3 أسئلة: الشخصيات الفيسبوكية تعبير احتجاجي للشباب

ظهرت في الآونة الأخيرة شخصيات "فيسبوكية" غزت كافة المواقع الاجتماعية ومواقع التواصل، وأصبحت حديث الجميع من مختلف الفئات العمرية. لماذا ظهرت في هذا الوقت بالذات؟ أعتقد أن سبب ظهور هذه الشخصيات وانتشارها بالشكل الحالي، مرده إلى أن الأنترنيت والشبكات التواصلية تعتبر الإطار الوحيد الذي يتواصل فيه الشباب بحرية وبسهولة، إذ تكون حرة في بث وتلقي المعلومة، القريبة جدا من ذهنية وثقافة الشباب، على مختلف مستوياتهم ومبتغياتهم. ومن جهة أخرى، هذه الأشكال الجديدة تعبر عن احتجاج اجتماعي، أو وسيلة احتجاجية يلجأ إليها الشباب لأنهم لا تتاح لهم فرصة الاحتجاج التقليدي في الشارع، أو لأنهم لا يرون في من يدعون تمثيلهم في الأشكال التقليدية من جمعيات وحتى مظاهرات في الشارع صوتا حقيقيا يعكس مطالبهم واحتياجاتهم، علاوة على أنهم يرون أن البرامج الإعلامية السمعية البصرية أو الورقية التي تعنى بهم لا تشفي غليلهم، ولا تتحدث عن مطالبهم وهمومهم وانشغالاتهم، بالشكل المطلوب.من ناحية أخرى يلقى هؤلاء الشباب عندما يطرحون أسئلتهم أجوبة عديدة تتماشى وواقعهم وطموحاتهم على الأقل ولو جزئيا، ما يشجعهم على الاستمرار. لماذا اتخذت هذه الشخصيات أسماء من قبيل "بوزبال" و"قريقيبة" و"كيليميني" و"موسطاشة" وغيرها، وأصرت على التعريف بنفسها عن طريق الكاريكاتور؟ هذه الأسماء بدورها احتجاجية وتعكس الألقاب الموجودة والمتداولة بين المراهقين والشباب في الأحياء أو المدارس وأماكن تمضية الوقت، وتشكل استمرارا للواقع المعيش، الذي لا يخلو فيه أي شاب من "إيتيكيت" أو وصمة تميزه. وبالتالي طرح هذه الألقاب وهذه الأسماء انسجام مع الذات وتعبير على الرفض على الاحتجاج، وبغية العزف على الوتر الذي من شأنه أن يخلق رغبة في التتبع لدى فئة عريضة من المجتمع، التي هي الشباب والمراهقون، لأنها خطاب من اللغة نفسها لهذا الجيل.وبخصوص اعتمادهم على الكاريكاتور بدل صور حقيقية لهم، فذلك، لأن أي اسم أو صورة حقيقية قد تجلب متابعات ومشاكل قانونية من طرف المعنيين، وحتى الكاريكاتور في حد ذاته تعبير احتجاجي وسهل الاستعمال، ويفي بالغرض المطلوب، الذي يعد تعبيرا عن المطالب الحقيقية للشباب من حاجة ورفض وشجب واستنكار لواقع معيش. فضلا عن ذلك، الشخصيات الممثلة مستهدفة لكونها هي المسؤولة في نظرهم عن مشاكل الواقع. ما السر وراء انتشارها الكبير والإقبال عليها؟الدراسات العلمية أو الرقمية إن صح التعبير تشير إلى أن أكثر من ثلثي المجتمع يستعملون الأنترنيت أو الشبكات التواصلية يوميا ولساعات طويلة، ما يعني أن أشكال التواصل التقليدية لا تتواصل إلا مع فئة قليلة جدا.أشير كذلك إلى أن أكثر الجرائد انتشارا في المغرب لا تتجاوز مبيعاتها 130 ألف نسخة في اليوم، ومجتمعة لا تتجاوز المليون نسخة يوميا، في حين أن فئة الشباب تتجاوز 18 مليون نسمة، ما يعني أن الصحف حتى وإن باعت جميع نسخها لا تغطي 10 في المائة من هذه الفئة. هذه القراءة السريعة في الأرقام، تبين الإقبال على الأنترنيت وعدم استيعاب الإعلام والجهات الرسمية لتطورات العالم والعصر الرقمي خصوصا، والالتفات إلى الكيفية التي يتم من خلالها التواصل الرقمي مع أكثر من 18 مليون مستعمل للأنترنيت في المغرب.ومن جهة أخرى، المادة المتداولة في مواقع هذه الشخصيات تستجيب إلى حاجات هذه الفئة بشكل مباشر وآني، فهي تمرر المعلومات ببساطة وسلاسة وتمزج السخرية وبعض المواقف الطريفة، في حين أن الإعلام منشغل بإيصال المعلومة فقط. أجرت الحوار: هجر المغليابراهيم الحمداوي, أستاذ باحث في علم الاجتماع

3 أسئلة: الشخصيات الفيسبوكية تعبير احتجاجي للشباب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قائد نجل جنرال يعتدي على نقابي في "البيجيدي"

تحطم طائرة سياحية ينهي أحلام أسرة مالك "كولورادو"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات