يسير جزء من أساتذة التعليم العمومي إلى تأزيم وضعية التلاميذ والأسر، بسبب رفضهم تسليم نقاط المواد وتقييمات الدورة الأولى، بحجة أنها خطوة نضالية ضد رفض الوزارة تسوية وضعية فئات منهم، غير أن الأسر والتلاميذ غاضبون لحرمانهم من النقاط. وبما أن المديرين الإقليميين والوزارة وقفوا عاجزين أمام رفض الأساتذة تسليم النقاط، قررت وزارة الداخلية الدخول على الخط، ومطالبة المديرين الإقليميين باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق الرافضين، مع موافاتها بنتائج هذا التدخل. وجاء هذا القرار في رسالة مسربة، وجهها عامل إقليم تاوريرت للمدير الإقليمي للتربية والتكوين في الإقليم نفسه، يقول فيها إنه بلغ إلى علمه رفض الأساتذة بسبع مؤسسات تعليمية في مجال نفوذه تسليم نقاط التلاميذ، داعيا إياه إلى اتخاذ ما يلزم في حق الرافضين، وإخباره بالقرارات المتخذة. وأثارت تلك المراسلة لغطا كثيرا في أوساط الأساتذة، الذين تساءلوا بأي صفة يتدخل عامل الإقليم في موضوع التعليم، كما علقوا على لهجة المراسلة، التي اعتبرها البعض تدخلا مباشرا في اختصاصات الوزارة، على اعتبار أن المدير الإقليمي لديه صلاحيات، وتسلسل إداري ولديه رؤساء مباشرون، هما رئيس الاكاديمية والوزير. وبالمقابل يرى البعض أن التعليم من اختصاصات العامل في مجاله الترابي، كما أن الحرص على مصالح التلاميذ والأسر وتحقيق السلم الاجتماعي، من صميم اختصاصاته، إضافة إلى تزايد الاحتقان في أوساط الأسر، في مقابل عجز المديريات الإقليمية عن «تأديب» الأساتذة الرافضين تسليم النقاط. وهناك الآلاف إن لم نقل عشرات الآلاف من الأسر لم تتوصل بتقييمات الدورة الأولى لأبنائها، لأن شريحة كبيرة من الأساتذة رفضت تسليمها، في محاولة للضغط على الوزارة، بعد استنفاد أشكال الاحتجاج والإضراب. وأما لائحة الرافضين تسليم النقاط فتضم، الأساتذة المتعاقدين، وأساتذة «الزنزانة 10»، وفئة خارج السلم، وضحايا تجميد الترقيات، إضافة إلى ضحايا النظامين، بمعنى أن الأمر يتعلق بآلاف الأساتذة. وما تزال الوزارة والأسر تعانيان مع فوضى التوظيفات في قطاع التعليم، في عهد حكومة بنكيران واستمرارها إلى حدود الساعة، إضافة إلى ملفات بعض الفئات التي لم يحسم فيها منذ سنوات خلت، أدت في النهاية إلى التلاعب بأعصاب الأسر والتلاميذ وحرمانهم من النقاط. والخطير في الأمر أنه إذ امتنع أستاذ واحد فقط عن تسليم نقطة مادة واحدة، يصبح التقييم ناقصا ولا يمكن منح التلميذ نقطة عامة للدورة الأولى، والأخطر أن أسر التلاميذ الذين يدرسون في المراحل الإشهادية، مستاءة جدا، لأنها لا تعرف إلى حدود الساعة نقاط قوة وضعف أبنائها، من أجل مساعدتهم وتقوية قدراتهم، لأن الامتحانات الإشهادية تنتظرهم في نهاية السنة. عصام الناصيري