انتحال صفة… جواز المرور للنصب

جريمة ذات أبعاد خطيرة على المجتمع وتمس بالثقة والأمن العام اعتبر المشرع أن جرائم انتحال الوظائف أو الألقاب أو الأسماء أو استعمالها بدون حق، من الجرائم الخطيرة التي يعاقب عليها القانون الجنائي، بالنظر إلى تأثيرها على المجتمع، خاصة في العنصر المتعلق بالثقة والأمن، لأن غالبا ما يكون الغرض من انتحال تلك الصفة أو اللقب هو النصب على المواطنين. ويلاحظ التكاثر المخيف لهذا النوع من الجرائم في السنوات الأخيرة، بطريقة تتطلب وقفة بالنظر إلى خطورتها، على اعتبار أن تلك الجرائم تكون مرتبطة بجرائم أخرى لتحقيق غاية بطريقة غير قانونية، قد تكون لها تداعيات خطيرة. وأقر المشرع المغربي بخطورتها وخصص لها فرعا كاملا في القانون الجنائي، عنونه بجرائم انتحال الوظائف أو الألقاب أو الأسماء أو استعمالها بدون حق، واعتبر في الفصل 380 منه أنه من تدخل بغير صفة في وظيفة عامة، مدنية كانت أم عسكرية، أو قام بعمل من أعمال تلك الوظيفة، يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات، ما لم يكن فعله جريمة أشد. وفي الفصل الذي يليه أن من استعمل أو ادعى لقبا متعلقا بمهنة نظمها القانون أو شهادة رسمية أو صفة حددت السلطة العامة شروط اكتسابها، دون أن يستوفي الشروط اللازمة لحمل ذلك اللقب أو تلك الشهادة أو تلك الصفة، يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين وغرامة من مائة وعشرين إلى خمسة آلاف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط، ما لم يوجد نص خاص يقرر عقوبة أشد، وغيرها من العقوبات التي يراد منها تحقيق الردع، والأمن المجتمعي. كريمة مصلي مقلد أصوات نصب على عامل وباشا انتحل صفات منها مستشار بالقصر الملكي والوكيل العام للملك للاحتيال على المسؤولين رغم الزج به في السجن وقضائه عقوبة سالبة للحرية من أجل النصب والاحتيال وانتحال صفة، عاد إلى ارتكاب الجرائم نفسها، إذ لا يختار المتهم إلا المسؤولين والموظفين الكبار لإسقاطهم في شركه، إذ في آخر مرة لما سقط في يد العدالة بعد سقوطه في أيدي عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية التابعة بفاس، اتضح أنه انتحل صفة مسؤولين في سلك القضاء، واستهدف مسؤولين في الإدارة الترابية والأمن الوطني، ليأمرهم بتنفيذ مهمات لفائدة أشخاص. وأثناء إيقافه اتضح للمحققين من خلال سوابقه، أنه المتهم نفسه الذي سبق أن احتال على العديد من المسؤولين القضائيين ورجال السلطة والأمن، بعد انتحاله صفة مسؤول بالقصر الملكي، ودخل السجن بموجب تلك الجرائم. كما أنه نفذ من داخل السجن جرائم مماثلة بالاستعانة بالهاتف، وتنفيذ مخططات نصب على المسؤولين باتفاق مسبق مع شركاء له، بلغت حد الاحتيال على عامل، والادعاء بأنه سيبعث وفدا مكلفا بمحاربة الإرهاب لاعتقال مشتبه فيهم، وأمره بالاعتناء به وتنفيذ طلبات أفراده للقيام بالمهمة السرية التي حضروا من أجلها، ومدهم ببطاقات تعبئة الهاتف وغيرها. وسقط المتهم، الخبير في تقليد الأصوات، آخر مرة، بعد احتياله على عامل عمالة إفران، إذ ربط به الاتصال هاتفيا، وأ خبره أنه الوكيل العام للملك بمكناس، مطالبا إياه بتوفير الإقامة بفندق لأشخاص أرسلهم في مهمة، والاعتناء بطلباتهم، وهي الحيلة التي لم تنطل على العامل، وأبلغ في شأنها الوكيل العام الحقيقي، ليتأكد أنه ليس الشخص الذي اتصل به، وأن الأمر يتعلق بعملية نصب بانتحال صفة. وعمد المشكوك في أمره إلى الاتصال أيضا بباشا بصفرو، وادعى أنه الوكيل العام للملك بفاس، وأشبعه سبا، إذ لامه على ما وصفه بالشطط وغيره، آمرا إياه بتنفيذ مهمة لفائدة أشخاص. وامتدت عمليات الاحتيال التي كان المتهم ينفذها عبر اتصالات هاتفية إلى العديد من الموظفين في الإدارة الترابية والأمن الوطني، بتوجيه تعليمات للقيام بمهمات وهمية، قبل أن يسقط في شرك عناصر فرقة مكافحة العصابات بحي النرجس بفاس، وأسفرت عملية التفتيش المنجزة بالمنزل عن حجز وثائق إدارية وهواتف محمولة وشرائح الاتصال ودعامات التخزين الرقمي، التي أخضعت لخبرات، من أجل تحديد محتوياتها وطبيعة استعمالها في ذلك النشاط الإجرامي. المصطفى صفر

انتحال صفة… جواز المرور للنصب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وكـيـل مـزور للـسـطـو

منقار : الفئات المهمشة أكثر الضحايا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات