جرائم الأصول : قتل والده واعتدى على أمه

كان حي الأطر الفوسفاطية على بعد أمتار من عمالة إقليم الجديدة، هادئا مساء اليوم الأول من الأسبوع، قبل أن يكسر هدوءه صراخ من منزل الحاج الشتواني. تحلق بعض الفضوليين أمام باب الفيلا التي صدر منها صراخ الأم المكلومة التي تلقت طعنات لما حاولت نجدة زوجها. وتعود وقائع هذه الجريمة المزدوجة، إلى بداية يونيو من سنة 2011 ، حين استفاق سكان حي الفوسفاطيين، على وقع جريمة بشعة في حق الأصول، ذهب ضحيتها أب في عقده الخامس، فيما أصيبت الأم بجروح خطيرة من طرف فلذة كبدها. وفي تفاصيل الواقعة، أكدت إحدى الجارات، التي تعمل مهندسا لدى المكتب الشريف للفوسفاط، أنها لما سمعت استنجاد الأم، التحقت بمنزل جارتها ووقفت على هول ما حدث تلك الأمسية. وصرحت الجارة التي أصيبت بالذهول، أنها عملت على نقل الأب وزوجته المصابين، إلى مصحة خاصة بشارع المقاومة، وبعد رفضها استقبالهما، عرجت على مستشفى محمد الخامس حيث توفى الأب متأثرا بجروحه الغائرة.وبالمستشفى الإقليمي، أكدت مصادر طبية، أن الأب المزداد سنة 1953 ببوشان، المتقاعد برتبة مهندس، وصل إلى قسم المستعجلات ميتا، مشيرة إلى أنه بعد الكشف عليه، تبين أنه مصاب بثلاث طعنات مميتة، واحدة بالحنجرة والثانية تحت الإبط والثالثة بالعنق، رجحت المصادر الطبية أن تكون هي التي عجلت بوفاة الضحية.وبعد التأكد من وفاة الأب، وجه الطاقم الطبي عنايته للأم المزدادة بقلعة السراغنة سنة 1957، وتم التدخل لوقف النزيف الناتج عن تسع طعنات من بينها واحدة خطيرة وجهت إلى رقبتها، لتنقل من طرف مسؤولين بالإدارة الفوسفاطية، إلى مصحة خاصة قريبة من مستشفى محمد الخامس بالجديدة، وخضعت لعناية طبية فائقة أخرجتها من حالة الخطر.وعقب توصل المصالح الأمنية، بخبر الاعتداء، انتقلت فرقة أمنية إلى المستشفى وجندت باقي العناصر التابعة لها وتوجهت إلى حي الأطر وأجرت مسحا للأزقة بحثا عن الجاني، (م.ا) المزداد سنة 1979 بقلعة السراغنة. وقامت العناصر الأمنية بجولة في محيط منزل والديه، وبحثت حول الأشجار الكثيفة والمساحات الفارغة دون جدوى.وتدخلت الفرقة التقنية والعلمية وقامت بإجراء مسح كلي لبيت الأسرة، وقبل صلاة المغرب من اليوم ذاته، تم العثور على الجاني مختبئا في مرحاض الفيلا. وأكد ضابط شارك في عملية البحث، أنه سمع حركة داخل المرحاض ولما حاول فتحه وجده مغلقا، مما دفعه إلى كسر بابه، ليجده منبطحا على بطنه والدم ينزف من معصمه ومن تحت إبطه قرب القلب.وبعد خضوعه للعلاج باشرت الضابطة القضائية بحثها في محيط الأسرة، واستمعت لأخت الجاني، التي تعمل لدى الإدارة العامة للفوسفاط بالبيضاء، فأكدت أنها لم تكن حاضرة وأن أخاها كان يعاني اضطرابات نفسية. وأكد الجاني في تصريح أولي، أنه يبقى الابن الوحيد للأسرة وأنه لم يكن محط اهتمام من والديه، مشيرا أنه لم يكن في وعيه حين أقدم على الاعتداء على والديه. وتبين أن أسرة الهالك تتكون من الجاني وبنتين وتعيش وضعا اجتماعيا محترما، بسبب تقاعد الأب المريح. وكان الابن تابع دراسته بفرنسا، واستفاد من مرحلة تكميلية بالهند، في إطار الشراكة بين المغرب في شخص المكتب الشريف للفوسفاط ودولة الهند، بعد إنشاء وحدات صناعية بالجرف. واشتغل محاسبا في ما بعد وسبق له أن قضى بعض الوقت بإحدى الدول الأوربية قبل إرجاعه كرها إلى المغرب. وحكمت المحكمة عليه بعشرين سنة سجنا نافذا. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

جرائم الأصول : قتل والده واعتدى على أمه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم هزت البيضاء : صاحب الكوكايين الذي أنذر الأمن

محكيات أحمد الطالبي : زنـــزانــة الـبــركــاويـــة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات