الاستقلال يرسم صورة قاتمة عن التحالف الحكومي

تحدث عن القطيعة بين الوزراء والبرلمانيين داخل الأغلبية واستفراد بنكيران بتدبير الملفات عاد حزب الاستقلال إلى مهاجمة رئيس الحكومة، بشأن طريقة تدبيره للشأن العام والاستفراد في اتخاذ القرار دون الرجوع إلى الأغلبية الحكومية، التي تتشكل من ثلاثة أحزاب أخرى تسانده عدديا وسياسيا. واعتبر لسان الحزب في ما يشبه البيان السياسي، أن «أخطر ما يسجله حزب الاستقلال، هو ما يتعلق التكتم على أوراش الإصلاح أو الاستفراد بها كمنهجية ستضر بوضع الأغلبية»، مشيرا إلى أن طريقة التعامل مع إصلاح صندوق المقاصة، مثلا، تثير الكثير من الجدل بشأن استحكام منهجية الاستفراد، إذ أن «مكونا من مكونات الأغلبية لا يفهم ولن يتفهم القول بأن إصلاح صندوق المقاصة أصبح جاهزا، وسيتم الإعلان عنه قريبا»، في حين يضيف الحزب أن ملفا خطيرا وبحجم إصلاح الصندوق، ظل بعيدا عن الأغلبية، ما يعني أن الأخيرة لم تتداول فيه وأن تدبيره ظل حبيس وزارة الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة مكلف بالشؤون العامة والحكامة.ورسم الحزب صورة قاتمة عن العلاقة بين مكونات الأغلبية داخل الحكومة، مشيرا إلى أن "التجربة أفرزت وضعا ليس سليما، إذ هناك الحكومة، من جهة، التي تقوم بعملها، وتضم وزراء يقدمون على مبادرات تتباين أهميتها، لكن ذلك يتم بصفة معزولة عن مكونات الأغلبية"، في حين أن الأغلبية تجتمع لتتباحث في ما لا يشتغل عليه الوزراء المشكلون للحكومة، وهو الوضع الذي يخلق حالة من التباعد بين الحكومة والأغلبية، رغم أن الأخيرة مطالبة "قانونيا وأخلاقيا بمساندة مبادرات اطلعت عليها عبر وسائل الإعلام".وألمح حزب الاستقلال إلى مخاطر التصريحات التي يطلقها وزراء في الحكومة، في إشارة إلى بعض وزراء العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن الهجوم والتحدي تتطاير شظاياه لتمس بباقي مكونات الأغلبية، ذلك أن المواجهة تندلع في لحظات كثيرة بين الأغلبية نفسها وبعيدا عن المعارضة، التي تتابع تبادل الاتهامات داخل التحالف، كان آخر خلال جلسة مناقشة مشروع قانون المالية، حينما سحب أحد البرلمانيين، من فريق "البام"، مداخلته مكتفيا بالانتقادات التي وجهتها أحزاب الأغلبية إلى المشروع.ورغم سعي رئيس الحكومة إلى التقليل من أهمية الخلافات داخل مكونات تحالفه الحكومي، إلا أن كثيرا من هذه المشاكل مصدرها تصريحات صادرة عن حزب العدالة والتنمية، إما من خلال وزرائه أو عن طريق نوابه في البرلمان، وهو الأمر الذي اشتكت منه باقي أطراف الأغلبية، قبل أن تنتقل العدوى إلى أحزاب أخرى، بانتخاب حميد شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال، إذ طالت نيران انتقاداته حزب التقدم والاشتراكية، من خلال إثارة قضية اتهام الوزير الوردي بالفساد، وهو ما رد عليه الأمين العام للحزب «الشيوعي» بالقول إن تصريحات شباط تعكس مستوى متدن من السياسة.بالمقابل، اقترح رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في آخر اجتماع للأغلبية التقليل من الخرجات غير المحسوبة، التي تسيء التحالف. وقالت مصادر حزبية إن بنكيران لم يستثن حزب الأصالة والمعاصرة من مقترح الهدنة الذي عرضه، وهو ما تؤكده، تضيف المصادر نفسها، وقائع الهجوم الذي تعرض له حزب «البام»، من طرف بنكيران في جلستي المساءلة الشهرية بمجلسي البرلمان. إحسان الحافظي

الاستقلال يرسم صورة قاتمة عن التحالف الحكومي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سبع علامات تفوز بجوائز "موروكو أووردز"

3 أسئلة: الحكومة لا تملك سلطة التغيير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات