مضاربون يتحكمون في خارطة تفويت البقع الجذابة مقابل ملايين تحت الطاولة لم يتمكن راغبون في اقتناء بقع أرضية بمشروع زناتة، من الحصول على مبتغاهم بسبب تسويفات، من قبيل أن الموقع المرغوب فيه محجوز أو تم تفويته، بينما يتم طرح البقعة نفسها بالموقع ذاته، من قبل سماسرة "في أي بي" يتحكمون فعليا في التسويق، إذ يعرضونها مقابل عمولة تصل إلى 50 مليونا، وفق ما أكدته مصادر متطابقة أعياها التنقل إلى المشروع للاختيار بين عروض المساحات الأرضية، قصد تشييد مشاريع سكنية وتجارية فوقها. ويواجه راغبون في الاقتناء، من قبل العارفين بخبايا التسويق، بضرورة البحث عن وسطاء، لأن البقع الجذابة أو ذات المواقع المميزة بالمشروع محجوزة من قبل سماسرة "في أي بي"، ضمنهم برلمانيون سخروا أفرادا تابعين لهم، لتسويقها وحجزوها للمضاربة فيها، ودفعوا مقابل الحجز مبالغ تتراوح بين 5 ملايين و10، في انتظار تفويتها وتحويل الحجز باسم المستفيد الجديد، الذي يقبل أداء مبلغ "الحلاوة". ورسمت المضاربة بالحجز صورة غير حقيقية لواقع تسويق البقع، كما أثرت على انسياب تسريع استكمال المشروع الضخم، المعول عليه في تنمية المنطقة وتحويلها إلى مركز حضري مهم. وزادت المصادر نفسها أن السماسرة "كلاص" يتنقلون بواسطة سيارات فارهة، ويحددون أثمان الحلاوة حسب أمزجتهم، وكأنهم أرباب المشروع، كما طرحت استفهامات حول الحجز لإعادة البيع، وتواطؤ الإدارة في قبول تغيير الأسماء بين الشخص الذي حجز في الأصل، والمقتني الجديد الذي مر عبر قنوات السماسرة. ورغم تغيير الإدارة المشرفة قبل أربعة أشهر بسبب غليان واحتجاجات وتلاعبات، إلا أن السماسرة أحكموا قبضتهم، ولم يثنهم التعديل الذي وقع على مستوى التسيير، عن مواصلة الاغتناء عن طريق "احتجاز بقع أرضية جذابة بالمشروع"، وإجبار الراغبين فيها على المرور عبر قنواتهم ودفع ما يطلبونه مقابل ذلك. وأشارت مصادر الصباح إلى أن لوبيات أصحاب "الشكارة"، كما يسميها المحليون العارفون بالخبايا، مازالت تتحكم واقعيا وميدانيا، إذ سايرت إيقاع المشروع منذ البداية، وتعددت تدخلاتها في مجالات كالصيدليات والبقع "الشوكية"، وغيرها مما در عليها مداخيل مالية قدمت تحت الطاولة. م. ص