آفــــــــــــة الـــعــــــصــــر

الباحث رشيد لبكر قال إن مساوئ الأنترنت أكثر من إيجابياتها على الأطفال والتلاميذ يتفق جميع المهتمين بالشأن التربوي والتعليمي، أن آفة الأنترنت تتفشى يوما عن يوم، وأن مساوئها أكثر من إيجابياتها على الأطفال والتلاميذ وعدد كبير من الطلبة. ويجمع هؤلاء على أن مشكل جميع أفراد الأسرة، يكمن في كيفية التعامل معها وفي كيفية استغلالها استغلالا إيجابيا واستعمالها استعمالا ملائما وحاجيات هذه الفئة من المجتمع المغربي. ولوحظ في السنوات القليلة الماضية، أن تأثيرها السلبي يزداد وطئا ويؤثر سلبا على فئة عريضة من الشباب. ولا تقتصر هذه التأثيرات الجانبية على فرد من أفراد الأسرة، بل قد تأتي على جميع مكوناتها من نساء ورجال وشباب وشابات. وإذا كان أساتذة التربية وعلم النفس التربوي، يرون في شيوع الأنترنت مكاسب وتأثيرا إيجابيا لأنه يقرب المسافات ويذلل الصعوبات على المتعلمين، فإنهم يدعون هؤلاء وأولئك إلى ضرورة التحري وضبط طرق البحث والتوغل في متاهات ودهاليز العالم الأزرق لتفادي الانزلاقات والتوهان في اتجاهات لا أول ولا آخر لها. ويرى الدكتور رشيد لبكر، أستاذ جامعي ومهتم بالشأن الإعلامي، “أن الأنترنت أضحت علامة مميزة في وقتنا الحالي، ولا يمكننا إلا التعامل معها، شئنا أم أبينا، بغض النظر عما تقدمه من إيجابيات أو تكتنفها من مخاطر، تماما كوسائل المواصلات، حوادثها كثيرة ولكنها مكسب إنساني لم يعد بالإمكان العيش بدونها”. ويضيف لبكر في الاتجاه نفسه، "لكي نكون واقعيين وإيجابيين في الوقت ذاته، يجب الاعتراف بأنه لا أحد بإمكانه الجزم حاليا بحصر سلبيات الأنترنت ولا الادعاء بجرد إيجابياتها، لأنها تقنية متجددة باستمرار، إن لم نقل في الساعة والدقيقة، فهل نستطيع التكهن مثلا بعدد المواقع التي تخلق في أية لحظة من مشارق الأرض إلى مغاربها، أو حتى الإحاطة التامة بكل مضامينها، هذا فضلا عما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي صوتا وصورة وكتابة وبشكل تفاعلي". ويعتبر البعض من المدمنين على التوغل في عالم الأنترنت، أن التطور الحاصل في مجال التواصل والاتصال، حول العالم إلى قرية صغيرة، وجعله عصي التحكم في متاهاته وفرض على الجميع الانخراط في شبكاته الأخطبوطية، حد الاستلاب الفكري، إذ ليس في إمكان أي فرد من أفراد المجتمع العيش بدونه، إستثناء الذين ما زالوا غير قادرين ولا ملمين بتقنية فك أزراره. ويشير لبكر، إلى أن "قضية الأنترنت تجاوزت النقاش حول مسألة السلبيات والإيجابيات، لأنه وبكل بساطة يحتمل الاثنين معا، وعلى قدر متساو تماما، إذ يعتبر آلية أو دعامة للتواصل ونقل المعلومة، كما أن تقدير مستوي النفع أو الخطر مرهون بكيفية استعمال هذه الدعامة وما الذي سيروج فيها أو يشاع بواسطتها، وكيفية التعامل معها وهذا هو مركز النقاش في تقديري، وعليه، هل مازال هناك من يجرؤ على طرح السؤال حول جدوى استعمال الأنترنيت من عدمه؟". ومع ذلك واستنادا إلى الحوار الدائر اليوم حول مناهج وبرامج الإبحار في متاهات الإنترنيت، ومدى التحكم فيه من قبل وزارة التربية الوطنية من جهة والآباء والأمهات، من جهة ثانية، يبقى الخطر قائما ومتربصا بكل فئات المجتمع المغربي، الذي لن يكون في منأى ومأمن منه، إلا بضبط ميكانيزمات التوغل والإبحار في مياهه العميقة. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

آفــــــــــــة الـــعــــــصــــر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

10 سنوات لشرطي عصابة الاختطاف

كلنا رهائن الشبكة العنكبوتية

مقالات ذات صلة