التجموعتي: المدينة لها مؤهلات للاستثمار في مهن عالمية جديدة وصناعة السيارات والطيران قطاعان واعدان أجرى الحوار: حميد الأبيض (فاس) قال عمر التجموعتي، رئيس الفرع الجهوي للاتحاد العام لمقاولات المغرب بفاس، إن عدة قطاعات واعدة يمكن أن تشكل قاطرة التنمية بالمدينة، سيما في المهن العالمية الجديدة من قبيل صناعة السيارات والصناعات الغذائية والطيران والأوفشورينغ، مؤكدا أن مؤهلات الجهة تفسح المجال لذلك واحتضان أنشطة جديدة. وثمن إحداث عدة مناطق صناعية بشكل يسهل حصول المقاولين والمستثمرين على العقار اللازم لإقامة مشاريعهم. في ما يلي نص الحوار: < الدمج جاء في إطار تنزيل التقسيم الجهوي الجديد، وساهم بشكل كبير في تمتين تكتل المقاولين بقطبي الجهة، وأملنا أن يتوسع الانخراط بباقي أقاليمها حتى لا يسير الاتحاد برأسين فقط. كل إقليم في الجهة له مؤهلات وبه مقاولون ولمشاريعه خصوصيات، ونتمنى أن يكون لنا منخرطون في كل إقليم من الأقاليم التسعة. يجب أن نصحح الصورة المشاعة عن الاتحاد، فهو ليس حضنا فقط للمقاولين الكبار والشركات الكبرى، بل هو مفتوح في وجه كل شركة قانونية كيفما كان رأسمالها ورقم معاملاتها. لا نتعامل فقط مع كبار الشركات، بل تهمنا احتياجات الشركات الصغرى. < نسبة مهمة من المقاولات استرجعت عافيتها، إلا في ميادين محددة ومحدودة ما زالت تعاني ارتفاع الأسعار الذي يؤثر بشكل سلبي عليها، على غرار الفلاحة، ما يفرض البحث عن حلول لإعادتها إلى السكة الصحيحة. والتصدير من بين الحلول حتى يكون ثمن السوق معقولا. < طبعا بالنظر لخصوصية كل منطقة على حدة، وهناك يجب التمييز بينها، فلكل منطقة صناعية خصوصياتها. فمنطقة عين الشكاك على سبيل المثال، التي أنجزتها غرفة التجارة والصناعة والخدمات، متخصصة في صناعة الجلد وفق المعايير المطلوبة وفي احترام تام للشروط البيئية، حتى يكون المنتوج مستجيبا للمعايير الدولية. هناك اهتمام كبير بمعالجة النفايات بالنسبة لمنتجي الجلد، فيما خصص صنف آخر من المنطقة الصناعية، لجميع الصناعات الأخرى. وقس على ذلك الأمر بالنسبة لمنطقة التسريع الصناعي الممتدة على 380 هكتارا تضم الشطر الأول منها 45 هكتارا في طور الدراسة بعدما صادقت عليه الحكومة. هذا الفضاء سيحتضن شركات كبرى بالمغرب والخارج لصناعة السيارات والسكك الحديدية والطيران، والأهم مساهمتها في تشغيل اليد العاملة، حيث ينتظر أن تشغل بعد الانتهاء من إنجاز كل أشطرها، حوالي 50 ألف شخص. < الاستفادة كبيرة وأولها إيجاد عقارات لإقامة المشاريع، المشكل المؤرق للمستثمرين المغاربة والأجانب في مراحل سابقة، لارتفاع الأسعار بالخصوص. الآن صار بالإمكان الحصول على عقارات لإقامة المشاريع، بأسعار معقولة ليس فقط بالمنطقة الصناعية لعين الشكاك، بل حتى بالمنطقة الصناعية بعين بيضا التي تتميز بدورها بخصوصيتها. هذه المنطقة الصناعية ستكون صديقة للبيئة بإطلاق مشاريع تحترم الشروط البيئية وتساهم في الحد من مساهمة بعض الصناعات في التلوث، على غرار الغاز ومعامل الزيتون، خاصة في ظل إحداث محطة للتصفية. المناطق الصناعية المحدثة في السنوات الأخيرة، تشكل إضافة نوعية وتتيح للمستثمر تملك الأرض على غرار منطقة عين الشكاك في ظل دفتر تحملات ملزم. كما أنها ستساهم في الرفع من نسبة التشغيل. < الحديث عن مشكل النسيج، يجب أن نستحضر فيه صنفين من المعامل والشركات، صنف يشتغل بشكل عاد كما كان عليه الأمر قبل انتشار فيروس كورونا، وهو الصنف الذي استعاد عافيته ومكانته في السوق الوطنية والعالمية، ويحقق أرباحا ورقم معاملات. وهناك طبعا فئة أخرى تعاني مشاكل بنسب مختلفة. إن الشركات الناجحة في المجال، هي التي راعت المعايير المطلوبة وطورت نفسها للاستجابة خاصة لحاجيات السوق الأوربية، وعموما فالنسيج يتعافى بالمغرب عامة وفاس على الخصوص. والمشكل مرتبط بمعامل بعينها، وليس مشكلا يعم القطاع كله، < لكل قطاع ظروفه وشروط نجاحه أو فشله، والنسيج قطاع عريق وقديم لفاس ريادة فيه رغم ما قد يظهر من مشاكل تعاني منها بعض معامله. أما «الكابلاج» فقطاع واعد وله خصوصيته ومراهن عليه طبعا، سيما في مجال تشغيل اليد العاملة بعدد مهم، ما سيساهم في إنعاش الشغل والتقليل من نسبة بطالة الكفاءات. شركة «الكابلاج» بمعمل كوطيف، شركة ناجحة بفاس واتضح لها توفر قدرات وكفاءات عالية من مهندسين، لذلك فكرت في إحداث وحدة لتصنيع وتركيب الأسلاك والخزانات الكهربائية لقطاع السكك الحديدية، بعدما اكترت 3.5 هكتارات من الوعاء العقاري ل»كوطيف»، ما يشكل إضافة نوعية. < طبعا وتزيد من قوة الجاذبية الاقتصادية لفاس والجهة التي تتوفر على أول قطب جامعي بالمغرب ب266 مؤسسة للتكوين ومدارس متخصصة للهندسية وغيرها، وهذا عامل مشجع للشركات خاصة الأجنبية للإقبال على الاستثمار وفي مجالات وقطاعات مختلفة، ما يلاحظ من خلال طبيعة الاستثمارات في السنوات الأخيرة. اليد العاملة موجودة وبمؤهلات مختلفة يحتاجها سوق الشغل الذي ينعشه الاستثمار وإطلاق مشاريع اقتصادية. وهنا لا بد من الإشارة إلى تجربة مجمع «فاس شور»، الذي بين أن اليد العاملة متوفرة بفاس مؤهلة وآهلة للمسؤولية وقابلة للتكوين، في كل المجالات. وتجربتها أعطت نتائجها في استقطاب شركات أجنبية من كندا وفرنسا استوطنت بهذا المجمع وتشتغل بشكل جيد. كما أن هناك شركات تخضع مستخدميها للتكوين حتى يلائم طبيعة العمل، والتجربة أثبتت أن الشباب بهذه الجهة، له مؤهلات وتكوين ويتأقلم مع أي نوع منه. صناعة السيارات قطاع واعد < هي إضافة كبيرة ونوعية، وهنا لا بد من التنويه بتخصيص صناعة السيارات قطاعا رئيسيا ضمن منطقة التسريع الصناعي بعين الشكاك إلى جانب النسيج والكهرباء والإلكترونيات وسكك الحديد والصناعات الغذائية، ما سيجعل المشروع رهانا قويا في تنمية الصناعة الموجهة للتصدير على المستوى الجهوي. وما يوحي بذلك قرب هذه المنطقة من مناطق التشغيل ومؤسسات التكوين، خاصة الجامعات ومعاهد التكوين ومشروع القطب الجامعي بعين الشكاك. وهنا لا بد من الإشارة إلى إبداء شركات عالمية للسيارات رغبتها في الاستثمار بالجهة، خاصة في المنطقة الصناعية لمكناس التي احتضنت فروعا لها. كل هذا سيعزز جهود الاستثمار في مهن عالمية جديدة ليس فقط صناعة السيارات، بل حتى الطيران والأوفشورينغ والصناعات الغذائية.