نداء العقل المغاربي لوقف التصعيد

كسر مثقفون وفاعلون في المجتمع المدني بالبلدان المغاربية الصمت تجاه حالة التصعيد التي دخلت فيها العلاقات بين المغرب والجزائر، بعد القرار المفاجئ لحكام الجزائر قطع العلاقات مع المغرب، في رد على سياسة اليد الممدودة التي تقدم بها ملك المغرب. واختار كتاب ونشطاء في المجتمع المدني، إصدار «نداء العقل» الخروج من موقف المتفرج، للتعبير عن موقف الرفض، لما آلت إليه العلاقات بين البلدين الجارين، مؤكدين رفضهم للوضعية الحالية المؤدية إلى مواجهة غير طبيعية، والتي تعتبر إنكارا للتاريخ العميق للمنطقة ولجوهره، والتي تتنافى مع مصالح الشعبين والمنطقة. وأوضح الموقعون على النداء بأن الشعبين المغربي والجزائري لا يكنان لبعضهما إلا الود، وأنه ليس بعزيز عليهما تجاوز اللحظات العصيبة بأقل الأضرار وبأجمل الآفاق، بتعبئة طاقاتهما الخلاقة من أجل تحصين جسور الإخاء وتكثيفها. ودعا المثقفون المغاربة الإرادات الحسنة في البلدين وفي جوارهما إلى الضغط من أجل وقف التصعيد، والعودة إلى جادة الصواب، انطلاقا من مبدأ تحصين مصالح الشعبين، معبرين عن قناعتهم أن رجال الدولة ونساءها الحقيقيين هم وهن من يبنون العيش المشترك والأمن والتعاون، وليس أولئك الذين ينهمكون في التسابق نحو الكراهية والتسلح والتصعيد ودق طبول الحرب. وعبر المثقفون المغاربة عن تفهمهم لوجود العديد من القضايا الخلافية بين الدولتين، مؤكدين أن حل الخلافات بين العقلاء يتم بالإنصات والتفاهم والإبداع في إيجاد الحلول، والميكانزمات والضوابط، وليس باستجداء أحط الغرائز العدوانية بتأليب المواطنين ضد بعضهم البعض. إن تحديات التنمية، يقول النداء، الذي وقعته نخبة من المفكرين والكتاب ونشطاء المجتمع المدني ضخمة أمام شعوب المنطقة، وإن مواجهتها لا يمكن أن تتم إلا بمستوى عال من التلاحم والتشارك، وإن الهروب إلى الأمام في مواجهات لا طائل من ورائها، سيجر المنطقة إلى وضع أفدح بكثير. وأقر النداء أن فعل المجتمع المدني لم يكن دائما في المستوى المطلوب، لكن الوضع الراهن، لم يعد يسمح بأي تردد أو تهاون، داعيا إلى الالتزام بالعمل الجماعي بين المغاربة والجزائريين والمغاربيين، للمساهمة في وقف التصعيد، وتوطيد أواصر المحبة والتعاون، ودك دعوات المواجهة والعداء، والتوجه إلى بناء الغد المشترك الواعد. وحرص مثقفون ونشطاء مغاربيون ووزراء سابقون من المغرب والجزائر وتونس، وشخصيات من عالم الفكر ونشطاء حقوقيون على توجيه النداء إلى جميع الأطراف ودعوتهم إلى تحكيم العقل، لوقف التصعيد الذي لا يخدم مصالح الشعوب المغاربية. برحو بوزياني

نداء العقل المغاربي لوقف التصعيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"القرطاس" في نهاية الحملة

الطريق إلى المشور السعيد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات