الدولة لا تنوي إصلاح الإعلام العمومي

رجاء شكري مقدمة الأخبار بـ"سكاي نيوز" تقول إن التلفزيون المغربي يخاطب نفسه قالت رجاء شكري، صحافية بقسم الأخبار بقناة «سكاي نيوز» إن هناك فرقا شاسعا يفصل بين العمل في المؤسسات الإعلامية الأجنبية ونظيراتها المحلية أو الوطنية، إذ لا قياس مع وجود الفارق. وأضافت رجاء شكري قائلة «أعتقد أن أي مقارنة في هذا الباب سوف تنطوي على إجحاف كبير، إذ الفارق يكمن في عاملين أساسيين أولهما الموارد المالية الهامة التي تسخر للمشاريع الإعلامية وخاصة للقنوات الإخبارية بما يقتضيه الأمر من استثمارات ضخمة في التكنولوجيا الحديثة واستقطاب للخبرات والكوادر من أصحاب الكفاءات».واسترسلت رجاء شكري أنه يكفي على سبيل الذكر لا الحصر، الإشارة إلى أعداد العاملين في القنوات الإخبارية وتنوع اختصاصاتهم ومرجعياتهم الفكرية والثقافية والعلمية علاوة على حجم التغطيات الإخبارية لمختلف الأحداث والقدرة على متابعتها ورصد تفاصيلها وتداعياتها الآنية وتأثيراتها المستقبلية (الثورات في العالم العربي نموذجا).وقالت شكري إن نجاح أي مشروع إعلامي رهين بمدى توفر الإرادة السياسية، مضيفة أن ذلك يوسع أفق الاشتغال ويرفع سقف الحرية ويفتح الباب واسعا أمام المهنية والاجتهاد. وغياب مثل هذه الشروط، حسب شكري، يجعل من الصعب نجاح أي مشروع إعلامي، ولذلك اختارت الاشتغال في مؤسسات أجنبية الذي أملته هذه الضرورة الموضوعية. واشتغلت شكري في وكالة المغرب العربي للأنباء ثم القناة الثانية وفي "ميدي ان سات" في بداياتها الأولى، وفي كل تجربة من هذه التجارب، كان الدافع إلى التغيير هو غياب الأفق المهني وانحسار هامش الحرية، حسب تصريحها ل"الصباح"."حينما غادرت المغرب أواخر عام 2002 إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث عملت في تلفزيون أبو ظبي إلى جانب ثلة من الزملاء المغاربة، اعتقدت أن مشروع العودة إلى المغرب أضحى مؤجلا"، تقول رجاء شكري "ثم سرعان ما استهوتني فكرة الاستقرار في المغرب من خلال خوض تجربة جديدة حينما لاحت أمامي فرصة الانضمام إلى فريق "ميدي 1 سات" في يونيو سنة 2006. واصلت رجاء أنه مثل كل التجارب الجديدة كان الأمر أشبه ما يكون بالمجازفة، الآن وبعد مضي أكثر من ست سنوات تقول "استطعت أن أقول بضمير مرتاح إن مغادرتي القناة بعد سنة واحدة فقط من التحاقي بها، لم يكن قرارا طائشا ولا متسرعا. كانت مقاربتي، التي تستند إلى طبيعة المناخ السياسي السائد آنذاك، تختلف بشكل راديكالي عن مقاربة القائمين على القناة".وأوضحت رجاء شكري أن الحرية تنتزع ولا تمنح، وبالتالي كان من الواجب انتزاع مساحات الحرية والجرأة من أجل التأسيس لتجربة إعلامية تحترم ذكاء المغاربة وتنصت إلى نبض الشارع وتقف على المسافة نفسها من جميع الفرقاء. وما يحز في نفس رجاء، على حد قولها، أن يفوت المغرب الآن على نفسه فرصة إنجاح تجربة "ميدي 1 سات" التي كان من الممكن أن تعبد الطريق أمام تجارب أخرى، لكن ما حصل هو أن الدولة تراجعت عن مشروع تحرير القطاع السمعي البصري. وأكدت رجاء شكري أنه "بات لافتا على نحو صادم أن المغرب هو البلد الوحيد في محيطه الإقليمي الذي أجهض تجربة تحرير هذا القطاع"، مشيرة إلى أنه تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن أصحاب الحل والعقد ما زالوا يرون في قطاع الإعلام بشكل عام وفي التلفزيون بشكل خاص قطاعا سياديا لا يجوز التفريط فيه، وما زالت الدولة رغم كل المتغيرات التي شهدتها الساحة (الحراك الشعبي الذي أفرزه الربيع العربي وما تلاه من تعديلات دستورية) تحتكر المعلومة.ولعل الجدل الذي رافق دفتر التحملات والنقاش البيزنطي الذي واكبها في وسائل الإعلام، حسب شكري، مؤشر دال على طبيعة هذا الصراع، إذ لا يتعلق الأمر فقط بالدفاع عن حزمة من المصالح المادية، بل أساسا بصراع ذي طبيعة سياسية حول الهيمنة على أحد أكثر وسائل الإعلام تأثيرا."أعتقد أن لا نية للدولة في إصلاح التلفزيون العمومي وأكاد أجزم بأن المقاربة المتبعة في سياق جهود إصلاح هذا القطاع خاطئة، وكان حريا بدعاة الإصلاح، على اختلاف نياتهم، الدفع باتجاه تحرير هذا القطاع وخلق التنافسية اللازمة لضمان المهنية والجودة وتحقيق شرط التعددية والانفتاح على المكونات المدنية والسياسية كافة دونما إقصاء أو تمييز" تقول رجاء شكري، مضيفة فتلك حتمية لا مناص منها تقتضيها طبيعة المرحلة أولا والتحولات التي يشهدها المغرب على كافة الأصعدة.وأكدت رجاء شكري أنه "لا حاجة إلى القول مرة أخرى بأن التلفزيون العمومي في المغرب لا يخاطب إلا نفسه، ولكم في تغطية جنازة الشيخ عبد السلام ياسين ما يغني عن كل تعليق وما يعفي من كل نقاش عقيم". أمينة كندي

الدولة لا تنوي إصلاح الإعلام العمومي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ماجد الشجعي.. شاعر الوصف الرياضي

العمل الاحترافي والوضع المادي وراء هجرة الإعلاميين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات