زعيم بوليساريو في ورطة

تزايد الاحتجاجات بسبب تلفيق التهم وصراعات قبلية و حروب تجار المخدرات و مهربي الأسلحة لا يزال واقع بوليساريو تحت زعامة إبراهيم غالي يزداد سوءا يوما بعد آخر، فلا تكاد الأحداث في مخيمات تندوف تنتهي حتى تبدأ أخرى. فقد عادت موجة الاحتجاجات من جديد على خلفية احتجاز الناشط الصحراوي ماء العينين السويد، الذي اختطفته المخابرات الجزائرية وسلمته لقيادة بوليساريو عند بوابة مدخل تندوف، حيث لا يزال في وضعية اختطاف، وعوض أن يسمح لعائلته بزيارته أو الكشف عن مصيره، تتمادى عصابة الرابوني في تهديد أقربائه وتروج عبر أبواقها لمتابعة ماء العينين السويد بتهم ثقيلة، من بينها خدمة الأجندة المغربية وزعزعة الاستقرار العام و المساس بالأمن الداخلي، وهي تهم عادة ما تلفقها لكل النشطاء الصحراويين، الذين يحاولون الوقوف في وجه القيادات الفاسدة أو الكشف عن ممارساتها غير الإنسانية، والتي لم تعد مقبولة من قبل سكان المخيمات. فقد وجه شيوخ وأعيان قبيلة الرقيبات السواعد تسجيلات صوتية شديدة اللهجة إلى من أسموهم عملاء الجزائر لدى بوليساريو، مهددين بالتصعيد في حال إذا لم تتوصل بوليساريو معهم إلى حل يفضي إلى إطلاق سراح ابنهم، ورد الاعتبار لأخته جافنا التي عرضتها مليشيات ابراهيم غالي للتعذيب، تحت أعين الجيش الجزائري. ماء العينين السويد هو ناشط صحراوي، ظهر في مقاطع مصورة عدة أثناء توقيف صهاريج تهريب المحروقات بين الحدود الجزائرية الموريتانية، تعود ملكية أغلبها إلى قيادات نافذة في بوليساريو التي تشترك في هذه التجارة مع العديد من ضباط الأمن العسكري الجزائريين، و بعد تزعمه لعدة وقفات احتجاجية في الرابوني ومخيم العيون، حاول الفرار من مطاردات ميلشيات بوليساريو، إلا أن المخابرات الجزائرية اختطفته عند البوابة الشرقية لمدينة تندوف الجزائرية وسلمته لهذه الأخيرة، حيث لا يزال منذ نهاية أبريل الماضي محتجزا دون أي محاكمة أو معرفة لمصيره، بيد أن بعض الأوساط تتحدث عن تقديمه لمحاكمة عسكرية من أجل تخويف وترهيب بقية الشباب لثنيهم عن القيام بأي عمل احتجاجي ضد ممارسات عصابة الرابوني وحماتها بقطاع تندوف العسكري الجزائري. وشهد الرابوني، خلال الأيام القليلة الماضية، عدة تصادمات مع عناصر أمن بوليساريو، الذين يبدو أن غالي قد كثف من وجودهم حول مقر إقامته، فقد تداول عدة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تعنيف النساء والأطفال الذين شاركوا في الاحتجاجات المعبرة عن رفض السياسات الأمنية، التي تنتهجها قيادة بوليساريو، أخيرا، خصوصا مع وصول مريم السالك حمادة إلى وزارة الداخلية وتعاملها المباشر مع قطاع تندوف العسكري لأجل إخماد أي مظاهر تكشف حقيقة الوضع المأساوي والحقوقي بمخيمات الصحراويين، التي تعيش على وقع أزمة سياسية وأمنية منذ سنتين تقريبا، في ظل عجز زبانية غالي تماما عن إدارة هذه المخيمات و توفير الأمن لسكانها، بعدما أصبحت الصراعات القبلية و حروب تجار المخدرات و مهربي الأسلحة السمة الأبرز ليومياتها، فيما يعيش زعيم بوليساريو بعيدا عن هذا الواقع تماما تحت حماية المخابرات الجزائرية. وليس ولد السويد الوحيد الذي طالته آلة القمع المسخرة من قبل عسكر الجزائر، التي أعطت أوامرها لمريم السالك حمادة من أجل تفعيل الشرطة العسكرية وفتح السجون السرية، في خطة ممنهجة لأجل السيطرة على الأوضاع في المخيمات و منع تسريب أي حقائق عن الوضعية الكارثية داخلها، حيث تجمع كل التوقعات على أن بوليساريو مقبلة على حالة غير مسبوقة من التمرد و الاحتجاج، في ظل إصرار السلطات الجزائرية على تجويع وتركيع اللاجئين، و إرغامهم على أسلوب حياة بداية السبعينات، إذ تمنع بوليساريو التحرك في جميع المخيمات بعد الساعة 11 ليلا، تقوم دوريات من حرس الحدود الجزائري بالسهر على تطبيق هذا القانون المجحف، و المتعارض تماما مع حقوق التنقل التي يضمنها القانون الدولي، بل يتمدد بطشها إلى جوانب أخرى من الحياة العامة للاجئين من خلال مضي المجلس الأمني المشترك بين الجيش الجزائري و قيادة بوليساريو، في طرح خطة مجحفة خلال الصيف لأجل السيطرة على الخروج والدخول إلى تندوف، بعدما سجلت الهجرة السرية نحو إسبانيا أرقاما قياسية بين الشباب الصحراوي، خصوصا في صفوف العناصر العسكرية التي لا تستسيغ تقديمها قرابين للمسيرات المغربية، خدمة لـ "بروبغندا" جنرالات الجزائر حول وجود حرب لا يعلم بوجودها سوى أهل الضحايا بالمخيمات.

زعيم بوليساريو في ورطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سياسيون ومهاجرات ضحايا مشعوذ مثلي

اعتقال طبيب الشهادات المزورة بخريبكة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات