تشهد مختلف مناطق جهة الشرق موجة بارد قارس تجاوزت المقاييس المعتادة بهذه الفترة من السنة، خصوصا بالليل، إذ تنزل درجة الحرارة إلى أقل من الصفر بوجدة وأقاليم شمال الجهة، بينما تنخفض لأكثر من ذلك في مرتفعات الظهرة بإقليم بوعرفة وسهوب جرادة وفكيك. وارتدت جرادة وبوعرفة وفكيك والمناطق الموجودة بشمال عين زورة والناظور غطاء أبيض طيلة اليومين الماضيين، استغلها العديد من المواطنين للتمتع بمناظر الثلج الخلابة التي لم تتكرر منذ سنوات، مستغلين في ذلك فترة العطلة المدرسية البينية. غير أن وضعية الهشاشة التي تعرفها بعض الفئات الاجتماعية في المجال القروي، خاصة مناطق الرحل وأصحاب الخيام والمساكن الهشة، دفعت المصالح المختصة للتدخل لفك العزلة عليها، حيث تم تحديد الدواوير التي توجد بها حوامل وإحصاؤهن، قصد نقلهن في الحالات الضرورية للمراكز الصحية إلى حين الوضع، ثم تحديد الممرات الضرورية للتموين عن طريق إزاحة الثلوج. وشرعت السلطات المحلية ببوعرفة وجرادة، بصفة خاصة، في استعمال آلات حديثة لإزاحة الثلوج لإيصال ما يجب إيصاله للمناطق المتوقع محاصرتها من تساقطات الثلج. وفي السياق نفسه، تتحرك خمس مصالح معنية بالتدخل تحت إشراف السلطة المحلية بوجدة وباقي المناطق الحضرية الكبرى في كل الأحياء والمحاور الكبرى والبنايات المهجورة بالخصوص، لجمع الأشخاص دون مأوى ووضعهم في مراكز استقبال مختلفة تسيرها جمعيات المجتمع المدني كالجمعية الخيرية الإسلامية. وتوجد مصالح الوقاية المدنية وقطاع الصحة على أهبة الاستعداد للتدخل الفوري في حالات الاستعجال، رغم الصعوبات التي تواجهها هذه الفرق في عمليات الإيواء المؤقت، إذ يرفض بعض المعنيين الاستجابة لهذه العمليات، ما يجبر العناصر الأمنية على فرض نقلهم بالقوة، حماية لهم من جو صقيعي قارس وهشاشة اجتماعية قاتلة. محمد المرابطي (وجدة)