الملك في قلب الحدث

الكارثة الطبيعية تظهر إنسانية وعطف ورباطة جأش جلالته لم يتردد جلالة الملك محمد السادس، مباشرة بعد وقوع زلزال الحوز، في قطع زيارته لفرنسا والعودة إلى البلد، وكان أول عمل قام به، ترؤسه بالعاصمة الرباط لجلسة عمل لبحث الوضع في أعقاب الزلزال المدمر . وأعطى جلالة الملك خلال الاجتماع نفسه، تعليماته القوية بتعبئة كل الطاقات والإمكانيات والموارد البشرية والعلمية والطبية والعسكرية والمالية والتدبيرية، لمواجهة هذا الزلزال، والحد من آثاره الكارثية، بشريا واقتصاديا واجتماعيا. وأظهرت التعليمات الملكية عن حنكة جلالته الكبيرة والمتميزة في التعاطي وتدبير الأزمات الطارئة، كما شكلت عنوانا بارزا وناجحا لتجربة متميزة في مواجهة الأزمات. وبعد الجلسة التي عقدها جلالة الملك مع مسؤولين كبار، ورسم لهم خريطة اشتغال، لمواجهة مخلفات الكارثة الطبيعية، انتقل إلى مراكش، وتفقد أحوال ضحايا الزلزال المدمر، وواساهم ودخل مع البعض منهم في محادثات ثنائية وبتواضع كبير، وتبرع بدمه، وهو سلوك غير غريب عن ملك البلاد. ومنذ اللحظات الأولى للزلزال العنيف، سارع جلالة الملك إلى تحديد اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ يجب اﺗﺧﺎذها، ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺳرﯾﻊ ﻣﻊ اﻟﻛﺎرﺛﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻛﺑرى، نظير ﺗﻌزﯾز اﻟوﺳﺎﺋل وﻓرق اﻟﺑﺣث واﻹﻧﻘﺎذ لتسريعﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﻘﺎذ وإﺟﻼء اﻟﺟرﺣﻰ، وﺗزوﯾد اﻟﻣﻧاطق اﻟﻣﺗﺿررة ﺑﺎﻟﻣﺎء اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺷرب، وﺗوزﯾﻊ ﺣﺻص ﻏذاﺋﯾﺔ وﺧﯾﺎم وأﻏطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻛوﺑﯾن، والاﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ. وﺗﻧﻔﯾذا لتعليمات جلالته، بصفته اﻟﻘﺎﺋد اﻷﻋﻠﻰ ورﺋﯾس أرﻛﺎن اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ، ﻧﺷرت اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ، ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻌﺟل، وﺳﺎﺋل ﺑﺷرﯾﺔ وﻟوﺟﯾﺳﺗﯾﺔ مهمة، ﺟوﯾﺔ وﺑرﯾﺔ، وﻛذا وﺣدات ﺗدﺧل ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﻓرق ﻟﻠﺑﺣث واﻹﻧﻘﺎذ، وﻣﺳﺗﺷﻔﻰ طﺑﻲ ﺟراﺣﻲ ﻣﯾداﻧﻲ. كما أﻋطﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﺟﻼﻟﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎته بهدف ﻣواﺻﻠﺔ ﻛﺎﻓﺔ أﻋﻣﺎل اﻹﻧﻘﺎذ ﺑﺷﻛل ﻋﺎﺟل ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻣﯾداﻧﻲ، وﻛذا اﻹﺣداث اﻟﻔوري ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﯾن وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة تأهيل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل، واﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ، ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﯾﺗﺎﻣﻰ، و التكفل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء الزلزال، لاسيما في ما يرتبط بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية، وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن بهدف اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻔوري ﻟﻸﻧﺷطﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ، وﻓﺗﺢ ﺣﺳﺎب ﺧﺎص ﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﺑﻧك اﻟﻣﻐرب بهدف ﺗﻠﻘﻲ المساهمات اﻟﺗطوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن والهيآت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ، واﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن، ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﻛوﻧﺎتها، ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم وﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة، وتشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية، نظير أدوية، وخيام، وأسرة، ومواد غذائية. وتقرر أﯾﺿﺎ، اﻹﻋﻼن ﻋن ﺣداد وطﻧﻲ ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم، ﻣﻊ ﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓوق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ. كما أﻋطﻰ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺗﻌﻠﯾﻣﺎته ﻟوزﯾر اﻷوﻗﺎف واﻟﺷؤون اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻷداء ﺻﻼة اﻟﻐﺎﺋب، ﺑﻣﺟﻣوع ﻣﺳﺎﺟد اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﺗرﺣﻣﺎ ﻋﻠﻰ أرواح ﺿﺣﺎﯾﺎ هذه اﻟﻛﺎرﺛﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ. وعلى الرغم من أن فاجعة الزلزال خلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة في العديد من أقاليم المملكة، فإن سياسة التواصل الواضحة والصادقة التي تنتهجها المؤسسة الملكية المغربية استمرت في اتجاه البرهنة عبر مزيد من الأفعال في الميدان. وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بصور متعددة للزيارة الملكية إلى مستشفى مراكش، مرفوقة بإشادات واسعة تُثني على تلاحم الملك والشعب في السراء كما في الضراء ،لتجاوز المحن والأزمات، كما نوهت بالحس الإنساني العالي لمبادرة تبرع الجالس على عرش المملكة بالدم. عبد الله الكوزي

الملك في قلب الحدث

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طعنة في الظهر

الحكومة ترفض تعيينات مشبوهة

مقالات ذات صلة