تعرض تجار جملة وشركات للنصب بواسطة شيكات صادرة عن حسابات مغلقة. وأفادت مصادر «الصباح» أن شبكة من المحتالين تقصد تجار جملة وبعض المقاولات المتوسطة والصغيرة، خاصة العاملة في مجال الملابس الجاهزة والتجهيزات المنزلية، وتتعامل معها لمدة حتى تكسب الثقة اللازمة، قبل أن تقدم طلبات بكميات كبيرة وتقدم شيكات تكون صادرة باسمهم، لكن عن حسابات سبق أن قدموا طلبات بإقفالها أو تم إقفالها من قبل البنوك، بعد مضي الأجل القانوني دون تسجيل أي عملية داخلها. وأكدت مصادر «الصباح» أن عددا كبيرا من تجار الجملة سقطوا ضحية هذه الشبكة، مشيرة إلى أن القيمة الإجمالية للسلع التي سلبت منهم بواسطة استعمال شيكات غير صالحة تقدر بالملايير، بناء على قيمة الشيكات التي تم رفض أدائها لأنها تعود لحسابات مغلقة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عدد الضحايا تجاوز 2750 ضحية في عدد من المدن، ولا تتوفر معطيات مضبوطة بشأن جميع الأشخاص الذين تعرضوا للنصب بشيكات صادرة عن حسابات مغلقة، إذ لا يقتصر الأمر على تجار الجملة وبعض أصناف المقاولات، بل هناك مهن أخرى تعرضت للنصب، مثل بائعي السيارات المستعملة ومواد البناء وعدد من القطاعات الأخرى، التي تقبل الأداء بالشيك. وأطلق بنك المغرب خدمة جديدة لفائدة الشركات وأصحاب المهن الحرة والمقاولين الذاتيين، تتعلق بتقديم المعلومات حول الشيكات التي تتسلمها هذه الفئات المهنية من زبنائها، إذ بات بالإمكان الاتصال بشركة «أنفو شيك»، المفوض لها الإشراف على تدبير هذه الخدمة، والحصول على الوضعية القانونية للشيك. وأصبح بإمكان التجار والمقاولات، حاليا، الاطلاع مسبقا على المعطيات الكاملة عن الشيك المتوصل به، بعدما فوض بنك المغرب تدبير مصلحة مركزة الشيكات غير الصحيحة لشركة خاصة، تتكفل بتجميع المعطيات المتعلقة بالحسابات المقفلة والبيانات البنكية للأشخاص الصادر في حقهم منع بنكي أو قضائي، والاعتراضات على الشيكات، والشيكات غير الصحيحة. لكن عددا من التجار ما زالوا لم يطلعوا على وجود هذه الإمكانية، ويظل تعاملهم بالشيك متوقفا على عنصر الثقة في الشخص المصدر له. ويستغل محتالون هذه الثقة للاحتيال على المتعاملين معهم، علما أن السلطات المالية تحرص على تأمين هذه الوسيلة من أي تلاعبات، لكن المحتالين يجدون، دائما، طرقا للنصب. وتشير معطيات بنك المغرب إلى أن التقديرات الأولية تؤكد وجود ما لا يقل عن 12 ألف حساب مغلق، ويباشر بنك المغرب تقييما شاملا لمعرفة العدد الإجمالي للحسابات المغلقة. عبد الواحد كنفاوي