الاستقلال… الحليف المعارض للحكومة

شباط يتهم فريق بنكيران بالبطء في الأداء والتقاعس عن تنفيذ البرنامج الحكومي أرسل حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إشارات غير مطمئنة إلى التحالف الحكومي الذي يشكل الاستقلال إحدى ركائزه الصلبة. منذ انتخابه أمينا عاما جديدا، أطلق دعوات قوية لفائدة إحداث تعديل حكومي يُعيد الاعتبار لمكانة حزب الاستقلال ووزنه الانتخابي. وأكد شباط صراحة في عدة لقاءات صحافية، أنه غير راض عن أداء الحكومة، بشكل عام، وأداء وزرائه بصفة خاصة.ووجه شباط انتقادات متواصلة إلى الحكومة، متهما إياها بالبطء في الأداء، والتقاعس عن تنفيذ البرنامج الحكومي، بل والتنصل من بعض تعهداتها، مثل ما حصل بالنسبة إلى اتفاق 20 يوليوز مع العاطلين الحاملين للشهادات العليا، والمتعلق بالتوظيف المباشر للأطر العليا العاطلة. وأوضح أنه مع التوظيف المباشر عكس مقاربة حكومة عبد الإله بنكيران، التي أعلنت في وقت سابق أنها أغلقت باب التوظيف المباشر. هذه المواقف الصريحة والقوية التي تبناها شباط تجعل من الاستقلال حزبا معارضا من داخل الأغلبية الحكومية، وهي مفارقة الحكومة الحالية. خرجات شباط محسوبة سياسيا، فالرجل يمتلك رؤية واضحة للأشياء، ويعرف ما يريد. انتقد الطريقة المتبعة من طرف الحكومة في معالجة عدد من الملفات والقضايا، وانتقد عدم تقديم وزراء حزبه لحصيلة أدائهم، كما انتقد اشتغال وزارة الاقتصاد والمالية برأسين، وأثار”العاصفة” خلال أول لقاء له مع الأغلبية الحكومية، منذ توليه منصب زعيم الاستقلال، إذ طرح مجددا مسألة التعديل الحكومي، مما أثار غضب رئيس الحكومة، وقيادة التقدم والاشتراكية، الذي سيكون أول ضحية لهذا التعديل. تحول الاستقلال منذ تولي شباط مسؤولية أمينه العام، إلى حزب “معارض”، إذ تردد كثيرا على لسان قيادته عدم ارتياحها إلى موقع الحزب في الحكومة، فبالإضافة إلى بطء وتيرة عملها، انتقدت قيادة الحزب غياب التمثيلية الوازنة للنساء، وغياب تمثيلية الأقاليم الجنوبية، وعبرت القيادة عن عدم ارتياحها للحوار الاجتماعي الدائر، هذا الموقف يُثير قلق عبد الإله بنكيران الذي لا يوافق شباط استعجاله بإحداث تعديل حكومي بعد مضي سنة فقط من عمر الحكومة.الأمر لا يقف عند حد زعيم الاستقلال، بل إن الحزب في غالبيته أصبح يتبنى مواقف زعيمه الجديد، وهو ما ظهر أخيرا في اجتماعات الفريق النيابي، كما ظهر في المناقشة السياسية لمشروع قانون الميزانية لسنة 2013 على مستوى اللجنة المختصة بمجلس النواب، إذ سار الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية على خطى الأمين العام للحزب، موجها سيلا من الانتقادات إلى الحكومة، ومنها بالخصوص البطء في العمل، والتراجع عن تنفيذ العديد من الالتزامات. هذه المواقف المتنامية داخل حزب الاستقلال من شأنها أن تضفي طابع عدم الاستقرار على التحالف الحكومي، خاصة أنها تتكرر في عدد من المناسبات، ويجهل الطريقة التي سيتعامل معها بنكيران مستقبلا، خاصة أن” الخصم” داخل التحالف له وزن انتخابي كبير ويعتبر من الأحزاب الكبرى التي تتصدر الساحة السياسية. عبد الله الكوزي

الاستقلال… الحليف المعارض للحكومة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران في مواجهة غضب الشارع

الأغلبية العددية وإفراغ روح الدستور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات