يغادر خاليد سفير وزارة الداخلية التي دخلها، رسميا، في 2006، عائدا إلى الإدارة العمومية، التي انطلق منها مساره المهني في 1993، ولم يكن سنه يتجاوز 26 سنة، حين اختارته وزارة التجهيز، رئيسا لقسم التسيير المالي بأكبر موانئ المغرب (البيضاء). ويودع ابن حي بوركون، الذي رأى فيه النور في 13 دجنبر 1967، "صندوق" الداخلية، ملتحقا بإدارة صندوق جديد (سي.دي.جي)، بعد تجربة طويلة بأم الوزارات انطلقت في 2006، حين عينه الملك عاملا على عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، في أول تجربة للإدارة الترابية، ثم عاملا على مقاطعات أنفا بعد ثلاث سنوات من ذلك. وبعد تجربة لم تتجاوز سنتين بوزارة المالية والاقتصاد (التي التحق بها كاتبا عاما في 2011)، عاد سفير إلى الداخلية من باب رجل سلطة برتبة وال على جهة البيضاء الكبرى وعاملا على عمالة البيضاء في 2013، ثم واليا على جهة البيضاء-سطات في 2015، في أول تجربة لتنزيل التقسيم الترابي الجديد الذي قسم المغرب إلى 12 جهة. ويدين خريج مدرسة البوليتيكنيك بفرنسا 1991، لتجربته بالبيضاء، إذ ألهمته المدينة بعدد كبير من الأفكار، ساعدته على وضع جيل جديد من البرامج والمخططات والمشاريع المهيكلة التي انطلقت بعد 2013، في الوقت الذي استكمل البرامج الأخرى التي أشرف عليها الولاة السابقون، خصوصا في ما يتعلق بتحسين منظومة النقل والتنقلات، ووضع عاصمة الاقتصاد على سكة الاستثمار وتحسين مناخ العمل والسياحة والتنمية. وحتى بعد تعيينه في منصب أعلى في 2017 (واليا مديرا عاما للجماعات المحلية)، ظل سفير مرتبطا وجدانيا وروحيا بالبيضاء التي يعرف تفاصيلها ومشاكلها وإكراهاتها، كما يعرف خطوط كفه، بل شكل الرجل، في كثير من الأحيان، "ركيزة صحيحة" في الرباط، يعتمد عليها في إيجاد حلول والمساعدة بأفكار، خصوصا في الجانب المتعلق بالتمويل. أكثر من ذلك، يعتبر سفير مهندس مخطط تنمية البيضاء 2015/2022 الذي تضمن عددا هائلا من المحاور والاتفاقيات تؤطرها رؤية واضحة للمستقبل في جميع القطاعات، أقنعت الدولة بتخصيص تمويل استثنائي غير مسبوق وصل إلى 33.6 مليار درهم، صرفت في مشاريع غيرت كثيرا من وجه المدينة، رغم استمرار بعض الخدوش. اليوم، يغادر الرجل مقر وزارة الداخلية في اتجاه مكتبه الجديد بشارع الحسن الثاني بالرباط، في تجربة أخرى قد تكون مختلفة، لكن لن تكون بعيدة عن مجاله السابق، لارتباط صندوق الإيداع والتدبير بعدد من الاتفاقيات مع الجماعات الترابية. يوسف الساكت