فرجة المدرجات تخطف الأضواء من اللاعبين في أمسية رمضانية انتظرت الجماهير المغربية مباراة بيرو، أول أمس(الثلاثاء)، بفارغ الصبر، خصوصا بعد الفوز التاريخي للمنتخب الوطني على نظيره البرازيلي السبت الماضي، بملعب طنجة. فلا صوت علا على مباراة الأسود وبيرو، لهذا حضرت الجماهير مبكرا إلى ملعب واندا ميتروبوليتانو، الذي امتلأ فضاؤه بأنصار المنتخب الوطني، وهم يرددون شعارات وأهازيج فلكلورية، من قبيل "سير سير" و"ديما مغرب"، والتي أضفت طابعا احتفاليا على المدرجات. "ديما مغرب" لم يكن الجمهور المغربي وحده من ناصر الأسود أمام بيرو، وإنما عرفت المباراة توافدا كبيرا للعديد من أفراد الجالية العربية، المقيمة في أوربا، لأن الطموح صار أكبر، وسقف تطلعات أسود الأطلس ارتفع إلى الأعلى، فلم تعد الكرة الوطنية ترضى بغير مقارعة الكبار وإسقاطهم، حتى ولو كانوا من قيمة إسبانيا والبرتغال والبرازيل وبيرو. لا يمكن أن تخترق فضاء ملعب ميتروبوليتانو دون أن تسمع عبارات "ديما مغرب"، "سير ..سير"، ما يؤكد اعتزاز الجمهور المغربي بمنتخب بلاده والافتخار به منذ الإنجاز التاريخي، الذي حققه أشبال المدرب وليد الركراكي في مونديال قطر 2022 بالوصول إلى المربع الذهبي. إقبال على أقمصة المنتخب عاينت "الصباح" إقبالا كبيرا على شراء قمصان المنتخب الوطني وشعاراته، إضافة إلى الأعلام الوطنية. واستغلت مختلف الأكشاك الموجودة أمام الباب الرئيسي للمنصة الشرفية، هذه المباراة، من أجل عرض منتوجات المنتخب الوطني للبيع بأثمان محددة في الطلب. ووصل ثمن العلم الوطني إلى 150 درهما، وقميص المنتخب ب200 درهم، فيما تراوحت أسعار شعارات المنتخب وقبعاته بين 50 درهما و100. وتزين ملعب واندا ميتروبوليتانو باللون الأحمر والأعلام الوطنية، كما لو أن مباراة بيرو تجرى بأحد ملاعب المملكة، بالنظر إلى كثرة الجماهير المغربية، التي تنقلت من مختلف الدول الأوربية لمساندة الأسود، ناهيك عن حضور مشجعين كثيرين من المغرب، رغم مشاق السفر في مثل هذه الأجواء الرمضانية. إفطار جماعي بالملعب اضطر المشجعون المغاربة إلى تناول وجبة الإفطار بمدرجات ملعب واندا ميتروبوليتانو، بعدما رخصت لهم اللجنة المنظمة بذلك، احتراما لشعائر المسلمين في هذا الشهر الفضيل. وتزامن موعد الإفطار مع دخول لاعبي منتخب بيرو إلى أرضية الميدان، من أجل القيام بالتداريب الاحمائية، في الوقت الذي تأخر دخول لاعبي المنتخب إلى الميدان، بسبب تناولهم وجبة الإفطار. وتعامل رجال الأمن بسلاسة وليونة مع المشجعين المغاربة، بعدما اتخذوا قرارا بعدم مصادرة مؤونتهم الغذائية، احتراما لشهر رمضان وطقوس المسلمين، كما لو أنهم يريدون إخماد فتيل غضبهم، عقب استهداف منتخب المغرب، من قبل موظف أحد الفنادق، الذي وجه عبارات مسيئة وعنصرية تجاه اللاعبين بسبب وجبة السحور. بيروفيون يغضبون الصحافيين شهدت البوابة الخاصة بالصحافيين حالة احتقان كبيرة، بسبب الإجراءات المتخذة من قبل اللجنة المنظمة، التي يشرف عليها بيروفيون، عكس المباراة السابقة، التي جمعت المنتخب الوطني بمنتخب الشيلي في أكتوبر الماضي ببرشلونة. واحتج صحافيون مغاربة على التماطل في تسهيل مأمورية دخولهم إلى الملعب في الموعد المحدد، كما اضطر البعض إلى الانتظار مدة طويلة أمام الباب الرئيسي، في ظل التعقيدات التي فرضت على الصحافيين المغاربة، وكان من الممكن تفاديها. وبرر يوسف حيجوب، أحد المكلفين بتنظيم المباريات الدولية، أن الأمر لا يتعلق بالشركة المنظمة التي ينتمي اليها، وسبق أن نجحت في تنظيم مباريات المنتخب الوطني في إسبانيا، وإنما بشركة يشرف عليها بيروفيون، وهو ما أدى إلى حالة الارتباك بالباب الخاص بالصحافيين. متعة المدرجات تتواصل لم تختلف أجواء الاحتفالات بملعب "واندا ميتروبوليتانو" بمدريد، عن تلك التي عاشها الجمهور بملعب طنجة، حيث حقق المنتخب الوطني فوزا تاريخيا على نظيره البرازيلي بهدفين لواحد. وصدحت حناجر المشجعين كعادتها في مباريات المنتخب الوطني بعبارة "اللي ما تبومبا ما شي مغربي"، رغبة منهم في إذكاء حماس اللاعبين، خصوصا بعد تراجع مستواهم نسبيا في الربع ساعة الأخير من الجولة الأولى. وظلت الجماهير تتفاعل مع هجومات المنتخب الوطني لتصنع فرجة أخرى بالمدرجات، حيث هتفت كلما توغل لاعبو المنتخب داخل منطقة عمليات المنافس، بحثا عن هز الشباك، دون جدوى، في الوقت الذي اكتفت فيه جماهير بيرو باستعمال وسائل التشجيع المختلفة، لمؤازرة لاعبيها، إلا أن ذلك لم يؤثر على التفاعل الكبير للجماهير المغربية مع هجومات المنتخب الوطني. "شكرا الأسود" غادر لاعبو المنتخب الوطني أرضية ميدان واندا ميتروبوليتانو تحت تصفيقات الجماهير الحاضرة بكثافة، تقديرا لما بذلوه في مباراتي البرازيل وبيرو من إصرار نادر، على مواصلة سلسلة النتائج المبهرة، كيف لا يحظون بذلك، وهم صناع إنجاز مونديال قطر. ومع اقتراع نهاية المباراة، ارتفعت حرارة المدرجات أكثر، أملا في تحقيق فوز ثان على التوالي بعد الأول على بطل العالم خمس مرات، دون أن يتحقق ذلك، ولعل توقيت المباراة لم يكن في مصلحة اللاعبين، الذين وجدوا أنفسهم يخوضونها بعد ساعة واحدة من إفطارهم. وكان طبيعيا أن تهتف الجماهير بأسماء اللاعبين، بمن فيهم سفيان بوفال، الذي خطف الأضواء بمراوغاته، قبل أن يطرد بعد 10 دقائق من دخوله أرضية الميدان. أما اللاعبون ومعهم الطاقم التقني، فتوجهوا إلى الجماهير لتحيتها بعبارة "سير سير"، في سيناريو بات تقليدا منذ الإنجاز التاريخي للأسود بالمونديال. ورغم الطابع الودي للمباراة، إلا أن اللاعبين لم يكونوا راضين عن المستوى، الذي قدموه أمام بيرو، إذ كانوا يمنون النفس بتحقيق فوز ثان يؤكدون من خلاله قدرتهم على مقارعة منتخبات العالم ومواصلة إسقاطها. إنجاز: عيسى الكامحي