استطاعت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالبيضاء، إرساء ثقافة جديدة في التبرع بالدم، باستغلال حماس جماهير كرة القدم، والتنافس القائم بينها على أرض الميدان، ونقله إلى مجال التبرع وإنقاذ حياة المرضى، إلى درجة أصبح الهدف هو استقبال 1000 متبرع في يوم واحد فقط. ويعول أطباء وطواقم المركز الجهوي لتحاقن الدم بالبيضاء، على جماهير الرجاء الرياضي، التي ينسق معها المركز، من أجل إنزال غير مسبوق للجماهير، بهدف الوصول إلى ألف متبرع في اليوم، وتحطيم الرقم القياسي المسجل قبل أشهر، من قبل جماهير الوداد الرياضي، إذ تمكن 840 وداديا من التبرع بشكل جماعي. وترغب جماهير الرجاء في تكسير هذا الرقم القياسي، إذ بعد الدعوة الموجهة لها من قبل المديرة، شرعت مجموعة من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في حشد الدعم للمبادرة، والدعوة إلى تكسير الرقم القياسي الذي بحوزة جمهور الوداد، وهو ما تفاعل معه عدد كبير من المستخدمين. وبينت دراسة ميدانية حديثة، أجرتها مؤسسة "سونيرجيا"، أن 42 في المائة من المستجوبين المغاربة لم يسبق لهم التبرع بالدم، وفي الوقت نفسه لديهم الرغبة للقيام بذلك، وهو ما يبين أن هذا النوع من الحملات والمبادرات، من شأنه أن يؤمن مادة حيوية جدا، ويشجع على التبرع بالدم، خاصة إذا كانت في إطار من التنافس، كما هو الأمر بين جماهير الرجاء والوداد. وليست المبادرة الأولى التي يقودها المركز الجهوي لتحاقن الدم بالبيضاء، بل يعمل بشكل مكثف، خاصة في الفترة الأخيرة، إذ هناك زيارات دورية للمساجد والشركات الخاصة والعامة، وتنظيم قوافل للتبرع في الساحات العامة. ويعتبر التبرع بالدم فرصة لجماهير الفرق، بأن تحسن صورتها لدى المواطنين والسلطات على حد سواء، خاصة أن جزءا من الجماهير اقترن ذكره في السنوات الأخيرة بالعنف والتخريب وتخويف السكان، لكن مبادرات من هذا النوع يمكن أن تصلح ما أفسده بعض المتطرفين، المحسوبين على جمهور كرة القدم. ومن أسرار نجاح المركز الجهوي للتبرع بالدم بالبيضاء، أن مسؤوليه يهتمون كثيرا بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا تفوت إدارته أي فرصة لجلب المزيد من المتبرعين، بشراكات مع جمعيات وشركات وكل التجمعات، التي يمكن أن تساهم في تعزيز بنك الدم للمركز. عصام الناصيري