العرجات… باحة شواء يغزوها الذباب قبل المواطنين

طاولات متسخة وكلاب وقطط ضالة تزاحم مرتادي المطاعم على قطع اللحم المشوي دخان متصاعد، ورائحة اللحم المشوي، تنبعث من دكاكين ملتصقة ببعضها البعض، اتفقت جلها على عرض اللحم و»طواجين» تطهى على الفحم وبرائحتها الزكية تغري بالجلوس فورا إلى إحدى الطاولات المقابلة واكتشاف ما بداخلها من أطباق مغربية أصيلة، كل مار بمحاذاة باحة «العرجات» التي تنتصب في وجه المسافرين المغادرين أو الوالجين إلى الرباط، غير بعيد عن محطة الأداء بالطريق السيار.للوهلة الأولى، يبدو كل شيء مغريا باكتشافه، سواء من طرف مسافرين عابرين للطريق، بل حتى سكان العدوتين، الذين اعتادوا تمضية أيام نهايات الأسبوع، سيما المشمسة منها، بغابة المعمورة، فباحة «العرجات» تقع في حدود الغابة، وتبدو الحل الأنسب للعائلات التي تريد الخروج من نمط «الماكلة والشقا ديال الدار»، سيما أن المطاعم الشعبية التي تنتصب بجنباتها تقدم أكلات مغربية، تتنوع بين شتى أصناف الطاجين، الذي يزاوج بين اللحم والدجاج، حسب رغبة الزبون، ومختلف أنواع المشاوي من لحم ولحم مفروم، وأطباق البطاطس المقلية والسلطات المغربية، و»براريد» الشاي. «فالصراحة الواحد كايعيا من الماكلا ديال الدار، وما فيها باس مرا مرا الواحد كايتشها يجلس مع وليداتو وياكل على برا، خصوصا أن الجو هنا نقي لأننا فوسط الغابة والماكلة صحية»، تقول سيدة أربعينية وهي تهم بالجلوس في إحدى الطاولات التي تميز ألوان أغطيتها البلاستيكية بين هذا «المطعم» وذاك.الانبهار الذي يعتري المرء منا وهو يلج مدخل الباحة سرعان ما يتحول إلى سراب، فمن موقع مرأب السيارات الذي احتلته الحفر بمختلف الأحجام، تساورك شكوك حول إن كانت الباحة ملائمة فعلا للاستراحة أم أن المفروض المغادرة فورا، قبل أن تجذبك من جديد رائحة الشواء، فتسقط بالضربة القاضية فريسة لنداء معدتك، سيما أن نادل هذا المطعم أو ذاك يتسابق لإقناعك بالجلوس في صف الطاولات المحسوبة على رب عمله، والأكثر من ذلك أن أثمنة الأطباق المقدمة، عكس المطاعم الفاخرة، ملائمة جدا، ولا تمتص ميزانية كبيرة.ورغم أنغام الموسيقى الشعبية التي تنطلق بين الفينة والأخرى، بعد أن يمر أحد عازفي «الوتار» قرب هذه الطاولة أو تلك، يعزف إحدى المقطوعات الشعبية، وأحيانا يصاحبها بغناء شجي، لا تترك أسراب الذباب التي تحوم على الطاولات و»عصابات» القطط، وجماعات الكلاب الضالة التي يكاد يلتصق جلدها عظمها، الزبون، يستمتع بقطع اللحم المشوي، فتنطلق سلسلة المطاردات، وأحيانا الصراخ، وحدهم الصغار من يفرح بحجيج القطط ويستمتعون برمي وتوزيع قطع العظم كما اللحم للكلاب، في الوقت الذي تتسابق معهم أسراب الذباب بطنينها وتلتصق على قطع اللحم. «في الحقيقة نحن معتادون على القدوم إلى هذه الباحة منذ عدة أعوام، بسبب جودة اللحوم التي تباع هنا، الغنمي والبكري هنا جاي من السهول»، يقول أحد رواد الباحة، قبل أن يستدرك، لكن صراحة في الشهور الأخيرة أصبحنا ننزعج من رداءة الخدمة، وقلة النظافة»، ، فيما زوجته تحاول جاهدة إزاحة الذباب الذي يحوم حول صحون اللحم المفروم المغطى بشرائح البصل والطماطم المشوية، متأففة من الأوساخ العالقة بالأغطية البلاستيكية، التي يبدو من لونها أنها ليست حديثة، قبل أن يطالب زوجها النادل بإحضار مزيد من قطع الأوراق الكبيرة الحجم حتى يتمكنوا من تغطية الصحون. الوضعية التي آلت إليها مطاعم الباحة جعلت العديدين يفضلون اقتناء اللحوم نيئة على أن يتناولوها بمطاعم الباحة. هجر المغلي

العرجات… باحة شواء يغزوها الذباب قبل المواطنين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنتدى الدولي يضع خارطة طريق للاستثمار في إفريقيا

مسيرة بالرباط تصوب سهام النقد لبنكيران

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات