رسالة لبليرج تكشف حقيقة تيار “الاختيار الإسلامي”

قصف السياسيين الستة المعتقلين معه وقال إن الملف حمل اسمه لأنه رفض التعاون مع المخابرات كشفت رسالة لعبد القادر بليرج العلاقة التي ربطته بالسياسيين الستة الذين تمتعوا بعفو ملكي، بعد أن كانوا متابعين في قضية إرهاب. وقال بليرج، في الرسالة التي تتوفر «الصباح» على نسخة منها، إنه أسس مع السياسيين أنفسهم تيارا سياسيا منحه اسم «تيار الاختيار الإسلامي»، مضيفا أن أول من استقطبه إلى جماعة الإسلاميين التي ستنشئ هذا التيار هو ماء العينين العبادلة الذي كان طالبا في بداية الثمانينات ببلجيكا، واقترح عليه الانضمام إليهم ليؤسسوا تيارا إسلاميا، «وافقت على الالتحاق بالتيار بعد ما عرض علي العبادلة ذلك، وتعرفت على المرواني والمعتصم والركالة أثناء زيارتي للمغرب»، مضيفا أن تصور التيار كان شموليا، «لا يلغي أسلوبا دون آخر من أساليب الممارسة الحركية، وكان معظم أفراده من الطلبة وفي طور التكوين والإعداد، ولم تكن لديه أي بنية اقتصادية أو لوجيستيكية يستطيع من خلالها أن يمر إلى مرحلة ممارسة العنف»، مضيفا أن بعض الأعضاء كانوا يحملون أفكارا تميل إلى العنف، إلا أنهم كانوا يشكلون قلة في التيار «ولا سبيل لإنزالها على أرض الواقع».واعتبر بليرج أن السياسيين الستة تنصلوا من مسؤوليتهم، وتنكروا لباقي المعتقلين باعتبارهم كانوا قيادييهم، موضحا أنه استقال من التيار نتيجة ضعف القياديين وصراعهم على الريادة، ما أدى إلى انقسامه إلى قسمين في أواسط التسعينات، أحدهما سمي «البديل الحضاري» والثاني هو «الحركة من أجل الأمة». وقال بليرج إن تقسيم الملف قسمين يعكس «خيانة ثانية» للزعماء التاريخيين للاختيار الإسلامي الذين وفروا، حسبه، طوق النجاة للسلطة بعد «انفضاح أمرها في قضية تدبير هذا الملف، كما أن اعتبارهم سياسيين دون غيرهم تلفيق واضح».وكان بليرج، حسب الرسالة ذاتها، ملاحقا من طرف المخابرات المغربية من أجل استقطابه إليها والعمل لصالحها، «سمي الملف ملف بليرج نتيجة رفضي الانصياع إلى أوامر المخابرات، إذ ظلت تلاحقني في أفق استدراجي إلى التعاون معها»، مضيفا أن والده أوقف عدة مرات وقضى لدى ضيافة أمنيين ساعات من أجل الضغط عليه، «كانوا يمارسون الضغط على والدي المرحوم، فكلما حل بالبلد إلا وأوقفوه ساعات وابتزوه، فكنت رحمة به ألبي الدعوة، إذ كلما استدعيت إلى السفارة المغربية ببلجيكا أؤكد لهم أنني لست معارضا ولا أشكل أي خطر على البلد، لكنني أرفض الاستبداد والقمع فلما حلت الفرصة أمامهم وضعوني في السجن انتقاما مني على إصراري على رفض التعاون مع الأجهزة المعنية».وكشفت رسالة بليرج أن الأخير لم يوقف بمطار محمد الخامس بالبيضاء يوم 16 فبراير 2008، بل أوقف، حسبها، يوم 19 يناير 2008 على الساعة التاسعة ليلا قرب قصر المؤتمرات من طرف عدة عناصر أمنية في سيارة «مرسيديس 190» سوداء وتصحبها سيارة أخرى. زادت الرسالة أن «ختم جواز سفري المغربي أكبر دليل على ذلك»، يقول بليرج، مضيفا أنه قضى شهرا ونصف الشهر في معتقل تمارة، حيث «عذبت بالصعق بالكهرباء والتعليق من الرجلين واليدين وحشو المؤخرة بالسياط والجلد اليومي وبطرق شتى، إضافة إلى تعصيب العينين بشكل متواصل، كما تم تعذيبي في معتقل المعاريف الذي مكثت فيه ثلاثة عشر يوما كاملة في مرحاض صغير خصص زنزانة للاعتقال» يسجل بليرج في رسالته.وقال إن المحاضر كتبت باللغة الفرنسية قبل أن تترجم في المعاريف إلى العربية، مقرا أن ما ورد في الجزء الأول منها يشكل اعترافاته ويخص «حرية التجمع والتنقل والتفكير»، أما الجزء الثاني فألح على أنه نسب إليه عنوة، فيما كان الجزء الثالث عبارة عن معلومات متوفرة لدى الأجهزة الأمنية منذ الثمانينات، وأدرجت على أساس أنها معلومات مستحدثة وجديدة.ونفى بليرج أن يكون ذكر أسماء السياسيين الستة، أو أن يكون على علاقة سياسية بالبختي الذي ظل مبحوثا عنه لفترة طويلة من طرف الأجهزة الأمنية البلجيكية وربطته علاقة جوار ببليرج، قبل أن يجد نفسه، تقول الرسالة، متورطا في جرائمه، رغم أنه كان يعيش في المغرب ولم تسلمه الدولة المغربية إلى السلطات البلجيكية، بل إن «أحد عناصر «لادجيد» طلب من بعض أفراد أسرته مبلغ 100 ألف أورو ليوفر له وثائق جديدة، يقول بليرج في رسالته، التي حمل فيها الجمعيات الحقوقية التي ساندت المعتقلين الستة، مسؤولية استمرار اعتقاله، رغم أنه ينتمي إلى القضية نفسها، موضحا أن خلطا وقع بين التحزب والتسيس ما أتاح للستة دعما حقوقيا كبيرا استفادوا بفضله من العفو الملكي، فيما قدم باقي المعتقلين «أكباش فداء». ضحى زين الدين

رسالة لبليرج تكشف حقيقة تيار “الاختيار الإسلامي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداودي يعفي عميد كلية الآداب بمكناس

محام متورط في السطو على عقار للجنرال الدليمي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات