المتورطون خططوا للانتقام منه بعد هدمه مباني مخالفة للقانون توصلت عناصر سرية الدرك الملكي بالقصر الصغير، إلى إماطة اللثام عن قضية إضرام النار وتخريب سيارتين تابعتين لقائد جماعة "قصر المجاز" بتراب إقليم الفحص أنجرة، وألقت القبض، نهاية الأسبوع الماضي، على أربعة أشخاص يشتبه تورطهم في ارتكاب الجريمة، بعد تحريات وأبحاث استمرت لأسابيع شارك فيها المركز القضائي التابع للقيادة الإقليمية للدرك الملكي بطنجة. وأفاد مصدر دركي، أن المعنيين، وكلهم يشتغلون في مجال البناء، جرى إيقافهم بعدما توصلت فرق البحث بنتائج المختبر الجنائي للدرك الملكي بالرباط، الذي كشف غموض الجريمة من خلال إجراء عمليات التحليل والفحص للمواد المتحصلة من مسرح الجريمة، إذ على ضوئها تم تحديد هوية الفاعلين والقبض عليهم بالمنطقة ذاتها. وأوضح المصدر، أن المشتبه فيهم أخضعوا لبحث قضائي حول النازلة، واعترفوا تلقائيا بالمنسوب إليهم، مبرزين أنهم خططوا للانتقام من القائد بعد قام رفقة أعوانه وعناصر القوات المساعدة بهدم عدد من المباني والأساسات بمنطقة الدالية وظهر الخروب بجماعة قصر المجاز، وحجزه لعدد من الآليات ومستلزمات ومواد البناء، ما أجج غضبهم وقرروا الانتقام منه بحرق سيارته الشخصية وتخريب سيارته الوظيفية، ليتم الاحتفاظ بهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث، الذي جرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وتنتظر إحالة المتهمين الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و37 سنة، على الوكيل العام لدى استئنافية طنجة، الذي يتوقع أن يأمر بوضعهم تحت تدابير الحبس الاحتياطي بالسجن المحلي "سات فيلاج"، إلى حين الانتهاء من البحث التفصيلي معهم لعرضهم أمام غرفة الجنايات الأولى لمحاكمتهم طبقا للتهم المنسوبة إليهم. وتعود تفاصيل هذه الواقعة، إلى ليلة الجمعة 24 فبراير الماضي، حين استفاق سكان جماعة قصر المجاز (حوالي 25 كيلومترا شرق طنجة)، على واقعة إضرام النار في السيارة الشخصية لقائد الجماعة، وتخريب سيارته الوظيفية، التي كانت مركونة بجانب مسكنه في قرية ظهر الخروب، لتلتحق بالمكان عناصر الدرك الملكي بالمنطقة، مرفوقة بفرقة الأدلة الجنائية والعلمية، التي عملت على رفع البصمات من أماكن متعددة وجمع كل المعلومات التي قد تساعد على تحديد هوية المتورطين في هذا الفعل الإجرامي الخطير، والوقوف على ظروف وملابسات القضية. وركزت الأبحاث في بدايتها على الأشخاص الذين شملتهم حملة محاربة البناء العشوائي بالمنطقة، التي قادها القائد المذكور رفقة أعوانه وعناصر القوات المساعدة، وشملت كل المباني المخالفة لقوانين التعمير أو التي بنيت بدون تراخيص، قبل أن تنتقل التحقيقات إلى فرضية انتقام مدبر من قبل مافيا المخدرات، لا سيما أن المنطقة يقطن بها عدد من المبحوث عنهم في قضايا مرتبطة بالتهريب الدولي للمخدرات، وسبق للسلطات المحلية بالمنطقة أن شددت الخناق على المسالك البحرية القريبة من السواحل الإسبانية، التي تشهد عمليات تهريب الحشيش عبر القوارب المطاطية السريعة أو الدراجات المائية "الجيتسكي"، ما دفع هذه المافيا إلى الانتقام من القائد وترهيبه حتى يبتعد عن أنشطتهم الإجرامية. المختار الرمشي (طنجة)