البوندكاني" بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات