الأنصاري… المفكر الداعية

انحرافات الحركات الإسلامية 1 درس أصول الفقه ودرسها لمدة تقارب ربع قرن وبزغ نجمه في الدعوة الإسلامية يعد الدكتور فريد الأنصاري، رحمة الله عليه، من الشخصيات التي بصمت مجال الدعوة للمجهودات التي بذلها لترسيخ العقيدة الحقة وحرصه على أن يظل العمل الإسلامي خالصا لله بعيدا عن التجاذبات والاستغلال الانتهازي.وما كان له أن يظل صامتا أمام هذه الانحرافات، فألف «البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي»، أعقبه ببحث آخر حول «الأخطاء الستة للحركات الإسلامية بالمغرب»، الذي يحدد أوجه الانحراف التي عرفته الحركات الإسلامية. ولأن الأخطاء والانحرافات التي حاول رحمة الله تصحيحها في هذا الكتاب ما تزال قائمة، ارتأت «الصباح» أن تعيد نشر أهم ما جاء فيه لكل غاية مفيدة. عبد الواحد كنفاوي يعد فريد الأنصاري، الذي رأى النور بإقليم الرشيدية خلال 1960، من أعلام الدعوة والفكر الإسلامي وذاع صيته في مختلف البلدان الإسلامية، من خلال بحوثه الأكاديمية ومؤلفاته ومحاضراته. يشهد له الجميع بغزارة إنتاجاته الفكرية، إذ جمع، على غرار العلماء السالفين، بين الفقه الإسلامي وأصوله والأدب والشعر، حتى لقبه البعض بأديب الفقهاء وفقيه الأدباء. نذر حياته للبحث العلمي والدعوة إلى الله، إلى أن وافته المنية بإحدى العيادات بتركيا في 5 نونبر 2009. التحق بعد نيله شهادة الباكالوريا بجامعة محمد بن عبد الله، حيث حصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية، وتابع دراسته إلى أن حاز على دبلوم الدراسات العليا تخصص أصول الفقه من جامعة محمد الخامس بالرباط، وتمحور بحثه حول "مصطلحات أصولية في كتاب الموافقة"، ونال شهادة دكتوراه في التخصص ذاته، خلال 1998، من جامعة الحسن الثاني كلية الآداب بالمحمدية عن موضوع "المصطلح الأصولي عند الشاطبي"، الذي تطلبت منه رحمة الله عليه ثماني سنوات من البحث والتمحيص في أمهات كتب أصول الفقه، ما مكنه من الإلمام بجوامع فلسفة الاستنباط الإسلامي. تربية الناشئة قضى أزيد من 29 سنة في رحاب الجامعة طالبا ومدرسا تعلمت على يده أجيال في أصول الفقه والبحث الأكاديمي في روافد التشريع الإسلامي، كما ساهم في تربية الناشئة، من خلال الكم الهائل من المحاضرات التي ألقاها في مواضيع شتى، تلخصت كلها حول مقاصد العبادات والتعبد. وكان فؤاد الأنصاري موفقا في تركيزه على مجال واحد من مجالات المعرفة الإسلامية، المتمثل في "أصول الفقه" إذ لم يفارق أصول الفقه مسيرته البحثية، وهذا الارتباط الوثيق أسهم في تشكيل منهجية تفكيره، فكما يقال، المنطق بالنسبة للفلسفة، كأصول الفقه بالنسبة إلى الفقه. إقبال على أصول الفقه يرى بعض من دارسي سيرة هذا العالم الجليل أن إقباله على أصول الفقه ربما راجع للتنشئة التربوية التي تلقاها في البيت، والتي كانت تحرص على النظام والتنظيم كما يحكي ذلك في كتابه "أبجديات البحث في العلوم الشرعية محاولة في التأصيل المنهجي"، الذي صدر في 1997 قبل مناقشته لأطروحة الدكتوراه. ويعتبر دارسو السيرة الذاتية لهذا العالم الجليل أن التأليف لديه كان هدفه عرض مشروع في "الإصلاح والدعوة الإسلامية" مبني على فكرة "من القرآن إلى العمران"، التي تبشر بالبعثة الجديدة، من الحركة الإسلامية إلى حركة الإسلام، ولذلك لم يؤلف في ما له علاقة مباشرة بالعلوم الإسلامية، فلم يؤلف مصنفا خاصا مثلا في أصول الفقه، رغم أنه درس أصول الفقه ودرسها لمدة تقارب ربع قرن.

الأنصاري… المفكر الداعية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

المـجـــد والـــقــــوة

مقالات ذات صلة