عقد الشركة انتهت صلاحيته منذ شتنبر 2022 وحافلات وصلت إلى مستويات من التدهور يظل مشكل النقل من أبرز ما يعانيه سكان الإقليم عامة وابن سليمان خاصة، حيث تتحول رحلة قصيرة لا تتعدى 24 كيلومترا صوب كليات المحمدية، أو مقرات العمل، أو لقضاء مصلحة، جحيما يوميا يتجرع مرارته السكان، سيما إن كانت وسيلة النقل التي اختارونها حافلة. إنجاز: كمال الشمسي تحولت الحافلات التي عهد إليها نقل سكان ابن سليمان منذ 2012، إلى خردة متنقلة، بل إلى «حافلات الموت»، أو «علب السردين» تجوب مناطق وشوارع الإقليم صوب المحمدية، بسبب حوادثها الكثيرة، أو نقلها الركاب فوق الطاقة المسموح بها، أو توقفها وسط الطريق بسبب الحالة الميكانيكية الكارثية، ما يجعل مستقليها مهددين بالموت. معاناة يومية يعيش سكان مدن ابن سليمان وبوزنيقة والمنصورية، إضافة الى طلبة المدارس والكليات والسكان الوافدين من 12 جماعة قروية بالإقليم، على وقع تذمر كبير، احتجاجا على الشركة والخدمات التي تقدمها، مطالبين المسؤولين بإجبار الشركة على وقف استعمال حافلات عبارة عن توابيت للموت، بالنظر إلى ما تشكله من خطورة على الركاب، مؤكدين أن تلك الحافلات لا تصلح للنقل بين المدن، وإنما هي مركبات تستعمل من قبل بعض الشركات لنقل المستخدمين داخل الوسط الحضري. وطالب السكان الشركة بتجديد أسطولها بحافلات كبيرة، أو الانسحاب لفسح المجال أمام شركة أخرى، علما أن تلك الشركة تحظى بامتيازات كبيرة على مستوى الإقليم، من قبيل احتلال فضاءات بالمجان وتسهيل استفادة الشركة من أرض تابعة للأملاك المخزنية، بمحاذاة الطريق المزدوجة الرابطة بين ابن سليمان والمحمدية بتراب جماعة المنصورية، والسماح لها ببناء سور يحيط بالأرض، رغم أن عملية بناء السور ممنوعة قانونيا. كما أن الشركة تستفيد من دعم مالي من قبل المجلس الإقليمي لابن سليمان عن 4 آلاف طالب يستعملون الحافلات في اتجاه المحمدية يوميا، مقابل بطاقات، يؤدون عنها شهريا 100 درهم، بينما تؤدي وزارة الداخلية شهريا 80 درهما لكل بطاقة تضخها في ميزانية المجلس الإقليمي، الذي يحولها إلى الشركة. علب موت متنقلة هكذا يصفها سكان ابن سليمان، لصغر حجمها وتمايلها المستمر أثناء السير بين اليمين والشمال، تجوب الشوارع والأحياء مشكلة خطرا على ركابها وعلى مستعملي الطريق، بسبب الحالة الميكانيكية المتردية للحافلات. ولم تقتن الشركة حافلات جديدة أزيد من عشر سنوات، ما جعل وحدات من أسطولها تتحول إلى هياكل متنقلة تجوب الشوارع في حالة يرثى لها، إذ يعاني ركابها الويلات جراء استعمالهم حافلات دون كراس وأبواب ونوافذ ودون زجاج، وغيرها من أبسط مقومات حقوق الركاب التي تسبب غيابها في عشرات من الحوادث المميتة وخلفت العديد من المعطوبين، حيث سجلت مصالح حوادث السير والأمن، في ظرف سنة، انقلاب ست حافلات صغيرة، بسبب تدهور الحالة الميكانيكية. انتهاء العقد حددت مدة عقد التدبير المفوض لقطاع النقل الجماعي الحضري وما بين الجماعات بواسطة حافلات «اللوكس» في عشر سنوات، انتهت في شتنبر 2022. ويشمل العقد استغلال الشركة لخمسة خطوط في الإقليم، هي الخط رقم 1، ويربط بين ابن سليمان إلى غاية البوابة الرئيسية لكلية الحقوق المحمدية، عبر الطريق الجهوية رقم 313، والطريق الإقليمية رقم 3308. والخط رقم 2 الذي يربط بين بوزنيقة والنقطة الأولى المشار إليها، عبر الطريق الجهوية (الساحلية) رقم 332، والخط رقم 3 الذي يربط بين بوزنيقة النقطة نفسها، عبر الطريق الوطنية رقم واحد، فيما تستغل الشركة الخط الرابع الرابط بين مدينتي بوزنيقة وابن سليمان والسجن المحلي الزيايدة. عبر الطريق الجهوية رقم 305 والطريق الجهوية رقم 404، غير أن الشركة لا تلتزم بالوصول إلى السجن سوى الأربعاء الذي يتزامن مع اشتغال أكبر سوق أسبوعي بالإقليم. أما الخط الخامس فيربط بين بوزنيقة (حي السلام) نقطة انطلاقة، ومقر جماعة الشراط، عبر الطريق الوطنية رقم واحد، والطريق الإقليمية رقم 3300، والطريق الإقليمية رقم 3327. وعمل المجلس الإقليمي على تمديد التدبير للشركة لمدة سنة، بسبب رفض مؤسسة التعاون بين الجماعات الدار البيضاء انضمام مجموعة من الجماعات، ما جعل سبع جماعات من أصل 15 بإقليم بنسليمان تبرمج نقطة مشروع اتفاقية إحدات مؤسسة التعاون بين الجماعات بإقليم بنسليمان.