نحيب وإغماءات أمام مستودع الأموات بمراكش

نجاة رضيع ووفاة والديه في الحادث المأساوي وعائلات تبحث عن جثث ذويها في المرفق تحولت بوابة مستودع الأموات بباب دكالة بمراكش إلى مأتم كبير، بعد أن تجمهر أمامه مواطنون، من بينهم من تحمل مشاق السفر من زاكورة والمناطق المجاورة لها، وبعضهم انتقل إلى المستودع من أحياء المدينة، حيث كان ينتظر وصول قريب له من زاكورة ليصله خبر وفاته لينتقل على وجه السرعة إلى بوابة المستودع البلدي الذي زارته فاطمة الزهراء المنصوري عمدة المدينة رفقة بعض أعضاء مجلس المدينة، في الوقت الذي انكب نائب وكيل الملك على تثبيت هوية بعض الهالكين الذين رابط أقاربهم بالقرب من مدخل المستودع، منهم من قرر نقل الرفات إلى مسقط رأس الهالك، في حين ارتأى البعض الآخر إجراء الدفن بمراكش.وجوه شاحبة تنتظر تأكيد خبر الوفاة بعد جهد مضن في الانتقال بين مستعجلات ابن طفيل الغاصة بالمرضى والجرحى ومستودع الأموات الذي ضرب عليه رجال القوات المساعدة حراسة خاصة، بمساعدة عناصر الوقاية المدنية، التي خصصت خيمتين لإسعاف بعض النساء اللواتي كان يغمى على بعضهن بمجرد تأكدهن من فقدان أعضاء من أسرهن. كما هيأت بلدية مراكش خيمتين كبيرتين لاستقبال الوافدين الذين ينتظرون توصلهم بالرفات للعودة إلى مدينة زاكورة. صمت رهيب يكسره بين الفينة والأخرى نحيب امرأة حين يصلها خبر وفاة قريب لها. اختلفت آراء أقارب الهالكين وبعض الناجين من الحادث في أسبابه ففي الوقت الذي يؤكد البعض تقادم الحافلة وعدم صيانتها، يشير البعض الآخر إلى العياء الذي سيطر على السائق في وقت ظل يتحدث مع السائق الثاني الذي توفي بدوره، إذ تم العثور على جثته بالقرب من سائق الحافلة، في حين يشير أحد المصابين الذي فقد شقيقته وزوجها في حين نجا طفلهما الرضيع أن اصطداما قويا سمع قبل أن تتهاوى الحافلة بشكل عمودي باتجاه المنحدر الوعر بالقرب من أحد الأضرحة العبرية، موضحا أن جل الركاب الذي كانوا يجلسون خلف السائق توفوا على التو وعددهم سبعة وثلاثون راكبا.وأبدى بعض أقارب الضحايا حساسية كبيرة تجاه بعض المصورين الذين ظلت عدساتهم تلتقط أجواء الحزن الذي خيم على بوابة المستودع، وتدخل عناصر الهلال الأحمر المغربي لتقديم إسعافات أولية أو لنقل المصابين إلى المستشفى، وألحوا على عدم التقاط صور نسائهن اللواتي انخرطن في نحيب وعويل داخل الخيمتين اللتين وفرت وقاية لرؤوسهن من أشعة الشمس الحارقة.دب العياء وسط رجال الشرطة وعناصر القوات المساعدة وهم ينتظرون استكمال إجراءات النيابة العامة في تثبيت هوية الهالكين الذين قرروا السفر ليلا اتقاء لحرارة النهار بحثا عن هواء عليل بين فجاج الأطلس الكبير التي كانت آخر محطة في حياتهم، وهم يودعون مغربا طالما تحدث عن الوقاية من حوادث السير دون نتيجة تذكر، وهي مسؤولية يتحملها الكل، كما صرح وزير التجهيز بمستعجلات مستشفى ابن طفيل بمراكش. محمد السريدي (مراكش)

نحيب وإغماءات أمام مستودع الأموات بمراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النفق المطلب القديم الجديد لسكان ثلاثة أقاليم

3 أسئلة: عدة جهات تتحمل المسؤولية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات