“مي الشعيبية”… رمز للابتذال والرداءة

طفت على سطح الشبكة العنكبوتية منذ شهر يوليوز الماضي "سلسلة" يُطلق عليها معدها تسمية "مي الشعيبية". الفكرة غاية في الابتذال وتعكس درجة الرداءة وتدني المستوى الفكري وضحالة القريحة الإبداعية وضيق الأفق وعقم الخيال والتخييل. ما يسمى ب"السلسلة" لا يعدو كونه حلقة يتيمة من 8 دقائق و54 ثانية مليئة بالركاكة اللغوية والقصور الإبداعي والتدني الفكري. الحلقة الأولى مما يسمى "أول سلسلة رسوم متحركة في المغرب"، والمنشورة على الصفحة الخاصة بمعدها (محمد نصيب) على موقع اليوتيوب" شاهدها، إلى حدود أول أمس (الخميس) ما يناهز 913500 شخص، الغالبية الساحقة منهم كانوا مندفعين بفضولهم الجارف وجريهم وراء خدعة "أول سلسلة رسوم متحركة مغربية"؛ علما أن ذلك ليس الحقيقة بالمطلق فقد سبقتها سلسلة رسوم متحركة موفقة نسبيا اسمها "راس الدرب"، التي حاولت أن ترسم بأسلوب هزلي صورة مقربة لواقع فئة من مراهقي الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء.الحلقة اليتيمة من "أول سلسلة رسوم متحركة بالمغرب" تجسدها شخصيات حمودة، المنحرف الضال المدمن على المخدرات، واللص قاطع الطرق، والحالم بالهجرة إلى بلاد إيطاليا، والذي يرتدي قميص فريق الرجاء الرياضي، وزوج نعال "حلومة" البلاستيكية؛ التي انطلقت شهرتها مع سلسلات حسن الفد الفكاهية ولاحقا ازدادت شهرة مع سلسلة "راس الدرب"، ثم "مي الشعيبية"؛ امرأة بقوى ومهارات خارقة تتجول في أزقة الفضاء الذي تعيش فيه تسأل الناس ما فضل على موائدهم من خبز، لكنها على أهبة التدخل في أي وقت لإنقاذ ضحايا الأفعال الإجرامية وإنصاف المظلومين والمقهورين، كما تم تقديمها في بداية الحلقة على أنها منقذة "بحال باطمان" تتخذ من تسول "الخبز الكارم" غطاء لتحركها في الأزقة الشعبية المتربة والمغطاة بالأزبال، ثم هناك مخبرها "الرجل المتخفي" الذي يربط بها الاتصال عند حدوث أول طارئ يستدعي تدخلها، زيادة على شخوص أخرى ثانوية..."الشعيبية" امرأة "خارقة جدا". فهي تستطيع التحليق في الهواء دون الحاجة إلى أجنحة أو مكنسة أو حبل أو حتى مشروب سحري. كما أنها تمتلك "مهارات عالية" في فنون الحرب والقتال، وتستطيع؛ دون أن تخلع عنها جلبابها الرث، أن تحرك ساقيها في الهواء، وأن ترتفع إلى عدة أمتار في الهواء لتهوي على خصمها بركلة في الصدر أو الرأس... وتلك لمن خوارق الأعمال التي لا يأتيها إلا الرجال الأشداء الراسخون في فنون الكاراتي والتيكواندو والكونغ فو... "الفكرة جيدة لكنك لا تختار بشكل جيد، السيناريو بدوره مفكك، أسلوبك في الحديث أسلوب (شمكارة)... فيما غالبية المغاربة والمغربيات لهم زاد معرفي وفكري يرقى لما تروج له السلسلة"، كان هذا التعليق واحدا من عشرات التعاليق التي تركها خلفهم بعض مرتادي هذه الصفحة على موقع اليوتيوب، وهو يعبر ببلاغة واضحة عن شعور كاتبة التعليق من الابتذال والرداءة اللذين أعدت بهما الحلقة.. أما آخر فعلق بلغة دارجة "عطا الله المواضيع والأفكار.. دابا واحد تيتعلم يخدم بلوجيسييلات (البرمجيات) وفاش تيجي يدير براتيك (تطبيق ما تعلم) تتلقاه داير كسيدة... شي سيناريو مزيان أما هاد الشي ما غاديش توحل معاه... ما تبقاوش تديرو سياسة كور وعطي لعور". وفي تعليق ثالث قال أحدهم "لغة زنقاوية لا تفيد الأطفال بل تساهم في انحرافهم"، وعلق رابع قائلا "لا علاقة"، وأضاف خامس "حمار ...وايني راك بوزبال"، وقالت شابة أخرى "الموسيقى والصورة الأولى يعطيان الانطباع أن العمل من إنجاز أجانب لا يعرفون شيئا عن واقع المغرب، في حين أنتظر أكثر من هذا... واحة من المتسولين والشمكارة !! كيف يُعقل هذا؟"، في حين علق شخص آخر باستنكار قائلا "إينا أول سلسلة؟ مالك مريض؟ واش ماعيش ف المغرب؟؟"... تعليقات من شاهدوا حلقة "الشعيبية" لم تقتصر فقط على توجيه النقد إلى معدها ومن شاركوا فيها، بل تجاوزت ذلك إلى السب والقذف بألفاظ وعبارات نابية جدا ارتأينا عدم إدراجها في هذا المقال، رغم أنها تعبر بقوة عن امتعاض كثيرين من التردي والانحطاط اللذين تروج لهما السلسلة... محمد أرحمني

“مي الشعيبية”… رمز للابتذال والرداءة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قائد نجل جنرال يعتدي على نقابي في "البيجيدي"

تحطم طائرة سياحية ينهي أحلام أسرة مالك "كولورادو"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات