نـــظــــارة الصـــحـــــراء

ماكرون يصر على موقفه الغامض من قضية عادلة حظيت باعتراف دول عظمى تواصل فرنسا ماكرون ابتزاز المغرب عبر ورقة الصحراء المغربية، من خلال موقفها الغامض من قضية الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، وهو الموقف الذي حظي بتأييد دول عظمى، بالنظر إلى جديته وضمانه حقوق جميع الأطراف. لم تتخذ فرنسا موقفا واضحا من مقترح مبادرة الحكم الذاتي المغربية، إذ جاءت أغلب تصريحات المسؤولين الفرنسيين غامضة، كان آخرها تصريح وزارة الخارجية على لسان ناطقها الرسمي، الذي اعتبر أن "مبادرة الحكم الذاتي المغربية تشكل قاعدة جدية ذات مصداقية في اتجاه حل متفاوض عليه"، قبل أن يضيف "على هذا الأساس نريد استئناف المفاوضات بين الأطراف حتى تصل إلى حل عادل وواقعي". فرنسا تعيد القضية إلى نقطة الصفر حينما تدعو الأطراف إلى التفاوض، من أجل الوصول إلى حل عادل وواقعي، هذا في الوقت الذي كانت فيه مواقف دول أخرى واضحة، مثل أمريكا التي أقرت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بشكل واضح ولا لبس فيه، بسيادة المغرب على صحرائه، وهو الموقف الذي تأكد مع الرئيس الحالي، إذ جاءت تصريحات المسؤولين الأمريكيين لتؤكد أن موقف أمريكا من قضية الصحراء ثابت ولا تغيير قد لحقه، والشيء نفسه عبرت عنه إسرائيل، إذ اعترف بنيامين نتنياهو، رئيس وزرائها، بمغربية الصحراء، مؤكدا أن موقف بلاده سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة، وأنه سيتم إبلاغ الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وجميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار. إسبانيا من جهتها، اعتبرت أن مبادرة الحكم الذاتي المقدمة من قبل المغرب هي الأساس والأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته ألمانيا ومجموعة من الدول الأخرى، فيما تتعمد فرنسا أن يبقى موقفها في المنطقة الرمادية، حتى لا تغضب الجزائر، وحتى تواصل الاستفادة من الغاز والبترول. المغرب تنبه إلى الموقف الفرنسي الذي يوجد في المنطقة الرمادية، فجاء الرد من أعلى سلطة في البلاد، حينما أكد جلالة الملك في خطاب، لمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، أن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، مشددا جلالته على أنه أيضا هو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات، قبل أن يوجه خطابا إلى من يهمه الأمر بالقول "ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل". لم تفهم فرنسا الرسالة ولم توضح موقفها من الصحراء، لتكشف نظارة الصحراء المغربية انتهازية الموقف الفرنسي، الذي تحاول من خلاله ضمان مصالحها السياسية والاقتصادية، فكانت الوصفة المضادة تهميش فرنسا من قبل المغرب، وإبعادها عن المشاريع الاقتصادية والأوراش الكبرى التي فتحها في السنوات الأخيرة، بل وصل الأمر إلى حد رفض مساعدات باريس، خلال الفاجعة التي ضربت الحوز. الصديق بوكزول

نـــظــــارة الصـــحـــــراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكانة المملكة إفريقيا تزعج الإيليزي

رجال إنقاذ جزائريون يسرقون ذهب ليبيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات