كارثة بيئية تهدد ضاية الألفة بالبيضاء

السلطات بالبيضاء عجزت عن توفير مليار للربط الصحي لمستشفى فلجأت إلى صب القاذورات في المحمية تواصلت، أمس (الجمعة)، احتجاجات السكان بمنطقتي الفردوس والوئام المطلة منازلهم على ضاية الألفة بعمالة مقاطعة الحي الحسني بالبيضاء، بعد أن تأكد أن السلطات عازمة على تمرير قناة كبيرة للصرف السائل من مشروع أكبر مستشفى بالمنطقة، وجعل مصبها في ضاية الألفة المصنفة محمية بيئية، والتي تعيش بها طيور بدأت في الانقراض. تخوفات السكان ناتجة عن ما يمكن أن تشكله تلك القناة من تهديد لصحة المواطنين، سيما أن الضاية نفسها أصبحت ملاذا لكل أنواع الحشرات ومقصلة لتنفيذ عمليات الانتحار.ضاية الألفة التي تقع على مساحة تسعة هكتارات، أصبحت مهددة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ورغم أن الخطاب الملكي الأخير، ركز في أهم محاوره على الجانب البيئي وإشراك المجتمع المدني لحماية البيئة، ورغم أن الحكومة وضعت ضمن أولوياتها تأهيل النظم البيئية وحماية المجالات الطبيعية وتنمية الأصناف الحيوانية المهددة بالانقراض وإعادة التوازن الطبيعي ل 154 موقعا ذا أهمية بيولوجية وإيكولوجية، فإن كل ذلك ضرب عرض الحائط، واستمرت الجرافات والرافعات، منذ أزيد من 20 يوما في أشغال حفر اخترقت مقر العمالة ومرت من محاذاة الإقامة التي وقف فيها المغفور له الحسن الثاني لتحية المواطنين أثناء افتتاح العمالة في ثمانينات القرن الماضي.نساء ورجال وأطفال، خرجوا صباح أمس يتفقدون أشغال الحفر والهدم الذي طال جزء من سور بنته شركة عقارية في وقت سابق، وتساؤلات عريضة عما تقدم عليه الجرافات ومواصلة عملها رغم الاحتجاج.الحاجة فاطمة من سكان إقامات الفردوس، امرأة تجاوز عمرها العقد الخامس ببضع سنوات، رفعت عينيها إلى السماء وهي تقول: "الله ياخذ فيهم الحق، ما قدهم الناموس والحشرات اللي ولينا كنخلصو فيهم أكثر من "التريتا"، وبغاو يزيدونا قادوس جديد". أما (محمد. ع) وهو فاعل جمعوي، فقد أشار إلى أن السكان عانوا الأمرين مع الحشرات، وفتحوا أكثر من مرة حوارا مع السلطة، كما اتصلوا بمسؤولي ليدك، بعد أن تبين أن مجرى للنفايات "وادي الحار" كان مربوطا بالضاية، وجرت أشغال أنهت المشكل مؤقتا، فيما مازالت المطالبة بحذف أكثر من قناتين، تلوثان مياه الضاية وتحولان لونها إلى السواد، سيما عند وجود تساقطات. وأضاف محمد قائلا: إنه في الوقت الذي كنا نأمل فيه أن تحذف تلك القنوات وتعود للمحمية البيئية حيويتها، هاهي قناة أخرى أكبر حجما تشق وسط الأغراس، لتصب في الضاية. وتساءل عن السبب الذي جعل المسؤولين لا يعيرون صحة المواطنين أهمية، ولا يقدرون ما يمكن أن تحمله تلك القناة من مضار. اجتماع طارئ عقده مسؤول السلطة المحلية بالمنطقة، اول أمس (الخميس) وحضره ممثل الشركة المفوض لها توزيع الماء والكهرباء والتطهير، وانتهى باحتجاج السكان سيما بعد أن بدا لهم أن القناة ستمر وأن المسؤولين عن المشروع، لم يدفعوا ثمن الربط للشركة المفوض لها التطهير والمحدد في مليار سنتيم، فتفتقت عبقرية المجتهدين في تحويل قنوات الصرف إلى الضاية!لم يقبل السكان الالتزام الذي يمكن أن توقعه لهم الإدارة بضمان شروط الصحة والادعاء أن القناة ستخصص فقط لمياه الأمطار، سيما أنهم يعانون أضرار قناة أخرى كبيرة تصب في الضاية، تحولت إلى ملاذ للمنحرفين وتلفظ في كل مناسبة جثة متعفنة، كما أنه عند هطول الأمطار تحمل معها قادورات تدفع السكان المجاورين إلى استعمال العطور والبخور، للقضاء على الروائح النتنة التي تنبعث حينها.ضاية الألفة خطط لها في عهد العامل السابق الزبادي، بشراكة مع شركة الضحى وجمعيات مهتمة بالبيئة، على أن تتحول إلى مركز للدراسات والنزهة، واشترطت السلطة حينها على الشركة العقارية الضحى، أن تكون كل الممرات المحاذية لها مخصصة للراجلين وعدم السماح بشق طريق للسيارات، حفاظا على قيمتها البيئية وعلى الحيوانات التي تعيش فيها ومنها الدجاجة السلطانية التي لا توجد إلا في موقعين بالمغرب، ضاية الأفة التي يجري شق القناة إليها، وحوض اللكوس. بعدها بسنوات تغير كل شيء، وتحولت الضاية إلى ملاذ لرمي النفايات، إذ أن شاحنات كبيرة كانت تختار الجزء المطل على الوئام لرمي ما تحمله من بقايا أتربة وأزبال، ولم تتوقف إلا بعد الاحتجاجات المتوالية للسكان. ترى هل تنفع الاحتجاجات هذه المرة في منع عبور القناة إلى المحمية البيئية؟ السكان مصرون على وقف الأشغال، والنساء يهددن بالاحتجاج أمام مقر العمالة ومحمكة الأسرة، إذ يشعرون أن مد القنوات بالضاية يعني شيئا واحدا، هو أن مضاجعهم ستقض وأنهم لن يرتاحوا داخل بيوتهم ولن يستطيعوا فتح نوافذهم أمام غزو الحشرات التي ستزداد ميليشياتها بعد انتهاء الأشغال... الدجاجة السلطانية مهددة بالانقراض تؤوي ضاية الألفة بالبيضاء، أو ما أصبح يطلق عليه بحيرة الفردوس، أنواعا من الطيور أهمها الدجاجة السلطانية، وهي طائر يوجد في موقعين بيئيين فقط بالمغرب، ضاية الألفة وحوض اللوكوس، وتعيش في نقاط محدودة على الخارطة الجغرافية بالجزيرة العربية وشمال إفريقيا والعراق وتركيا وجنوب إسبانيا. المصطفى صفر

كارثة بيئية تهدد ضاية الألفة بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصابة 48 أمنيا بالسمارة في هجوم انفصاليين

انتحار شاب مجهول بالحسيمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات